لماذا أيها الأمير?
جاءت تصريحات الأمير الحسن, التي أدلى بها إلى التلفزيون الأردني, مفاجئة في محتواها وفي لهجتها, من رجل مثقف, اضافة إلى كونه أميراً له تجربة طويلة, سواء في موقعه الرسمي أو الاعتباري في تاريخ الأردن.
الأهم أن الأمير الحسن, كان إنساناً دائما وسياسياً توفيقيا, وكانت له مواقف معارِضة لتكميم الأفواه ومنادية بالحوار والتعددية السياسية, حتى خلال سنوات سيادة الأحكام العرفية وتعطيل الحياة البرلمانية - ولذا فان تصريحاته جاءت غير مفهومة سياسةً وتوقيتاً.
قد يفهم المواطن, أن للأمير ملاحظات نقدية على الحراك الشعبي, وهذا حقه كسياسي وإنسان, عدا عن أهمية رأيه انطلاقا من موقعه ودوره كأمير, ولكن ليس مفهوما أبداً, أو مقبولا, أن تصل الأمور إلى الاستخفاف والاستهانة بالمعارضة والهم الشعبي, واستعمال تعبيرات الإهانة, التي فاجأت مريديه قبل معارضيه.
صحيح أن اعتصاما يقوده 20-30 شاباً قد لا يمثل الشعب الأردني, وقد يكون الأمير يشير إلى حادثة معينة, لكن من غير الممكن اختصار الحراك بمثل ذلك الوصف.
مثل ذلك التوصيف الذي يقَلل من قيمة الحراك الشعبي, لا يتعارض مع الوقائع فحسب, بل مع جميع تصريحات الأمير الحسن السابقة, والتي حاولت تجسير الهوة بين الشعب والقصر, وذلك بتأييدها بعض مطالب المعارضة, بناءً على ما بدا أنه تَفَهٌم واضح بان شروط استقرار النظام وبقائه مرتبطة بالوصول إلى توافق وطني أساسه توسيع المشاركة السياسية, واحترام التعددية والفصل بين السلطات, خاصة أن الأمير الحسن كان, وما زال , من أبرز المنادين "بالحاكمية الرشيدة", في الحكم والإدارة على حد سواء.
مرة أخرى قد يكون الأمير يقصد أشخاصا بعينهم, معروفين بانتهازيتهم, ومواقفهم الابتزازية, وقد ركب بعضهم موجة الحراك الشعبي, ولكن التعميم, طال كل المعارضة السياسية ولم يخل من لغة التهديد لمن يجرؤ على المعارضة والنقد الجريء.
إضافة إلى ما تَقَدم, فأن أقوال الأمير الأخيرة تتعارض كلياً, مع تصريحات وتحليلات الأمير المنشورة, حول الثورات العربية, التي دلت على فهم لطبيعة المرحلة والتغييرات, وعلى أن عهد حصانة الحكام من النقد قد ولى.
هل هو الاستشعار بخطر جهات معينة يعتقد الأمير أنها تحاول استغلال الحراك لمصلحتها? لا نعرف الجواب, لكن أياً كانت الأسباب فالنتائج كانت سلبية وعكسية, وأدت في لحظتها, وبشكل مباشر وسريع كما تشير ردود الفعل على الانترنت والمواقع الشبابية - إلى زيادة النقمة والاحتقان.
الغريب أنه لا يمكن إلا الافتراض أن الأمير, يعرف تماما مدى حساسية الإشارة في مثل تلك الكلمات, إلى علاقة الأردنيين بالعائلة الهاشمية, في وقت برزت فيه مطالب (بعض الشخصيات) بالتوصل إلى عقد جديد بين الهاشميين والعشائر الأردنية, خاصة أن الأمريكان يدعون دوماً إلى ترسيخ أسس الشرعية بين النظم والشعوب العربية, فجاءت التصريحات المستغربة, مثيرة لحساسيات موجودة, وفي غير وقتها ومكانها.
في بداية حياتي المهنية, تمت ملاحقتي ومنعي من الكتابة والسفر, وسحب جواز سفري - حالي كحال كثيرين, لكن البيانات الرسمية العلنية عني بالاسم, وكوني كنت أكتب بالإنجليزية, لفت انتباه الصحافة العالمية و الهيئات الدولية, يومها وقف الأمير الحسن, وهو لم يكن يعرفني, مع حقي في الكتابة واسترجاع حقوقي كافة, ولم يغير رأيه حتى بعد أن سمعني, وعرف آرائي المعارضة, التي كانت تتسم بحدية الشباب حينذاك, وحتى أنه تحمل أسئلتي الاستفزازية له في المؤتمرات الصحافية الرسمية, بسعة صدر لم يتحملها الآخرون من المسؤولين الأقل شأناً وأهمية.
أنا لم ولن أنسى ذلك الموقف, لكن ذلك لم يمنعني في السابق, ولن يمنعني الآن من التعبير عن معارضتي السياسية و الفكرية, بما في ذلك تصريحات الأمير الحسن الأخيرة, فلا استطيع في مهنتي إلا أن أحاول أن أكون قريبة من نبض الشارع.
الأهم أن الأمير الحسن, كان إنساناً دائما وسياسياً توفيقيا, وكانت له مواقف معارِضة لتكميم الأفواه ومنادية بالحوار والتعددية السياسية, حتى خلال سنوات سيادة الأحكام العرفية وتعطيل الحياة البرلمانية - ولذا فان تصريحاته جاءت غير مفهومة سياسةً وتوقيتاً.
قد يفهم المواطن, أن للأمير ملاحظات نقدية على الحراك الشعبي, وهذا حقه كسياسي وإنسان, عدا عن أهمية رأيه انطلاقا من موقعه ودوره كأمير, ولكن ليس مفهوما أبداً, أو مقبولا, أن تصل الأمور إلى الاستخفاف والاستهانة بالمعارضة والهم الشعبي, واستعمال تعبيرات الإهانة, التي فاجأت مريديه قبل معارضيه.
صحيح أن اعتصاما يقوده 20-30 شاباً قد لا يمثل الشعب الأردني, وقد يكون الأمير يشير إلى حادثة معينة, لكن من غير الممكن اختصار الحراك بمثل ذلك الوصف.
مثل ذلك التوصيف الذي يقَلل من قيمة الحراك الشعبي, لا يتعارض مع الوقائع فحسب, بل مع جميع تصريحات الأمير الحسن السابقة, والتي حاولت تجسير الهوة بين الشعب والقصر, وذلك بتأييدها بعض مطالب المعارضة, بناءً على ما بدا أنه تَفَهٌم واضح بان شروط استقرار النظام وبقائه مرتبطة بالوصول إلى توافق وطني أساسه توسيع المشاركة السياسية, واحترام التعددية والفصل بين السلطات, خاصة أن الأمير الحسن كان, وما زال , من أبرز المنادين "بالحاكمية الرشيدة", في الحكم والإدارة على حد سواء.
مرة أخرى قد يكون الأمير يقصد أشخاصا بعينهم, معروفين بانتهازيتهم, ومواقفهم الابتزازية, وقد ركب بعضهم موجة الحراك الشعبي, ولكن التعميم, طال كل المعارضة السياسية ولم يخل من لغة التهديد لمن يجرؤ على المعارضة والنقد الجريء.
إضافة إلى ما تَقَدم, فأن أقوال الأمير الأخيرة تتعارض كلياً, مع تصريحات وتحليلات الأمير المنشورة, حول الثورات العربية, التي دلت على فهم لطبيعة المرحلة والتغييرات, وعلى أن عهد حصانة الحكام من النقد قد ولى.
هل هو الاستشعار بخطر جهات معينة يعتقد الأمير أنها تحاول استغلال الحراك لمصلحتها? لا نعرف الجواب, لكن أياً كانت الأسباب فالنتائج كانت سلبية وعكسية, وأدت في لحظتها, وبشكل مباشر وسريع كما تشير ردود الفعل على الانترنت والمواقع الشبابية - إلى زيادة النقمة والاحتقان.
الغريب أنه لا يمكن إلا الافتراض أن الأمير, يعرف تماما مدى حساسية الإشارة في مثل تلك الكلمات, إلى علاقة الأردنيين بالعائلة الهاشمية, في وقت برزت فيه مطالب (بعض الشخصيات) بالتوصل إلى عقد جديد بين الهاشميين والعشائر الأردنية, خاصة أن الأمريكان يدعون دوماً إلى ترسيخ أسس الشرعية بين النظم والشعوب العربية, فجاءت التصريحات المستغربة, مثيرة لحساسيات موجودة, وفي غير وقتها ومكانها.
في بداية حياتي المهنية, تمت ملاحقتي ومنعي من الكتابة والسفر, وسحب جواز سفري - حالي كحال كثيرين, لكن البيانات الرسمية العلنية عني بالاسم, وكوني كنت أكتب بالإنجليزية, لفت انتباه الصحافة العالمية و الهيئات الدولية, يومها وقف الأمير الحسن, وهو لم يكن يعرفني, مع حقي في الكتابة واسترجاع حقوقي كافة, ولم يغير رأيه حتى بعد أن سمعني, وعرف آرائي المعارضة, التي كانت تتسم بحدية الشباب حينذاك, وحتى أنه تحمل أسئلتي الاستفزازية له في المؤتمرات الصحافية الرسمية, بسعة صدر لم يتحملها الآخرون من المسؤولين الأقل شأناً وأهمية.
أنا لم ولن أنسى ذلك الموقف, لكن ذلك لم يمنعني في السابق, ولن يمنعني الآن من التعبير عن معارضتي السياسية و الفكرية, بما في ذلك تصريحات الأمير الحسن الأخيرة, فلا استطيع في مهنتي إلا أن أحاول أن أكون قريبة من نبض الشارع.