السعودي: العملية التعليمية في الأردن تواجه ظواهر خطيرة أهمها ما يتعلق بالتوجيهي

أخبار البلد - أكد وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور فايز السعودي، أن العملية التعليمية في الأردن تواجه ظواهر خطيرة، وأهمها ما يتعلق بامتحان الثانوية العامة "التوجيهي”.

وقال السعودي في حديثه لبرنامج "صالون حياة” والذي يبث كل يوم سبت عبر اثير إذاعة حياة اف ام، ” هناك أخطاء تواكب عملية عقد امتحان التوجيهي، ويجب إجراء عملية "جراحية” لمعالجتها، سيما أن أعداد المراكز الثقافية والدروس الخصوصية والبطاقات والمنصات التعليمية في تزايد ملحوظ، مما يدل على وجود خلل يحتاج لمعالجة في العملية التعليمية”.

"المشكلة الأساسية في الأردن هي أن الامتحان هو من يقود النظام التعليمي، وهذا عكس التوجهات العالمية في قطاع التعليم ، فالامتحان يجب أن لا يكون رقما، وإنما عملية تقويمية للطالب وللمعلم”، وفقا للسعودي.

وبين أن اعتماد الطالب على غير المدرسة في عمليه تعلّمه وتعليمه أمر كارثي، واعتماد العلامة فقط كمؤشر لتقييم الطالب أمر خطير، في الوقت الذي تقول فيه الدراسات أن لا علاقة بين علامة الطالب في الثانوية العامة "التوجيهي” ومستواه في الجامعة.

وأشار السعودي إلى أن الهدف الأساسي من التعليم هو إعداد مواطن صالح يمتلك مهارات وقيم، وهذا يتطلب ردم الفجوة ما بين بيئة الطالب والمدرسة، مع وجود تشاركية حقيقية بين الطرفين، لذلك يتوجب على وزارة التربية خلق منافذ وقنوات تواصل مع الأهالي.

وشدد في حديثه لحياة اف ام، على ضرورة اختيار من يستلم وزارة التربية من داخل الوزارة، وشريطة أن يتدرج بالسلم الوظيفي لتكون لديه خبرة وفهم للعملية التعليمية، كاشفا عن وجود قيادات في المستوى المتوسط لم يتم إعدادها بالشكل المناسب.

واستهجن السعودي سبب اعتماد مناهج من خارج الوطن لتدريسها للطلبة في مدارس المملكة، متسائلا :” ألا يوجد لدينا خبراء في إعداد المناهج، سيما أننا دائما ما نعتمد على الخبرة الأجنبية والتي لا تتناسب مع ثقافتنا؟”.

وحول توجيه الطلبة بالشكل الصحيح، شدد السعودي على ضرورة أن يسعى المعلم داخل الغرفة الصفية لاكتشاف قدرات الطلبة في مرحلة رياض الأطفال وتنميتها بالشكل الصحيح، والابتعاد عما تتبعه وزارة التربية باعتبار جميع الطلبة نسخة واحدة، مع ضرورة تسجيل جميع الملاحظات المتعلقة بقدرات الطلبة داخل ملف في الصفوف الثلاثة الأولى.
واضاف: أما الصف الرابع يجب أن يكون محطة تقويمية لتحديد مهارات الطالب وتوجيهها، وبالصفوف العليا يختار الطالب ما يتناسب مع مهاراته، إما مسار مهني، أو تقني، أو أكاديمي، ومن ثم تنتهي فترة الثانوية وتأتي مرحلة الجامعة.

وتحدث وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور فايز السعودي عن حل لمشكلة البطالة في الأردن، ويكمن في توجه نحو 50% من طلبة المدارس للمسار المهني، والابتعاد عن مفهوم "ثقافة العيب”.

وفيما يتعلق بتطبيق قرار التوجيهي وجعله على عامين، أكد السعودي على ضرورة إعادة النظر بالموضوع قبل تطبيقه، فالقضية أعمق.

واختتم حديثه قائلا:” التوجيهي يحتاج لقاعدة بيانات، وتطبيق معايير الصدق والثبات، ومعايير الصعوبة، وتعد هذه القاعدة من قبل المعلمين وليس المشرفين، وبالتالي ستحل ظاهرة المشاكل في امتحان التوجيهي”.