اتّقوا الله بأنفسكم يا معشر المعلمين ...
في هذااليوم دخل إضراب المعلمين يومه الثاني عشر وما زالت الأزمة تتفاقم والخاسر الأكبر بين كل الأطراف هو الطالب , لقد آن الأوان أن أكتب بكل صراحة وشفافية على الرغم من تأكدي بأنّ فئة من المعلمين وغير المعلمين سوف تشن هجوما علي , كما شنوه علي عندما دعوت المعلمين لتحمل مسؤولياتهم الوطنية والمهنية وفك الإضراب , فالبعض اتهمني بخيانة قضية المعلمين والبعض الآخر اتهمني بأنني قبضت مقابل هذه الدعوة , فقد كنت أقرأ التعليقات وقلبي يعتصر ألما على ما آلت إليه مفاهيمنا وأخلاقياتنا فما أسهل أن يخوّن الأشخاص في هذه الأيام , وما أسهل أن يمجّد الباحثون عن الشهرة والصفقات الإعلامية , فقد اختلطت المفاهيم عند الكثيرين , فأصبح الكاذب سياسيا محنّكا والصادق خائنا لقضيته ومن يقوم بواجبه الوظيفي متآمرا , والمتخاذل بطلا . لم أندم ولن أندم على دعوتي هذه لأنني كسبت على الأقل احترامي لنفسي حين رأيت أنّ الأمور أصبحت تنحني لمنحنى خطير قد يصل في النهاية إلى حد المواجهة لا سمح الله .
لقد عايشت حراك المعلمين منذ انطلاقته ,ساعة بساعة واطّلعت على أمور قد تكون غير واضحة للكثيرين , لقد كانت البداية بداية مهنية خالصة حين طالبنا بإعادة إحياء نقابة المعلمين بداية عام 2010 وكنّا نبحث عمّن يقف إلى جانبنا ولكن الكثيرين لم تكن لديهم الجرأة للوقوف معنا , وبعد أن كسرنا حاجز الخوف ووقفنا وطالبنا - وكنّا قلّة قليلة لا تتعدى العشرات من المعلمين – ركب من ركب الموجة من تنظيمات أرادت تحقيق مكاسب سياسية أو شخصيات ذات نفوذ تريد تصفية حسابات سياسية باتخاذ المعلمين وحراكهم ورقة ضغط. كان هدفنا تحقيق مطلبنا الأوّل وهو النقابة واتهمنا زورا وبهتانا بأنّنا تخلّينا عن هذا المطلب , لأنّ من اتهمنا كان يملك من النفوذ السياسي والإعلامي والمادي ما لا نملك , ثمّ تحقّق المطلب وأقرّ قانون نقابة المعلمين وتحقّقت قبل ذلك مكاسب معنوية ومادية للمعلمين ما لم تستطع تحقيقه أي نقابة خلال عشرات من السنين وكسب المعلمون احترام وتعاطف الجميع وعلى كافة المستويات , إلى أن أتت إعادة هيكلة رواتب القطاع العام والتي سلبت من المعلمين جزءا من علاوة التعليم ثمّ عادت الحكومة وأقرّت بحق المعلمين بعلاوتهم على أن تكتمل العلاوة بعد عشرة أشهر لتصبح كاملة 100% . وما زال الإضراب مستمرا , أقولها وبكل صراحة وبدون خوف من أحد بأنّ الحكومة قدّمت كل ما تستطيع تقديمه وأعادت الحق لأصحابه , لم أكن يوما مدافعا عن حكومات ولم أبحث يوما عن شهرة أو منصب أو جاه أو مال ولو كنت باحثا عن تلك الأمور الزائلة لزايدت مع المزاودين وحصلت على ما أريد.
إنّ ما يحدث اليوم من تشبّث بالرّأي واتهامات خطيرة لرجال الأمن العام الذين هم أهلنا وإخواننا وأبناء عشيرتنا من قبل من يدّعون أنّهم يمثّلون المعلمين ما هو إلاّ جرّ الوطن وأمنه إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها ولن يفيد ساعتها – إن حدث ذلك لا سمح الله- النّدم وسوف يكون الثمن باهظا , والهدف من تشبّث بالرّأي من قبل اللجان التي جعلت نفسها هي الوصية على المعلمين هو هدف انتخابي بحت , يريدون أن يصبحوا جميعهم في مجلس النقابة , أقولها وبكلّ صراحة إنّ أولئك لا ينظرون ولا يأبهون لمصلحة غير مصالحهم الشخصية فقط . إنّ أحد أولئك ( القياديين ) قالها لي وبكل صراحة بعد الإجتماع الذي دعينا إليه وضمّ معالي وزير التربية والتعليم ومعالي وزير تطوير القطاع العام ( إنّ المعلمين لا يبحثون عن عشرة أو عشرين بالمائة ولكنهم يبحثون أن يعطلوا عن الدوام فقط ) , وأحد ( القياديين ) قال (إنّه ضد الإضراب والمعلمون لا يستحقون العشرة بالمائة) , وهو الآن من الداعمين للإضراب ويتبجح بتصريحاته الإعلامية بأنّ المعلم همّه . لقد طفح الكيل عند الجميع أيّها ( القياديّون ) فمن أعطاكم الحقّ لتدعوا أولياء الأمور بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس وأنتم الباحثون عن الحق كما تدّعون , من أعطاكم الحقّ أن تدّعوا كذبا أنّ الإضراب المفتوح حقّ دستوري وجميع الدّساتير والقوانين والأنظمة من ادّعائكم براء , من أعطاكم الحق أن تقفوا على أبواب المدارس لتقولوا لطلاّبكم لا تدخلوا مدارسكم فنحن نطالب بحقوقنا ونحن مضربون , أمّا حقّكم في الحصول على أبسط حقوقكم وهو حق التعلّم فهو مرهون بأيدينا , من أعطاكم الحق بتخوين زملائكم الذين لم ينجروّا وراءكم في إضرابكم وتحمّلوا مسؤوليتهم الأنسانية والأخلاقية وتابعوا مسيرة التعليم الّتي لا تتوقّف حتى في أوقات الكوارث والحروب . لقد آن الأوان أن يرتجع المخطئ عن خطئه , نعم أيها الأخوة والأخوات , لقد كنت من المخطئين بحقّ نفسي وحقّ غيري فارتجعت عندما أيقنت أنّ كلّ ما يحدث اليوم ما هو إلاّ مزاودات انتخابية أترفّع عن الدّخول فيها , فليس الرجولة الإصرار على الخطأ ولكن الرجولة من يمتلك الجرأة ليرتجع عن الخطأ .
أقولها لكم وبكل صراحة لقد بدأ المعلم يفقد هيبته واحترامه أمام المجتمع , فأستحلفكم بالله ماذا سيستفيد المعلّم لو أصبح راتبه آلاف الدنانير وفي نفس الوقت سقط أمام المجتمع ؟ كم من الوقت يريد المعلّم كي يستعيد ثقة واحترام مجتمعه وطلاّبه له؟ ما زلنا نحن المعلمين وغير المعلمين نحترم ونجل معلّمينا الّذين كانوا يخلصون في عملهم ونترحّم عليهم وهم تحت التراب الآن , فهل ما زال المعلمون الذين فوق التراب الآن يمتلكون هذا الإجلال والإحترام؟
يتّهمونني دائما بأنّني لا أجيد فنّ السياسة وأنا أعترف بذلك ولكنّي أجيد الصراحة حتى وإن كانت قاسية , أعلم بأنّني سأهاجم من الكثيرين ولكنني لن آبه لأيّ هجوم أو تجريح يصدر من الّذين يجيدون هذا الفنّ الحديث على مجتمعنا , وسوف لن يثنيني أي من هؤلاء على قول كلمة الحق لأنّني عاهدت الله وعاهدت نفسي على أن أقول كلمة الحقّ دائما وألاّ أهاب في قولها لومة لائم. اللهمّ إنّي قد بلّغت فاشهد . اللهمّ إنّي قد بلّغت فاشهد . اللهم إنّي قد بلّغت فاشهد.
لقد عايشت حراك المعلمين منذ انطلاقته ,ساعة بساعة واطّلعت على أمور قد تكون غير واضحة للكثيرين , لقد كانت البداية بداية مهنية خالصة حين طالبنا بإعادة إحياء نقابة المعلمين بداية عام 2010 وكنّا نبحث عمّن يقف إلى جانبنا ولكن الكثيرين لم تكن لديهم الجرأة للوقوف معنا , وبعد أن كسرنا حاجز الخوف ووقفنا وطالبنا - وكنّا قلّة قليلة لا تتعدى العشرات من المعلمين – ركب من ركب الموجة من تنظيمات أرادت تحقيق مكاسب سياسية أو شخصيات ذات نفوذ تريد تصفية حسابات سياسية باتخاذ المعلمين وحراكهم ورقة ضغط. كان هدفنا تحقيق مطلبنا الأوّل وهو النقابة واتهمنا زورا وبهتانا بأنّنا تخلّينا عن هذا المطلب , لأنّ من اتهمنا كان يملك من النفوذ السياسي والإعلامي والمادي ما لا نملك , ثمّ تحقّق المطلب وأقرّ قانون نقابة المعلمين وتحقّقت قبل ذلك مكاسب معنوية ومادية للمعلمين ما لم تستطع تحقيقه أي نقابة خلال عشرات من السنين وكسب المعلمون احترام وتعاطف الجميع وعلى كافة المستويات , إلى أن أتت إعادة هيكلة رواتب القطاع العام والتي سلبت من المعلمين جزءا من علاوة التعليم ثمّ عادت الحكومة وأقرّت بحق المعلمين بعلاوتهم على أن تكتمل العلاوة بعد عشرة أشهر لتصبح كاملة 100% . وما زال الإضراب مستمرا , أقولها وبكل صراحة وبدون خوف من أحد بأنّ الحكومة قدّمت كل ما تستطيع تقديمه وأعادت الحق لأصحابه , لم أكن يوما مدافعا عن حكومات ولم أبحث يوما عن شهرة أو منصب أو جاه أو مال ولو كنت باحثا عن تلك الأمور الزائلة لزايدت مع المزاودين وحصلت على ما أريد.
إنّ ما يحدث اليوم من تشبّث بالرّأي واتهامات خطيرة لرجال الأمن العام الذين هم أهلنا وإخواننا وأبناء عشيرتنا من قبل من يدّعون أنّهم يمثّلون المعلمين ما هو إلاّ جرّ الوطن وأمنه إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها ولن يفيد ساعتها – إن حدث ذلك لا سمح الله- النّدم وسوف يكون الثمن باهظا , والهدف من تشبّث بالرّأي من قبل اللجان التي جعلت نفسها هي الوصية على المعلمين هو هدف انتخابي بحت , يريدون أن يصبحوا جميعهم في مجلس النقابة , أقولها وبكلّ صراحة إنّ أولئك لا ينظرون ولا يأبهون لمصلحة غير مصالحهم الشخصية فقط . إنّ أحد أولئك ( القياديين ) قالها لي وبكل صراحة بعد الإجتماع الذي دعينا إليه وضمّ معالي وزير التربية والتعليم ومعالي وزير تطوير القطاع العام ( إنّ المعلمين لا يبحثون عن عشرة أو عشرين بالمائة ولكنهم يبحثون أن يعطلوا عن الدوام فقط ) , وأحد ( القياديين ) قال (إنّه ضد الإضراب والمعلمون لا يستحقون العشرة بالمائة) , وهو الآن من الداعمين للإضراب ويتبجح بتصريحاته الإعلامية بأنّ المعلم همّه . لقد طفح الكيل عند الجميع أيّها ( القياديّون ) فمن أعطاكم الحقّ لتدعوا أولياء الأمور بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس وأنتم الباحثون عن الحق كما تدّعون , من أعطاكم الحقّ أن تدّعوا كذبا أنّ الإضراب المفتوح حقّ دستوري وجميع الدّساتير والقوانين والأنظمة من ادّعائكم براء , من أعطاكم الحق أن تقفوا على أبواب المدارس لتقولوا لطلاّبكم لا تدخلوا مدارسكم فنحن نطالب بحقوقنا ونحن مضربون , أمّا حقّكم في الحصول على أبسط حقوقكم وهو حق التعلّم فهو مرهون بأيدينا , من أعطاكم الحق بتخوين زملائكم الذين لم ينجروّا وراءكم في إضرابكم وتحمّلوا مسؤوليتهم الأنسانية والأخلاقية وتابعوا مسيرة التعليم الّتي لا تتوقّف حتى في أوقات الكوارث والحروب . لقد آن الأوان أن يرتجع المخطئ عن خطئه , نعم أيها الأخوة والأخوات , لقد كنت من المخطئين بحقّ نفسي وحقّ غيري فارتجعت عندما أيقنت أنّ كلّ ما يحدث اليوم ما هو إلاّ مزاودات انتخابية أترفّع عن الدّخول فيها , فليس الرجولة الإصرار على الخطأ ولكن الرجولة من يمتلك الجرأة ليرتجع عن الخطأ .
أقولها لكم وبكل صراحة لقد بدأ المعلم يفقد هيبته واحترامه أمام المجتمع , فأستحلفكم بالله ماذا سيستفيد المعلّم لو أصبح راتبه آلاف الدنانير وفي نفس الوقت سقط أمام المجتمع ؟ كم من الوقت يريد المعلّم كي يستعيد ثقة واحترام مجتمعه وطلاّبه له؟ ما زلنا نحن المعلمين وغير المعلمين نحترم ونجل معلّمينا الّذين كانوا يخلصون في عملهم ونترحّم عليهم وهم تحت التراب الآن , فهل ما زال المعلمون الذين فوق التراب الآن يمتلكون هذا الإجلال والإحترام؟
يتّهمونني دائما بأنّني لا أجيد فنّ السياسة وأنا أعترف بذلك ولكنّي أجيد الصراحة حتى وإن كانت قاسية , أعلم بأنّني سأهاجم من الكثيرين ولكنني لن آبه لأيّ هجوم أو تجريح يصدر من الّذين يجيدون هذا الفنّ الحديث على مجتمعنا , وسوف لن يثنيني أي من هؤلاء على قول كلمة الحق لأنّني عاهدت الله وعاهدت نفسي على أن أقول كلمة الحقّ دائما وألاّ أهاب في قولها لومة لائم. اللهمّ إنّي قد بلّغت فاشهد . اللهمّ إنّي قد بلّغت فاشهد . اللهم إنّي قد بلّغت فاشهد.