32.5 % من طلبة المدارس الحكومية في 3 محافظات يعانون صعوبات في الرؤية

أخبار البلد -  أطلق معهد العناية بصحة الأسرة برعاية رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الأمير مرعد بن رعد، مشروع "تعزيز رعاية العيون للأطفال في المدارس والأوساط المجتمعية في الأردن" خلال حفل أقيم أمس، فيما عرض المعهد نتائج دراسة حديثة أعدتها مؤسسة الملك الحسين، كشفت عن معاناة 32.5 % من طلبة المدارس الحكومية في محافظات إربد والزرقاء والكرك من صعوبات في الرؤية في الفئة العمرية 6-14 عاما، وأن المدرسة هي الجهة الأقل تبليغا عن التحديات البصرية لدى الطلبة.

 

ولفتت الدراسة إلى أن 28 % من الطلبة الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، ظهرت عليهم الأعراض أثناء وبعد فترة جائحة كورونا.
 

ويستهدف المشروع الذي سينفذ بدعم من مؤسسة "The Fred Hollows" الخيرية العالمية المحافظات الثلاث بالشراكة مع المعهد على مدار 3 أعوام، علاج الأطفال الذين لديهم تحديات بصرية ناجمة عن أخطاء الانكسار غير المصححة، وتحسين الوصول إلى خدمات العناية بالعيون ونشر الوعي بصحة العين، وسيشمل المشروع ما لا يقل عن 10 آلاف طفل من اللاجئين السوريين والأردنيين المعرضين للمخاطر والقائمين على رعايتهم.

وتتقارب نسبة الإناث البالغة 52 % مع نسبة الذكور البالغة 48 % في العينة، ممن يعانون من صعوبات الرؤية، فيما تتصدر محافظة الزرقاء النسبة الأعلى.

وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة الملك الحسين، هنا شاهين في كلمتها، إن إطلاق المشروع بتكاتف الجهود الحكومية والأهلية خطوة مهمة وملحة، لحماية الأطفال من "عدو" يصعب ملاحظته من قبل الأهل ومقدمي الرعاية الأولية، مشيرة إلى أن المعلومات الأولية عن أمراض العيون للأطفال وعلاماتها التحذيرية "فقيرة" ولا تظهر من خلال الفحص في سن مبكر، ما دفع أيضا إلى إجراء مسح لرصد الواقع في المدارس الحكومية والمجتمع المحلي.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الدكتور مهند العزة، إن أهمية وأثر هذا المشروع سينعكس على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وعلى تعزيز مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة البصرية في العملية التعليمية وجميع مناحي الحياة.

وشدد العزة في حديثه عن أهمية انعكاس المشروع على تعزيز عملية الدمج في المجتمع لذوي الإعاقة البصرية، مشيرا إلى أن المعالجة هنا لن يكون الغرض منها علاجيا فقط، بل دعما تماثليا للأسر التي تظهر لديها إعاقات بصرية.

من جانبه، قال مدير معهد العناية بصحة الأسرة الدكتور إبراهيم عقل، إن المشروع يسهل الوصول المبكر إلى خدمات صحة العيون، بما يمكن الأطفال الذين لديهم تحديات بصرية من اغتنام الفرص التعليمية ويمنحهم مستقبلا أكثر إشراقا.

وبين عقل أن هناك هدفا "لإنشاء نموذج مستدام ومتكامل للعناية بالعيون لا يقتصر على تغيير حياة الأطفال في المناطق المستهدفة، بل ويطلق مبادرات مماثلة في جميع أنحاء المنطقة".

وأوضح عقل بأن معهد العناية بصحة الأسرة، سيطور "نموذجا للفحص المدرسي وإرشادات مجتمعية ونماذج لتعزيز المشاركة"، كما سيدمج رعاية عيون الأطفال في النظام الصحي الوطني القائم.

وجرى تطوير المشروع بالتعاون مع وزارة الصحة الأردنية ووزارة التربية والتعليم، فيما سيكون تنفيذه بدعم من توصيات المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بخصوص اتباع منهجية ترتكز على الحقوق. 

كما سيعتمد المشروع على مدار سنواته الثلاث، نهجا متعدد الأوجه لضمان كشف الأخطاء الانكسارية مبكرا ومعالجتها على الفور.

من جهته أشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة "The Fred Hollows"، إيان ويشارت، إلى أن هذا التعاون يثبت التزاما مشتركا بإنهاء كف البصر الذي يمكن تجنبه وإعادة البصر لديهم، مضيفا بأن 90 % من أسباب فقدان البصر حاليا يمكن الوقاية منها أو علاجها عن طريق برامج فعالة غير مكلفة.

وتابع ويشارت قائلا، إن هدف المشروع إلى معالجة الأخطاء الانكسارية لدى الأطفال اللاجئين والأطفال الأردنيين المهمشين، لأن الأخطاء الانكسارية تعتبر السبب الرئيسي لضعف البصر، والذي غالبا ما يعوق التعلم والتنمية الاجتماعية لدى الأطفال، وفقا له.

وفي إطار نتائج الدراسة التي أجراها مركز المعلومات والبحوث التابع لمؤسسة الملك الحسين للمشروع، فقد أظهر المسح الكمي فيها بأن 32.5 % من طلبة المدارس الحكومية في الفئة العمرية من 6-14 عاما في الكرك وإربد والزرقاء، يعانون من صعوبات في الرؤية، تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة، وتصدرت محافظة الزرقاء النسبة الأعلى في عينة المسح بنسبة 38 % مقابل 36 % في محافظة الكرك، و23 % في محافظة إربد.

ويشكو 58 % من طلبة العينة وفقا للدراسة من أعراض مختلفة بالعين نتيجة الصعوبات في الرؤية، من بينها الصداع بعد إنجاز عمل أو آلام العين أو حكة في العين أو الدوخة عند القراءة والكتابة والشعور برمل في العين، أو آلام في العين في الضوء، أو الخيالات الطائرة أو الرؤية المزدوجة أو الشعور بجرح في العين.

ولفتت الدراسة إلى أن 28 % من الطلبة الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، ظهرت عليهم الأعراض أثناء وبعد فترة جائحة كورونا.

وشملت الدراسة مجتمع أهالي الطلبة، حيث أظهرت أنه من أصل 140 أسرة يعاني أفراد فيها من إعاقات بصرية بدرجات متفاوتة، يعاني 64 طفلا من صعوبات بصرية بنسبة 45.7 % ، ما يعني أن هناك علاقة لعامل الاستعداد الوراثي بذلك.

وكشفت الدراسة عن أن "المدرسة" هي الجهة الأضعف في التبليغ عن حالات الصعوبات في الرؤية لدى الطلاب و بنسبة 3 % فقط، مقابل 4 % من خلال القطاع العام الطبي، و5 % من خلال منظمات المجتمع المدني، مقابل 9 % من الأسرة، فيما شكلت التبليغات من خلال القطاع الطبي الخاص ما نسبته 79 % عن تلك الصعوبات.

وشخصت الدراسة الأسباب التي تقف وراء عدم الحصول أو ارتداء النظارات الطبية، حيث شكلت العقبات المالية السبب الأكبر بنسبة 72 % مقابل عدم تقبل الأقران أو الأصدقاء للبس النظارات وبنسبة 26 %، فيما كانت صعوبة التكيف مع النظارات قد بلغت فقط نسبة 2 %.

وعلى المستوى الجغرافي، فقد أفاد 75 % من العينة في محافظة الزرقاء، بأن عدم ارتداء النظارات يعود لأسباب اقتصادية، وأفاد 60 % من عينة محافظة الكرك و61 % من عينة محافظة إربد، بأن الأسباب اقتصادية.

أما على المستوى الديموغرافي، فقد أفاد 59 % من الطلبة اللاجئين السوريين بأن الأسباب اقتصادية، مقابل 41 % من الطلبة الأردنيين اعتبروا أن الأسباب اقتصادية وراء عدم ارتداء النظارات.

ولاحظ المعلمون بحسب الدراسة، أن التنفيذ لبرامج التوعية في الفترة المسائية أفضل من الفترة الصباحية، وأن المعلمين يواجهون تحديات في الاهتمام بصحة العيون للطلبة بسبب ضغط المناهج واكتظاظ الصفوف.

وبينت النتائج أيضا، أن العديد من الآباء يتجاهلون الأعراض الأولية لمشاكل العيون، ويعتمدون على العلاجات المنزلية أو الأيام الطبية المجانية .

وتعتبر الأخطاء الانكسارية حالة شائعة لا يسمح فيها شكل العين للضوء بأن يتركز بدقة على الشبكية، فيما يعتبر الاستثمار في صحة العيون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجزية اقتصاديا للمنطقة، إذ حقق عائدا قدره 21.4 دولار أميركي لكل دولار يستثمر في علاج أخطاء الانكسار غير المصححة، بحسب بيانات مؤسسة " The Fred Hollows".