نهاية رجل شجاع
في مفارقة واضحة لأسباب ودواعي مصير كل من الزعماء زين العابدين بن على وحسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح، ومصير مفيد الوحش في مسلسل نهاية رجل شجاع، كانت النهايات في كل الأحوال مأساوية، فذلك الوحش قتل وأقصي بسبب محاولته نيل الحرية، وهؤلاء انتهوا بعد قمع الناس.
وإن كان هنالك سؤال عن أسباب إعادة عرض المسلسل الآن بالذات عبر قناة رؤيا الفضائية وعلاقته بما يحدث في الشام، سيما وأن المسلسل سوري الجنسية يسرد أفكار الراوي السوري حنا مينه، وبطل المسلسل ومخرجه أيضاً سوري، إلا أن هناك خلطاً لا ندري إن كان متعمداً أم لا فيما يتعلق بمقاومة الاحتلال الفرنسي، أو التركيز على عصابات التهريب والتي أفضت لمقتل الرجل الشجاع في النهاية.
مفيد الوحش الذي تحول من رجل قرية بسيط لبطل بعد أن تنامت في داخله إرادة مقاومة للاحتلال ودفع الثمن لذلك، في عمل شكل منحى مفصلياً في تاريخ إنتاج التلفزيون العربي، طاردته خلال المسلسل تهمة التهريب وإثبات الوجود على المستوى الشخصي لا الجماعي، إذ قرر في البداية أن يحمل مكانة خاصة في الميناء قبل أن يلتفت للشأن الوطني.
لا يمكن تجاهل أن من الأسباب الاخرى التي دفعت ذلك الوحش للبروز في تلك الحالة؛ توقه للحرية وعدم الخنوع، فهو الذي رفض الانصياع لفلان وعلان ممن أداروا الميناء، وإن كان استغلهم في البداية لتكون له مكانته الخاصة.
وبعيداً عن ربط المسلسل بما يحدث في سوريا الآن والمستقبل المجهول الذي ينتظر ذلك الشعب المقهور، وإن كان سيتبع الرئيس السوري بشار الأسد من سبقوه إما بالقتل أو التنحي، فمن الضرورة بمكان معرفة أهمية الحرية التي تتوق لها الشعوب بعد تفجر أحداث الربيع، وأحياناً لا تكون الإصلاحات - سياسية أم اقتصادية - كافية لبسط حالات استقرار، فكل يوم ترتفع وتيرة المطالبات محليا وإقليميا.
ذلك يقود لسؤال إن كانت الاحتجاجات بشتى أشكالها ستتوقف إنْ تنازل الحكام عن سلطاتهم وقاموا بإصلاحات جوهرية من خلال تعديلات قوانين أو سن أخرى جديدة، أم سنشهد مطالبات استثنائية فيما بعد ترتبط بشكل وثيق بالحريات العامة على قاعدة أن الشعوب ستقرر بذاتها الزمن الحالي والمستقبل، وتشارك بمقدرات البلد على أساس عادل؟
السؤال الأهم هو التالي: هل ستتنبه الشعوب بعد أن تحصل على ما نشدته من إصلاحات سياسية واقتصادية وصولا إلى حكومات تمثل الشعب وحكام معقولين؛ للاحتلال الحقيقي بكل أشكاله، وعلى رأس قائمته أمريكا و"إسرائيل"، كما تنبه لذلك مفيد الوحش فيما بعد؟ أم سننتظر زمانا آخر في عام آخر في ربيع آخر، لنحظى بالحرية الحقيقية، ألا وهي حرية الاستقلال.
وإن كان هنالك سؤال عن أسباب إعادة عرض المسلسل الآن بالذات عبر قناة رؤيا الفضائية وعلاقته بما يحدث في الشام، سيما وأن المسلسل سوري الجنسية يسرد أفكار الراوي السوري حنا مينه، وبطل المسلسل ومخرجه أيضاً سوري، إلا أن هناك خلطاً لا ندري إن كان متعمداً أم لا فيما يتعلق بمقاومة الاحتلال الفرنسي، أو التركيز على عصابات التهريب والتي أفضت لمقتل الرجل الشجاع في النهاية.
مفيد الوحش الذي تحول من رجل قرية بسيط لبطل بعد أن تنامت في داخله إرادة مقاومة للاحتلال ودفع الثمن لذلك، في عمل شكل منحى مفصلياً في تاريخ إنتاج التلفزيون العربي، طاردته خلال المسلسل تهمة التهريب وإثبات الوجود على المستوى الشخصي لا الجماعي، إذ قرر في البداية أن يحمل مكانة خاصة في الميناء قبل أن يلتفت للشأن الوطني.
لا يمكن تجاهل أن من الأسباب الاخرى التي دفعت ذلك الوحش للبروز في تلك الحالة؛ توقه للحرية وعدم الخنوع، فهو الذي رفض الانصياع لفلان وعلان ممن أداروا الميناء، وإن كان استغلهم في البداية لتكون له مكانته الخاصة.
وبعيداً عن ربط المسلسل بما يحدث في سوريا الآن والمستقبل المجهول الذي ينتظر ذلك الشعب المقهور، وإن كان سيتبع الرئيس السوري بشار الأسد من سبقوه إما بالقتل أو التنحي، فمن الضرورة بمكان معرفة أهمية الحرية التي تتوق لها الشعوب بعد تفجر أحداث الربيع، وأحياناً لا تكون الإصلاحات - سياسية أم اقتصادية - كافية لبسط حالات استقرار، فكل يوم ترتفع وتيرة المطالبات محليا وإقليميا.
ذلك يقود لسؤال إن كانت الاحتجاجات بشتى أشكالها ستتوقف إنْ تنازل الحكام عن سلطاتهم وقاموا بإصلاحات جوهرية من خلال تعديلات قوانين أو سن أخرى جديدة، أم سنشهد مطالبات استثنائية فيما بعد ترتبط بشكل وثيق بالحريات العامة على قاعدة أن الشعوب ستقرر بذاتها الزمن الحالي والمستقبل، وتشارك بمقدرات البلد على أساس عادل؟
السؤال الأهم هو التالي: هل ستتنبه الشعوب بعد أن تحصل على ما نشدته من إصلاحات سياسية واقتصادية وصولا إلى حكومات تمثل الشعب وحكام معقولين؛ للاحتلال الحقيقي بكل أشكاله، وعلى رأس قائمته أمريكا و"إسرائيل"، كما تنبه لذلك مفيد الوحش فيما بعد؟ أم سننتظر زمانا آخر في عام آخر في ربيع آخر، لنحظى بالحرية الحقيقية، ألا وهي حرية الاستقلال.