كل الجهات بلا بوصلة

لو لم يكن هناك رؤوس كبيرة متهمة بالفساد لهان الأمر على الجميع ..! بل إن الأمور لا تصل حد الاتهام ؛ لأن جميع ( الكبار) ليسوا متّهمين شعبيّاً ؛ بل مدانون و الجرم ثابتٌ عليهم ..هذه عقلية الشعوب دائماً : تُصدّق كل فساد على مسؤول ولو كان إشاعة ..!!

لكنّ الذي جرى و يجري في الأردن أن كل الذي كان ( شائعات ) قبل أربع سنوات ..وكان مجرد ذكره في مجلس عام يضعك في دائرة الخطر ؛ أصبح اليوم علكة في فم الجميع ..علكة لا تتوقف الأفواه عن مضغها و جهاراً نهاراً ..و دخلنا نفقاً مليئاً بمختلف أنواع العلكة ..العلكة التي لا يعجبك طعمها تناول غيرها ..!!

لا أحد ينكر أن الأردن تمرّ بتغيّر حقيقي سواء كان سياسياً أو اقتصادياً ..و الأخطر هو التغيّر الاجتماعي ..لأنه أصل الحركة و هو مبعث الاستقرار أو الاهتزاز ..!! وخوفي كمواطن كل رأس ماله ( قميص و بنطلون و كندرة من البالة ) أن تتطور الأمور و يخرج التغيّر الاجتماعي عن كل التوقعات ؛ بحيث أن يتحوّل كل فرد إلى ( زعيم ) و كل طفل إلى قائد ..وهذا سيقودنا حتماً إلى أن النظر إلى الأمور سيكون من زاوية واحدة فقط ؛ هي : أنا إللي فاهم كل شي و غيري مسكين مش فاهم إشي ..!!

أتعلمون متى تخرب الجلسة العائلية الآن ؟؟ عندما نتكلّم عن كل ما يجري ..كلنا مختلفون ..كلنا منقسمون ..كلنا فلاسفة ..كلنا على صواب ..ولكننا كلنا بلا بوصلة ..!!

نحن في صحراء قاحلة وشاسعة تائهون ..كل الاتجاهات صحيحة ..ولا أحد يضمن لنا الاتجاه الصحيح ..!!