"عمال تحت الشمس".. يفتح باب الالتزام باشتراطات الصحة والسلامة المهنية
أخبار البلد - عمان- يعمل الخمسيني محمد بلال في شركة الكهرباء الأردنية، مشرفا على ورشة صيانة، وفي ظل الأجواء الحارة التي تعيشها المملكة، فإنه يجهز فريق الورشة قبل خروجهم، لإصلاح أي أعطال في محولات الشركة وخطوطها، ويتأكد من جاهزيتهم، في تجنب الإصابات من أشعة الشمس الحارقة.
يقول بلال الذي يمتلك خبرة تصل الى 35 عاما في الصيانة، "عندما نعلم بقدوم موجة حارة جدا، نتأكد من جاهزية فريق الصيانة واستعداده لأي مهمة، وتنفيذه كل قواعد السلامة المهنية من لباس يناسب الأجواء، وحماية الرأس بالخوذة وكفوف خاصة وعازلة، وغيرها من أمور تهدف لوقاية العاملين من أي أخطار قد تصيبهم.
ويؤكد أن فرق الصيانة تخرج كمجموعات، لضمان أنه في حال تعرض أحد فيها للإصابة، فيحل مكانه آخرون من الفريق، لتغطية المهمة المنوطة بهم، مبينا أن جميع العاملين مؤمنين ضد إصابات العمل والصحية، وفقا لقانون العمل والضمان الاجتماعي.
ويؤكد أن فرق الصيانة تخرج كمجموعات، لضمان أنه في حال تعرض أحد فيها للإصابة، فيحل مكانه آخرون من الفريق، لتغطية المهمة المنوطة بهم، مبينا أن جميع العاملين مؤمنين ضد إصابات العمل والصحية، وفقا لقانون العمل والضمان الاجتماعي.
ويشير إلى أن صيانة الكهرباء من المهن الخطرة، وأي فريق صيانة يخضع لدورات وورشات عمل تدريبية باستمرار، للتوعية بأخطار العمل والسلامة المهنية.
ويؤكد بلال، أن الشركة في الحالات الجوية الصعبة، شتاء أو صيفا، توقف المشاريع الخارجية قيد التنفيذ، وتكتفي بأعمال الطوارئ لتجنب إصابات العمل وحماية العمال.
بدوره، دعا الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، أصحاب العمل في شتى المنشآت الاقتصادية، للإلتزام باشتراطات الصحة والسلامة المهنية، وتوفير متطلباتها ضمن بيئة العمل، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، خلال الموجة الحارة التي تؤثر على المملكة وتستمر لعدة أيام.
وشدد الاتحاد، على ضرورة عدم تعرض العمال لأشعة الشمس المباشرة أثناء أوقات الذروة، مطالبا أصحاب العمل بعدم تعريض سلامة العاملين للخطر، أو التأثير على صحتهم، بخاصة القطاعات العمالية التي يؤدي العمال فيها مهامهم تحت أشعة الشمس المباشرة، وفي الأماكن المفتوحة.
وأكد أن توفير متطلبات السلامة والصحة المهنية ضمن بيئة العمل، من الحقوق العمالية التي كفلها قانون العمل، ومن مسؤوليات أصحاب العمل.
بدوره، يؤكد المقاول محمود بسام (49 عاما)، ويعمل في عمان، أنه مضطر لتسليم بناية سكنية يشرف على تشطيبها بالكامل خلال أسبوعين، ولكنه عندما سمع بالتحذيرات حول موجة الحر، حاول الانتهاء من الأعمال الخارجية بأسرع وقت.
ويبين بسام، أنه لم يوقف العمل خلال موجة الحر الحالية، لكنه ركز على إنهاء العمل داخل البناية، خوفا من إصابة العمال أثناء عملهم في الخارج، كون مسؤوليتهم تقع على عاتقه.
ويقول "للأسف هناك أصحاب عمل لا يخافون الله في العمال، ويجبرونهم على العمل حتى في هذه الأجواء، ولا يوفرون لهم العناية الطبية في حال تعرضوا لإصابات أو مرض"، مؤكدا أنه يشترط على العمال تغطية رؤوسهم بقبعات للتخفيف من أشعة الشمس في حال اضطروا للخروج خارج الإسكان لأي سبب، كما أنه يوفر لهم الماء والطعام في يوم العمل.
وكان المرصد العمالي، أكد في بيان له، أنه بالرغم من أن أمانة عمان الكبرى والعديد من البلديات، قلصت ساعات عمل عمال الوطن طوال فترة موجة الحر الحالية حفاظا على سلامتهم، لكن هناك فئات عمالية أخرى في الميدان، لا تتمتع بمثل هذه الاستثناءات، وتضطرهم لقمة العيش للعمل في هذه الأجواء الصعبة، ومنهم: عمال الزراعة والإنشاءات والتحميل والتنزيل، وغيرهم.
وتوفر منصة "حماية" على موقع وزارة العمل الإلكتروني، تقديم العمال الذين يتعرضون لانتهاكات في حقوقهم العمالية شكاوى، من أجل توفير بيئة عمل مناسبة لهم وفقا للقانون.
ودعت الوزارة أخيرا، أصحاب العمل للاطلاع على نظامي العناية الطبية الوقائية والعلاجية للعمال في المؤسسات، والسلامة والصحة المهنية والوقاية من الأخطار المهنية، اللذين سيدخلان حيز التنفيذ منتصف الشهر الحالي.
وبلغ عدد إصابات العمل التي تعاملت معها مؤسسة الضمان مع نهاية النصف الأول من العام الحالي 8757، وقدرت المبالغ المصروفة عليها بـ1.3 مليون دينار.
وتلزم بنود النظام صاحب العمل الذي يستخدم 50 عاملا فأكثر، بإنشاء وحدة طبية في المؤسسة وفروعها، لتوفير الرعاية الطبية والصحية، الى جانب تحديد شروط هذه الوحدة والأجهزة والمعدات اللازم توافرها في الوحدة.
أما صاحب العمل الذي يستخدم أقل من 50 عاملا، فيلتزم بتوفير العناية الطبية والوقائية والعلاجية، بإخضاع عامل لديه لدورة تدريبية في الإسعافات الأولية لدى جهات معتمدة من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية.
كما ويلزم صاحب العمل، بتعيين كوادر طبية حسب درجة خطورة النشاط الاقتصادي الذي تتبع له المؤسسة وحجم عمالتها، واستحداث فئة المسعف الطبي المتخصص كأحد الكوادر الطبية التي يمكن تعيينها في المؤسسة، لتوفير العناية الطبية للعمال.