إشهار كتاب " للحياة معنى آخر" للكاتبة لينا سكجها في "شومان"

أخبار البلد-

 
 استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس، حفل إشهار كتاب "للحياة معنى آخر”، للكاتبة لينا سكجها، بحضور سمو الاميرة دينا مرعد ورئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ووزيرة الثقافة هيفاء النجار، وجمع من المثقفين والمهتمين.
في كتابها "للحياة معنى آخر"، تأخذنا الكاتبة سكجها في رحلتها الخاصة، والتي سارت فيها مع الحياة بدروب عديدة، اكتسبت خلالها معارف وخبرات، واختبرت فيها السعادة والحزن، والربح، والخسارة، والفقد.
في العام 2019، وبلا سابق إنذار، تكتشف الكاتبة أنها مصابة بمرض السرطان. إنه اكتشاف قد يسحق كثيرين، وقد يسلمهم لليأس والقنوط. ومن هذه التجربة، يخرج كتاب "للحياة معنى آخر"، فقد أجبرها اختبار مرض السرطان على أن تنظر إلى نفسها وإلى رحلتها في الحياة من عدسة مختلفة. إنها عدسة المعرفة التي لا يمكن اكتشافها إلا بالصدمة، لذلك تستظهر تفاصيل عديدة من حياتها، وتقدمها للقارئ.
وتحدث في الحفل بالإضافة إلى الكاتبة، رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، راعي حفل الإشهار، ووزيرة الثقافة هيفاء النجار، والدكتورة عبير عناب استشارية التوليد والجراحة النسائية، وأدارت الحوار مع الجمهور الإعلامية رندة كرادشة.
وفي مداخلتها، أكّدت سموّ الأميرة دينا مرعد، أهمية التوعية بخطر التدخين، مشيرة إلى أهمية تفعيل القوانين المعنية بمنع التدخين في الأماكن العامة، كونه سببًا رئيسيا لمرض السرطان.
كما أكدت سموها أهمية تكاتف الجهود الوطنية لحماية الأطفال من خطر التدخين، كذلك التوعية بأضرار التدخين على الصحة، مشيرة سموها إلى دراسة بحثية تم اعدادها مؤخرا، أظهرت أن 70 بالمئة من إنفاق الأسرة تذهب للتدخين مما يزيد من معدلات الفقر.
وتطرقت سمو الاميرة دينا مرعد إلى نماذج لدول أنتجت الدخان لكنّها كانت مهتمةً بحماية نفسها من المرض، مؤكدة أهميّة مركز الحسين للسرطان، كصرح وطني له اسمه والدور الكبير المنوط به.
وقال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، إن كتاب "للحياة معنى آخر" يتحدث عن تجربة حياتية ثرية للكاتبة لينا تتعلق بعلاقاتها الأسرية ومعنى الفقدان الصعب للوالدين وتفاصيل معاناتها مع مرض السرطان الذي تفوقت عليه وقهرته، وكل ذلك عبرت عنه بانسيابية وشفافية، وبكلمات رقيقة ومشاعر إنسانية عميقة ولغة عاطفية جاذبة.
وأضاف أنه في هذه الرواية الشخصية تؤكد الكاتبة المبدعة، أن من يريد أن ينعم بالطمأنينة والسلام الداخلي والانسجام مع الذات والتصالح مع النفس، فإن مفتاح كل ذلك هو المعرفة من خلال القراءة التي تشكل لنا وعينا وإدراكنا لكيفية مواجهة تحدياتنا والتعامل مع محيطنا وهمومنا.
وبين أن الكاتبة أعادت وضع العديد من المفاهيم المغلوطة في القالب الصحيح ومعالجتها، خاصة المفاهيم التي لا تحمل الا اليأس وفقدان الأمل وعدم الإحساس بالأخرين، حيث استطاعت الكاتبة إعادة صياغة هذه المفاهيم بقالب إنساني رقيق لتكون مبعثا للأمل والعطاء.
من جهتها، تحدثت وزيرة الثقافة هيفاء النجار عن تجربة الكاتبة الاستثنائيّة في تحديها للمرض وظروفها الصعبة والمفاجئة، وقالت "إنّ الكتاب يدعونا إلى التأمّل والإعجاب بقوّة المؤلفة التي نستمدّ منها هذه التوليفة الرائعة حين لجأت إلى الكتابة، فأعطت لعائلتها وزوجها دافعاً للأمل باستمرار الحياة، وهو ما يجعلنا نرى فيها مثالًا لكلّ من مرّ بتجربة مماثلة لأن يستفيد من مقدرة الكاتبة على طرح التجربة ومعالجتها وقراءة أبعادها والتعبير عنها بالإبداع وكتابة السيرة الذاتية والتفوق على معطيات جديدة ما كان لها أن تتجاوزها لولا حضور الإرادة والأمل".
وتطرقت النجار إلى مفهوم "العافية الشموليّة"، كما استنتجته من الكتاب الذي رأت أنّ من الواجب أن تقرأه العائلة الأردنيّة والمجتمع، مؤكدة أنّ مفهوم العافية الشموليّة المجتمعيّة يحمل العلاقة بين الروح، والنفس، والعقل، والجسد.
وأشادت النجار بمركز الحسين للسرطان وبما يقدّمه كصرح وطني كبير، مثلما أشادت بمؤسسة عبدالحميد شومان في رعايتها المؤلفات المفيدة في حقول عديدة، تحمل تجربة الكاتب في الإبداع والكتابة وفي حقول المعرفة ومجالاتها المختلفة.
الدكتورة عناب قالت في كلمتها إن الكاتبة سكجها في كتابها القريب للقلب والقارئ وضعت نفسها في صفوف الناجيات من سرطان الثدي، وحقنت المريضات الباحثات عن الشفاء منه بجرعات الأمل، مشيرة إلى أن صاحبة "للحياة معنى آخر"، لم تروي قصتها فحسب بل أنها أسقطتها على الناجيات من السرطان وحتى اللواتي قد يصبن به في المستقبل.
وبينت أن الكاتبة شكلت تجربتها دفعة جديدة للحملات الصحية التي تؤكد على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وتحدثت المؤلفة لينا سكجها عن كتابها وإرهاصات البدء به قبل الإصابة وبعدها، وألقت الضوء على مرحلة ما قبل الإصابة بالسرطان، حيث وفاة والدها الذي كان مؤثّرًا قويًّا في حياتها، لثقافته وغزارة علمه ومعرفته، وهو جانب اجتماعي خاص وحميم لدى كلّ بنت تفقد أباها وتلجأ للكتابة عنه وعن ألم الفقد وكآبته.
وقالت سكجها إنّها لجأت إلى الكتابة بعد المرض، باعتبار أن الإنسان يذهب للكتابة لرفع المناعة النفسيّة، ولأنّ في ذلك وسيلةً لتفريغ الآلام، مؤكّدةً وقوف العائلة جميعها معها في محنتها المرضيّة والجانب الإنساني الرائع المتمثّل بأخيها الصحفي والكاتب باسم سكّجها.
وعرضت الكاتبة فصولًا من الكتاب، مرددةً: "لكلّ إرادة بداية ولكلّ بداية إرادة"، وهو القول الذي ابتدأت به الكتاب، مبيّنةً كيف تمّت معالجة الفكرة وإسقاطها على الورق لتكون كتابًا يُنشر ويستفيد منه القراء.
وركزت مداخلات الحضور على أهميّة الكتاب الذي يقود القراء إلى الصحّة النفسيّة، وفرص النجاح والتغلب على المرض.
ووقعت الكاتبة لينا سكجها في ختام حفل الاشهار، نسخا من الكتاب للحضور.
--(انتهى)