بلاد الشام
بلاد الشام
تمتد بلاد الشام من سلسلة جبال طوروس في الشمال إلى شبه جزيرة سيناء في الجنوب. تتميز هذه الأرض بسلسلتي جبال متوازيتين (غربية وشرقية) تشقانها من الشمال إلى الجنوب بالتوازي مع الخط الساحلي.
في المفهوم الشائع لدى معظم الناس حالياً، تشمل "الشام" أو "سورية الكبرى": سورية ولبنان والأردن وفلسطين التاريخية (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأراضي التي أقيمت عليها دولة إسرائيل عام 1948) ، بالإضافة إلى لواء الإسكندرون وقيليقية وجنوب تركية وصولا إلى جبال طوروس.
استعمل اسم الآشوريين في الإشارة إلى الآشوريين وبدون تغيير، بينما استعمل اسم السريان في الإشارة إلى الآراميين، علماً بأن كلمة سريان هي الكلمة التي استعملها اليونانيون القدماء في الإشارة إلى الآشوريين. فالسريان ليسوا آشوريين، بل آراميون، بينما يشير الاسم الذي يحملونه إلى الآشوريين، وهذا خطأ تاريخي. وظل النصارى من أهل الشام بعد الفتح الإسلامي يتسمون باسم سوريين. ولذلك فإنه في العصور الإسلامية الباكرة كان السوري من أهل الشام هو المسيحي بينما كان الشامي هو المسلم؛ ومن هنا جاء استخدام كلمة Syrian في اللغات الأوروبية لوصف نصارى سورية، وتحديدا السريان منهم (Syrian Christian).
ولكن هذا الفرق كان قد تلاشى مع حلول القرن التاسع عشر؛ حيث كانت سورية حينها كلمة عامة تطلق على الأقاليم العثمانية التالية (حسب تقسيمات عام 1877):ولاية حلب ولاية سوريا (دمشق) ولاية بيروت متصرفية جبل لبنان متصرفية القدس الشريف.وترافق تصاعد استخدام مصطلح سورية مع تضيق معنى مصطلح الشام الذي اقتصر على دمشق وما جاورها فقط، وما زال هذا الفرق باقيا في كلام أهل الشام إلى اليوم، حيث أن الشامي هو الدمشقي أما الحلبي مثلا فليس بشامي.
ومع سقوط الدولة العثمانية قسمت سورية إلى منطقتين حسب اتفاقية سايكس بيكو: منطقة فرنسية في الشمال سميت سورية ومنطقة بريطانية في الجنوب سميت بفلسطين. ثم تقسمت المنطقة الشمالية مجددا في عام 1920 إلى عدة أجزاء هي دمشق وحلب والساحل وجبل الدروز ولبنان إضافة إلى الأقاليم السورية الشمالية التي سلمتها لتركيا، وتوحدت هذه الأجزاء مجددا في عام 1936 تحت مسمى الجمهورية السورية وتم فصل لبنان عن الدولة السورية بعد اعلان الجمهورية السورية. أما المنطقة الجنوبية من سورية فقسمت في عام 1921 إلى منطقتين هما فلسطين وشرق الأردن؛ ثم قسمت فلسطين مجددا عام 1947 إلى دولة عربية في الجليل والضفة الغربية وغزة وصولا إلى يافا، ودولة أخرى صهيونية فيما تبقى؛ وبعد نكبة عام 1948 أمست الضفة الغربية تحت حكم الأردن وقطاع غزة تحت حكم مصر، بينما ذهبت الجليل إلى اسرائيل. وفي حزيران/يونيو عام 1967 احتلت اسرائيل فلسطين بالكامل.
كانت بلاد الشام تاريخيًا كيانًا جغرافيًا وسياسيًا واحدًا، فالتقسيمات السياسية والإدارية كانت دومًا ترتكز على اعتبار هذه المنطقة كتلة واحدة لا يمكن الفصل بينها، غير أن الاحتلال البريطاني- الفرنسي واتفاقية سايكس بيكو أدت إلى تقسيم بلاد الشام (سوريا الكبرى) إلى دول صغيرة فقسمت إلى ما هي عليه الآن من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل، وبينما ترتبط سوريا ولبنان وفلسطين والأردن بعلاقات الأصل والدين واللغة والثقافة الواحدة، فإن إسرائيل حينما تم إعلان قيام دولتها عام 1948 قوبلت بالرفض لها واعتبارها كيان دخيل ومحتل من قبل كافة الدول العربية وأغلب دول العالم. بينما تشير بعض المصادر إن هدف مؤسسي دولة إسرائيل يتجاوز السيطرة على الشام ليصل إلى النيل في مصر غربًا والرافدين بالعراق شرقًا. وبالتالي فإن هذه المصادر تشير إلى رغبة دولة إسرائيل في ضم كامل بلاد الشام، ومنذ سنة 1967 ضمت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس بأكملها، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان،
يقدر عدد سكان بلاد الشام بحوالي الخمسين مليون تقريبا يتوزعون على أربعة دول ما بعد سايكس بيكو والدولة الرابعة ما بعد وعد بلفور محل صراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين حيث قسمت فلسطين فيما بينهم ونشأت دولة إسرائيل من جهة والضفة الغربية وقطاع غزة من جهة أخرى. يقدر عدد سكان الأردن بنحو 6،508،271 (طبقا لتقديرات يوليو 2011). وبموجب إحصاءات عام 2010 فإن عدد سكان سوريا يقدر بحوالي اثنين وعشرين مليونًا ونصف ، كما يبلغ عدد سكان لبنان بحسب تقدير الأمم المتحدة لعام 2008 حوالي 4,099,000 نسمة. وبالنسبة لفلسطين التاريخية فقد كان عدد سكان إسرائيل حوالي 7.41 مليون نسمة وفق تقديرات عام 2008، والضفة الغربية حوالي 4,018,332 في عام 2007، وأما قطاع غزة فقُدر سكانه بحوالي 1,449,221 في عام 2009. حوالي 90% من سكان سوريا هم من العرب في حين أن الأكراد يشكلون 8% من السكان، وتوزع النسبة الباقية على سائر الأقليات كالأرمن والتركمان والشركس والسريان بمختلف فروعهم، إلى جانب أقليات قومية وافدة أخرى. حوالي 53.5% من مجموع السكان يقيم في المدن
لقد لبثت بلاد الشام تحت حكم اليونان والرومان نحو ألف عام (من 331 ق.م إلى 640 ب. م)، وجاء إليها منهم الألوف المؤلفة، واستقروا فيها، ونشروا لغتهم وثقافتهم... وقد جمع بينهم وبين أهل البلاد دين واحد هو النصرانية منذ القرن الرابع الميلادي، وترجمت إلى اليونانية الكتب المقدسة، وصارت من اللغات التي تؤدى بها طقوس العبادة، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يطبعوا البلاد وأهلها بطابعهم، بل وكانت جمهرة الشاميين منقبضين عنهم، متحاشين الامتزاج بهم، في حين أن الموجات العربية الصريحة التي جاءت إلى بلاد الشام قبل الإسلام، أخذت تطبع البلاد وأهلها بالطابع العربي الصريح بسهولة ويسر، واشتد هذا الطابع في عمله حينما جاءت موجة الفتح الكبرى تحت راية الإسلام، فلم يمض بضعة أجيال حتى تم له السيادة الخالدة المقدسة. وليس من تفسير لهذه الظاهرة، إلا صدق نظرية وحدة الدم والأرومة والمنبت والروح التي كانت تجمع بين سكان هذه البلاد وجزيرة العرب والجنس العربي كما هو المتبادر.
وبعد هذ السرد التاريخي الكيوبيدي فان الحديث عن بلاد الشام في هذا الاوان له علاقة بما يحدث على ارض الواقع وما يتردّد من سيناريوهات مثل إعادة تقسيمات سايكوس بيكو لتناسب ظروف المرحلة الحالية من شرق اوسط كبير وجديد وتقسيم سوريا ولبنان لمناطق طائفيّة والوطن البديل وغيرها من اقاويل بعضها قد يُلامس حقيقة الظروف التي نعيشها وبعضها بعيد لأنه يتحدّى شعور المواطنين الوطنية والقوميّة في دول المنطقة بالرغم من امتداد الربيع العربي للمنطقة وبشكل دموي كما هو في ربوع سوريا الحبيبة .
ومع ان اللاعب الرئيس دائما في المستنقعات العربيّة هي اسرائيل إلاّ انّها هنا تبدوا وكأنها غير راضية عن غموض الموقف الدولي حتّى الآن وخاصّة الموقف الروسي الذي يحاكي موقفها كما يبدو بخصوص نظام الحكم في سوريّا .
ولو نظرنا الى ما قسّمهما سايكس وبيكو لا رحمهما الله وما سلخ العالم من هذا الجسم العربي حيث اعطى الإسكندرون لتركيّا ومعظم فلسطين لإسرائيل التي ابتلعت الجزء المتبقّي بدعم امريكا ذات الإدارة الحقيرة بأخلاقها الظالمة بإعتدائها على حقوق الغير وماذا بقي هل يجب ان يُعطى جزء لإيران مثلا وجزء للأكراد واجزاء للشيعة واخرى للأرمن وغيرها للشركس والشيشان والتركمان والسيريان وبعدها للفلاشا .........
هل سائكم ايها الأوغاد اننا كمسلمون سنّة وشيعة عربا وشركس وشيشان واكراد وتركمان ومسيحيون اشوريون وارمن وسريان ومارونيون وغيرهم نعيش في كل بلد من البلاد التي اقتسمتوه وقسّمتوها كالجسد الواحد بنفس الآمال والآلام ونواجه نفس الأخطار ونتطلّع الى الوحدة والتوحد وليس الى التقسيم والتفتيت .
هل عدائكم للعرب والمسلمون يجعلكم لا تُميّزون بين الحق والظلم او بين الانسانيّة والهمجية والعدوان ام هي معتقدات يصعب ان تتخلص منها اجهزة حكم مستبدّة أم هل عندكم نسخ مستنسخة من السيّد سايكس والسيّد بيكو سيئيّْ الذكر .
نرجوا الله ان لا تكتمل مشاريعهم العدوانية ضد العرب والمسلمين وان يجعل كيدهم في نحرهم انه سميع مجيب .
.و ما لنا إلا أن نقول كما قال نبينا محمد صلى الله عليه و سلم :
) حسبنا الله و نعم الوكيل ، اللهم ربنا أكفينهم بما شئت . اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، إهزم الأحزاب ، اللهم إهزمهم و زلزلهم ) .اللهم أمين
أحمد محمود سعيد
دبي – 18/2/2012
تمتد بلاد الشام من سلسلة جبال طوروس في الشمال إلى شبه جزيرة سيناء في الجنوب. تتميز هذه الأرض بسلسلتي جبال متوازيتين (غربية وشرقية) تشقانها من الشمال إلى الجنوب بالتوازي مع الخط الساحلي.
في المفهوم الشائع لدى معظم الناس حالياً، تشمل "الشام" أو "سورية الكبرى": سورية ولبنان والأردن وفلسطين التاريخية (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأراضي التي أقيمت عليها دولة إسرائيل عام 1948) ، بالإضافة إلى لواء الإسكندرون وقيليقية وجنوب تركية وصولا إلى جبال طوروس.
استعمل اسم الآشوريين في الإشارة إلى الآشوريين وبدون تغيير، بينما استعمل اسم السريان في الإشارة إلى الآراميين، علماً بأن كلمة سريان هي الكلمة التي استعملها اليونانيون القدماء في الإشارة إلى الآشوريين. فالسريان ليسوا آشوريين، بل آراميون، بينما يشير الاسم الذي يحملونه إلى الآشوريين، وهذا خطأ تاريخي. وظل النصارى من أهل الشام بعد الفتح الإسلامي يتسمون باسم سوريين. ولذلك فإنه في العصور الإسلامية الباكرة كان السوري من أهل الشام هو المسيحي بينما كان الشامي هو المسلم؛ ومن هنا جاء استخدام كلمة Syrian في اللغات الأوروبية لوصف نصارى سورية، وتحديدا السريان منهم (Syrian Christian).
ولكن هذا الفرق كان قد تلاشى مع حلول القرن التاسع عشر؛ حيث كانت سورية حينها كلمة عامة تطلق على الأقاليم العثمانية التالية (حسب تقسيمات عام 1877):ولاية حلب ولاية سوريا (دمشق) ولاية بيروت متصرفية جبل لبنان متصرفية القدس الشريف.وترافق تصاعد استخدام مصطلح سورية مع تضيق معنى مصطلح الشام الذي اقتصر على دمشق وما جاورها فقط، وما زال هذا الفرق باقيا في كلام أهل الشام إلى اليوم، حيث أن الشامي هو الدمشقي أما الحلبي مثلا فليس بشامي.
ومع سقوط الدولة العثمانية قسمت سورية إلى منطقتين حسب اتفاقية سايكس بيكو: منطقة فرنسية في الشمال سميت سورية ومنطقة بريطانية في الجنوب سميت بفلسطين. ثم تقسمت المنطقة الشمالية مجددا في عام 1920 إلى عدة أجزاء هي دمشق وحلب والساحل وجبل الدروز ولبنان إضافة إلى الأقاليم السورية الشمالية التي سلمتها لتركيا، وتوحدت هذه الأجزاء مجددا في عام 1936 تحت مسمى الجمهورية السورية وتم فصل لبنان عن الدولة السورية بعد اعلان الجمهورية السورية. أما المنطقة الجنوبية من سورية فقسمت في عام 1921 إلى منطقتين هما فلسطين وشرق الأردن؛ ثم قسمت فلسطين مجددا عام 1947 إلى دولة عربية في الجليل والضفة الغربية وغزة وصولا إلى يافا، ودولة أخرى صهيونية فيما تبقى؛ وبعد نكبة عام 1948 أمست الضفة الغربية تحت حكم الأردن وقطاع غزة تحت حكم مصر، بينما ذهبت الجليل إلى اسرائيل. وفي حزيران/يونيو عام 1967 احتلت اسرائيل فلسطين بالكامل.
كانت بلاد الشام تاريخيًا كيانًا جغرافيًا وسياسيًا واحدًا، فالتقسيمات السياسية والإدارية كانت دومًا ترتكز على اعتبار هذه المنطقة كتلة واحدة لا يمكن الفصل بينها، غير أن الاحتلال البريطاني- الفرنسي واتفاقية سايكس بيكو أدت إلى تقسيم بلاد الشام (سوريا الكبرى) إلى دول صغيرة فقسمت إلى ما هي عليه الآن من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل، وبينما ترتبط سوريا ولبنان وفلسطين والأردن بعلاقات الأصل والدين واللغة والثقافة الواحدة، فإن إسرائيل حينما تم إعلان قيام دولتها عام 1948 قوبلت بالرفض لها واعتبارها كيان دخيل ومحتل من قبل كافة الدول العربية وأغلب دول العالم. بينما تشير بعض المصادر إن هدف مؤسسي دولة إسرائيل يتجاوز السيطرة على الشام ليصل إلى النيل في مصر غربًا والرافدين بالعراق شرقًا. وبالتالي فإن هذه المصادر تشير إلى رغبة دولة إسرائيل في ضم كامل بلاد الشام، ومنذ سنة 1967 ضمت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس بأكملها، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان،
يقدر عدد سكان بلاد الشام بحوالي الخمسين مليون تقريبا يتوزعون على أربعة دول ما بعد سايكس بيكو والدولة الرابعة ما بعد وعد بلفور محل صراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين حيث قسمت فلسطين فيما بينهم ونشأت دولة إسرائيل من جهة والضفة الغربية وقطاع غزة من جهة أخرى. يقدر عدد سكان الأردن بنحو 6،508،271 (طبقا لتقديرات يوليو 2011). وبموجب إحصاءات عام 2010 فإن عدد سكان سوريا يقدر بحوالي اثنين وعشرين مليونًا ونصف ، كما يبلغ عدد سكان لبنان بحسب تقدير الأمم المتحدة لعام 2008 حوالي 4,099,000 نسمة. وبالنسبة لفلسطين التاريخية فقد كان عدد سكان إسرائيل حوالي 7.41 مليون نسمة وفق تقديرات عام 2008، والضفة الغربية حوالي 4,018,332 في عام 2007، وأما قطاع غزة فقُدر سكانه بحوالي 1,449,221 في عام 2009. حوالي 90% من سكان سوريا هم من العرب في حين أن الأكراد يشكلون 8% من السكان، وتوزع النسبة الباقية على سائر الأقليات كالأرمن والتركمان والشركس والسريان بمختلف فروعهم، إلى جانب أقليات قومية وافدة أخرى. حوالي 53.5% من مجموع السكان يقيم في المدن
لقد لبثت بلاد الشام تحت حكم اليونان والرومان نحو ألف عام (من 331 ق.م إلى 640 ب. م)، وجاء إليها منهم الألوف المؤلفة، واستقروا فيها، ونشروا لغتهم وثقافتهم... وقد جمع بينهم وبين أهل البلاد دين واحد هو النصرانية منذ القرن الرابع الميلادي، وترجمت إلى اليونانية الكتب المقدسة، وصارت من اللغات التي تؤدى بها طقوس العبادة، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يطبعوا البلاد وأهلها بطابعهم، بل وكانت جمهرة الشاميين منقبضين عنهم، متحاشين الامتزاج بهم، في حين أن الموجات العربية الصريحة التي جاءت إلى بلاد الشام قبل الإسلام، أخذت تطبع البلاد وأهلها بالطابع العربي الصريح بسهولة ويسر، واشتد هذا الطابع في عمله حينما جاءت موجة الفتح الكبرى تحت راية الإسلام، فلم يمض بضعة أجيال حتى تم له السيادة الخالدة المقدسة. وليس من تفسير لهذه الظاهرة، إلا صدق نظرية وحدة الدم والأرومة والمنبت والروح التي كانت تجمع بين سكان هذه البلاد وجزيرة العرب والجنس العربي كما هو المتبادر.
وبعد هذ السرد التاريخي الكيوبيدي فان الحديث عن بلاد الشام في هذا الاوان له علاقة بما يحدث على ارض الواقع وما يتردّد من سيناريوهات مثل إعادة تقسيمات سايكوس بيكو لتناسب ظروف المرحلة الحالية من شرق اوسط كبير وجديد وتقسيم سوريا ولبنان لمناطق طائفيّة والوطن البديل وغيرها من اقاويل بعضها قد يُلامس حقيقة الظروف التي نعيشها وبعضها بعيد لأنه يتحدّى شعور المواطنين الوطنية والقوميّة في دول المنطقة بالرغم من امتداد الربيع العربي للمنطقة وبشكل دموي كما هو في ربوع سوريا الحبيبة .
ومع ان اللاعب الرئيس دائما في المستنقعات العربيّة هي اسرائيل إلاّ انّها هنا تبدوا وكأنها غير راضية عن غموض الموقف الدولي حتّى الآن وخاصّة الموقف الروسي الذي يحاكي موقفها كما يبدو بخصوص نظام الحكم في سوريّا .
ولو نظرنا الى ما قسّمهما سايكس وبيكو لا رحمهما الله وما سلخ العالم من هذا الجسم العربي حيث اعطى الإسكندرون لتركيّا ومعظم فلسطين لإسرائيل التي ابتلعت الجزء المتبقّي بدعم امريكا ذات الإدارة الحقيرة بأخلاقها الظالمة بإعتدائها على حقوق الغير وماذا بقي هل يجب ان يُعطى جزء لإيران مثلا وجزء للأكراد واجزاء للشيعة واخرى للأرمن وغيرها للشركس والشيشان والتركمان والسيريان وبعدها للفلاشا .........
هل سائكم ايها الأوغاد اننا كمسلمون سنّة وشيعة عربا وشركس وشيشان واكراد وتركمان ومسيحيون اشوريون وارمن وسريان ومارونيون وغيرهم نعيش في كل بلد من البلاد التي اقتسمتوه وقسّمتوها كالجسد الواحد بنفس الآمال والآلام ونواجه نفس الأخطار ونتطلّع الى الوحدة والتوحد وليس الى التقسيم والتفتيت .
هل عدائكم للعرب والمسلمون يجعلكم لا تُميّزون بين الحق والظلم او بين الانسانيّة والهمجية والعدوان ام هي معتقدات يصعب ان تتخلص منها اجهزة حكم مستبدّة أم هل عندكم نسخ مستنسخة من السيّد سايكس والسيّد بيكو سيئيّْ الذكر .
نرجوا الله ان لا تكتمل مشاريعهم العدوانية ضد العرب والمسلمين وان يجعل كيدهم في نحرهم انه سميع مجيب .
.و ما لنا إلا أن نقول كما قال نبينا محمد صلى الله عليه و سلم :
) حسبنا الله و نعم الوكيل ، اللهم ربنا أكفينهم بما شئت . اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، إهزم الأحزاب ، اللهم إهزمهم و زلزلهم ) .اللهم أمين
أحمد محمود سعيد
دبي – 18/2/2012