الامير الحسن ينتقم من الشعب الاردني والقصر معاً!!

الأمير الحسن ينتقم من الشعب الأردني والقصر معاً!!
رجا الشخانبه
طّل علينا الأمير الحسن بن طلال عبر شاشة التلفزيون الأردني, بعد عقد من الزمن لم يكن مسموح له المرور عبر شارع الإذاعة والتلفزيون, طّل علينا بعد ترتيب وإعلان وتوجيه الأنظار لِما يقوله سمو الأمير في مقابلته, وكما كان متوقعاً من المقابلة بأن الأمير يريد توصيل رسالة ذات مدلول وممضون محدد له مسبقا, وهذه المقابلة لم تأتي بقرار من التلفزيون الأردني , ولا يجرؤ التلفزيون على ذلك بل جاءت بترتيب القصر والمخابرات, وقد جاءت بعد شعور القصر والهاشميين بالخطر , من بعض الأصوات المخربة المنادية بالجمهورية أو حتى ألملكيه الدستورية , ومن تأمر الفاسدين على الهاشميين وزعزعة الاستقرار في الأردن.
لم يكن الأمير الحسن ذاك المفكر العربي في المقابلة بل بدا متناقضاً في حديثه وأرائه بين الأمس القريب واليوم . وهو المنتقد للسياسة الرسمية الأردنية في كثير من مقابلاته وكلماته , إلى المؤيد لها والمدافع عنها . وتعدى ذلك وتهجم على فئة كبيرة من الشعب الأردني من حراك شعبي وأحزاب سياسية وحراك معلمين, وهنا أبين بعض تناقضات الأمير في السابق واليوم. حيث قال في كلمة له في يوم 1/11/2011 في مؤتمر التعدين الأردني السادس كما قال في الكثير من الفضائيات الأجنبية .والذي انتقد فيها السياسات الرسمية الأردنية, وداعيا لعدم إهمال الأصوات القادمة من المناطق الهشة والمهمشة. وقال:" لماذا تستغربون الأصوات التي تأتي من تلك المناطق , والعبرة ليست في كم متظاهر من عمان وإنما في الأصوات المرفوعة في المناطق الهشة والمهمشة" وفي موقع أخر من نفس الكلمة قال:" لم أتي للحديث عن عجز الموازنة والأزمة المالية, وإنما للحديث عن كيفية معالجة العجز في الكرامة الإنسانية" .وقال اكثر من ذلك على الفضائيات في نفس السياق.
ويقول اليوم على شاشة التلفزيون وبلهجة العامية ومن الجمل المتناقضة قال" بدي أنام بين القبور...... وألعن أبو الكبير قبل الصغير" .... من هم الذين تلعنهم؟؟ سمو الأمير الخائفين على مستقبل أبنائهم ....,أم المشككين بالمستقبل....... وقال:" إذا جئتكم لنخلتكم كلكم"..... تنخل من ؟؟ المطالبين بالإصلاح ! أم تنخل الفاسدين! ....وقال:"كثّر التهلي يجيب الضيف الوسخ"..... من هو الضيف ؟ومن هو المعّزب؟..... وقال:"من يتطاول على أجدادي فلينظر إلى أجداده أين كانوا وأين أصبحوا" ....ونحن لا نقبل التطاول على أجدادك كما لا نسمح بالتطاول على أجدادنا ..... وقال:" عندما يجتمع 20 او 30 شابا ويطالبون بأسم الشعب أقول من خولهم ومن كلفهم".....وقال بلغة التهديد المبطن "فاليوم نتحدث عن أزمة التربية والتعليم وأقول في هذا المجال ان العاطلين عن العمل من المتعلمين 25 بالمائه وهذا يفوق العاطلين عن العمل بين الأميين وهم 9 بالمائه، فالأمية ليست عيبا، الأمية المتعلمة هي العيب"....وهذا إشارة إلى إضراب المعلميين.أكثر منه حديث عن التنمية.
وهنا أقول إلى سمو الأمير لا يهم معرفة سبب تحولك 180 درجة بين الأمس واليوم ولكن حتى يكون هناك مصداقية وتقنع الآخرين بأرائك. لماذا هذا التناقض في الرأي والموقف؟؟ وأود أن أبين بعض الأمور وهنا أتسأل كم من أهل الشام والعرب سواء كان في جمعيات سياسية وإفراد دعوا الحسين بن علي إلى قيادة الثورة العربية ؟؟ وهل قال لهم كم تمثلوا من العرب ؟؟ أو من وكلكم؟؟....اعتقد بأن الأردنيون الذين يخرجوا إلى الشوارع اليوم هم أكثر بكثير ممن تحالفوا مع الحسين بن علي في الثورة العربية الكبرى وغيروا مستقبل العرب والمسلمين, فالقضية ليست بالعدد.والدعوات الإنسانية والرسالات السماوية جاءت في فرد واحد .
وقولك "كثّر التهلي يجيب الضيف الوسخ" هذا القول من حق الأردنيون إن يقوله يا سمو الأمير وليس حق إلى أي أحد أن يقوله إلى الأردنيون كائنا من كان. نُقدر حرص الأمير على الحفاظ على القيادة الهاشمية للأردن وعدم زعزعتها, إن كان هذا حرصا منه على ذلك. وهذا هو موقف الأردنيون الحريصون على الهاشميين كما كان موقفهم عندما تم إقصائك عن المُلك وقالوا هذا شان هاشمي. لم نتحرك معك أو نثور من أجلك أو نعتصم لك..... كما نعتصم اليوم مطالبين بحقوقنا وكرامتنا, لا نطالب بإسقاط الهاشميين
ومن ورّث المناصب الوزارية والإدارية ومقاعد النواب والأعيان بتأكيد ليس نحن والنواب المنتخبين هو نتيجة قانون الانتخاب ونتيجة تدخل مخابراتكم في الانتخابات وكل صغيرة وكبيرة في الحياة العامة, وليس نحن الشعب من اختار ذلك
إن كلامك ألتنظيري بالعدل والمساواة والحاكميه الراشدة لم تكن مطبق لها أثناء توليك ولاية العهد في ظل جلالة الملك حسين رحمة الله . فكن منصفا سمو الأمير ولا تنتقم من الشعب والقصر معا. وتستهزئ بعقولنا.
ان الأردنيون ليسوا خطراً على الهاشميين ويحبون الهاشميين ولا نرضى عنهم بديل والخطر يأتي من بعض الذين تربوا داخل القصر وأصحاب المناصب العليا بدوله الذين طالهم الفساد والذين هم اليوم يؤججون الشارع ويسعون إلى عدم الاستقرار بأموال الشعب والدولة ونفوذهم الذي أتاهم بفضل الهاشميون عندما يأتي اسم احد منهم في قضايا الفساد, والدليل اليوم بين أيدينا وهو إضراب المعلمين المطالبين بحقوقهم وتجاهل الحكومة لهم بقصد أو بدون قصد لتأزم الموقف حمى الله الأردن والملك وجنبنا شرور المتآمرين.