رئيس مجلس ادارة بطولات من ورق ومعجزة اللسان لم يعد لها مكان
أخبار البلد- خاص
ليست
البطولة في هذا الزمان ان يحمل الانسان شبراً من اللسان ولكن البطولة الحقيقية ان
يحمل ضميراً فوق وتحت الاسنان خصوصاً اذا كان مسؤولاً في شركة حكومية او مساهمة
عامة ... بعض من هؤلاء وللأسف الشديد وهم كثر كانوا يقيمون الافراح والليالي
الملاح عند اي انجاز ولو كان على الورق وشاهدنا كثيراً من حلقات السمر والدحية
والهجيني ورفع السيوف من انجازات رئيس مجلس الادارة التي كان يعزيها وينسبها الى
نفسه بإعتباره المخلص والمنقذ وصانع المعجزات وفاتح الهندي والصيني مدعياً او
منتشياً أن الانجازات العظيمة لن تتحقق الا في عهده وبسبب حكمته وحنكته وتجربته
ونزاهته وأمانته الى آخر هذا السجع ، فتنتفض الرجولة والجبروت لصاحب الموهبة
الخلاقة فيلتف الحبل على عمق الحقيقة ويتم تمجيد البطل او رئيس مجلس الادارة
بالقلائد والزهور والقصائد وأحياناً الوسائد والملايين ولكن وللأسف الشديد عندما تضتضح
الحقيقة ويذوب الثلج وتنكشف وتتكشف النتائج خصوصاً اذا كانت نصف سنوية وتتراجع
الارباح المليونية وتتناقص الايرادات التشغيلية فيخرج المزمرين والمطبلين واصحاب
العود الذين يمتهنون مسك المايكروفون ليدعوا ويبرروا ان المشكلة لا علاقة لها
برئيس مجلس الادارة والقبطان والكابتن ، فالقصة خارج المألوف والطبيعة ولا علاقة
له بها حيث يرمون النتيجة على الهواء والفيروسات والحرب الاوكرانية والفياضانات
الصينية وانقلاب النيجر واغلاق موانىء اوديسا والحرب الاهلية في السودان والتغير
المناخي والاحتباس الحراري واشياء اخرى كإنخفاض الطلب والسعر ومعادلة السوق
والتباطؤ الاقتصادي والانكماش ، فالرئيس الملهم ابو الانجازات الكبيرة لا
يظهر ابداً في الازمات فهو مختفي يضع الخطط والاستراتيجيات فهو قمرٌ أو هلال اذا
تحققت انجازات وشيطان مختفي في حال الاخفاقات وطوبى للانجازات التي تصنعها الطبيعة
وتنميها الحياة بطريقة الصدفة والمجد وكل المجد لمن صنع انجازات على الورق بحكم
الصدفة وتقلبات الأسعار.