جسد البلديات وفك الدمج

كان اسبوعا لا مثيل له من الاسابيع فقد تم الاستفادة من كميات كبيرة من الاطارات التي انتهت صلاحيتها .
لقد بدأ تراكم هذه الاطارات منذ عام 1985 في ذلك العام تمت اول عملية دمج للبلديات والتي تم اجرائها في بلدية عمان حيث تم دمج عدة بلديات ومجالس قروية داخل مدينة عمان والمحيطة بها , اجريت هذه العملية بهدف التقليص من اعداد المجالس البلدية والقروية لابد أن نشير هنا ان قرار الدمج هذا قد تمت الموافقة عليه منذ 1963.
توالت القرارات على جسد البلديات واخذ الجسد يتقلص يوما بعد يوم سنه بعد سنة حتى اصبح لدينا 93 بلدية حسب قانون 2007 , لا ندري من اي الاجزاء تم الاقتطاع وما نوع الداء المعطى لهذا الجسد حتى نرى موجة التقلص بعدما اعتدنا عليه ضخما وكبيرا فقد كان 328 بلدية و50 مجلس قروي و44 مجلس بلدي هذا حسب قانون عام 2000 , حتى هنا يجب ان نتذكر ان هذا الجسد كان ينمو كأي جسد في الفترة الماضية قبل تعاطي الداء التقلص ففي عام 1950 كانت 15 بلدية حتى وصلت إلى 354 ولها توابع إن هذه المرحله من النمو السريع تخللتها بعض التقلصات لكنها ليست بالكبيرة حتى عادت إلى 328 .
لقد تفهم الجميع هذه التقلصات والانتفاخات التي حدثت في جسد البلديات , الشعب لم يرضى عن بعض هذه التقلصات والانتفاخات التي اخذت تتكرر في الاونة الاخيرة , اما في عام 2011 الذي امتلأ الوطن العربي احتجاجات ومسيرات وسقوط اشخاص ونهوض اشخاص , قامت الحكومة الاردنية بإعطاء مطعوم - فيتامينات - لجسد البلديات ليصبح جسدا ضخما فقد تم استحداث 100 بلدية جديدة خلال قترة لا تزيد عن شهر , هنا تم انزال الكم الكبير من الاطارات التي تراكمت خلال السنين الماضية واحراقها , فاصبح كل شخص منا يريد بيته بلدية , لنا الحق لأن ذلك التضخم او الانتفاخ لم يكن عادلا او منصفا أما ان الوضع يميل إلى الهدوء الان بشأن البلديات لانه تم تأجيل الانتخابات .
يجب الانتباه والحذر لأن هذه البلديات قد تكون " المطب " الاكبر في وطننا لانها هي التي تمس المواطن وهي التي يتواصل من خلالها وهي .. وهي .. وهي .. وهي التي تعني كافه الشرائح وكافة الفئات , كما لا ننسى ان هذا الجسد قد يلتفت إلى الوراء ويحطم من اعتنى به او ضخمه او قلصه " ينقلب السحر على الساحر " .
هنا نجلس على التلة المرتفعه نرتقب الجسد البلدي القادم إلينا وما يرافقه من احداث إما أفراح نقيمها وإما افراح يقيمونها .
م.مراد جلامده