هل هدد محمود درويش ناجي العلي حقاً؟

أخبار البلد- -يُتداول على نطاق واسع، على منصات التواصل، مكالمة هاتفية بين الشاعر الراحل محمود درويش والشهيد ناجي العلي تنتهي بتهديد درويش لناجي بأنه سيطرده من لندن بعد أن نشر كاريكاتير يهاجم فيه درويش، وتبدو عملية الانتشار بهذا الشكل وكأنها مدفوعة من جهات تريد تشويه صورة المثقف والمفكر الفلسطيني.

وذكر من يروجون لهذه التفاصيل بأنها نشرت، بحسب ما هو متداول، في مجلة "الأزمنة العربية" (عدد 170،1987، ص 14).

تاريخ نشر المكالمة بحسب رقم العدد 15/8/1987، أي أن ناجي كان في غيبوبة في المستشفى بعد أن أطلقت عليه النار بتاريخ 22 /7 /1987 ومكث في غيبوبة حتى استشهاده في 29 /8/ 1987، وبالتالي لم يطلع ناجي على ما نشر على لسانه.

تاريخ نشر تفاصيل المكالمة يختلف من مصدر إلى آخر، هناك من يقول إن تاريخ نشرها يعود إلى عام 1986 أي قبل اغتيال ناجي بعام تقريبا، لكن حسب صورة وصلت لي من العدد المذكور فهي نشرت بعد اغتيال ناجي؛ أي أن الراوي لم يعد موجودا، وبقي من روى عنه، وهو ناشر المجلة غانم غباش، وهو الآخر توفي منذ سنوات.

وبالتالي كيف نتأكد من صحة ذلك؟ وهل علق محمود درويش، بحسب المقربين منه والمطلعين على سيرته ونتاجه الشعري والأدبي، على هذه المكالمة؟ ولا يوجد في العدد 170 من "الأزمنة العربية" نص الحوار أو تهديد درويش لناجي العلي، ولا توجد التفاصيل التي يتم تداولها على هيئة صورة لا تعرف مصدرها.

لا أعرف من يقف وراء إعادة نشر المكالمة مصورة على شكل "بي دي أف" بهذا الانتشار! بالطبع من يعيدون النشر يلمحون بأن هذه المكالمة ربما كانت سببًا غير مباشر في اغتيال ناجي، وهذا تلميح غير عادل بخصوص الشاعر درويش، وصحيح أن درويش مقرب من السلطة ومن الراحل ياسر عرفات، وكان نوعًا ما مدعومًا بسلطة منظمة التحرير، لكنه كان بعيدا تماما عن هذه التفاصيل.

ونعرف جميعا ان بعض الاغتيالات وجهت فيها أصابع الاتهام للمنظمة ولبعض الدول العربية، واغتيالات كثيرة نفذها صبري البنا (أبو نضال).

تبدو لي قصة المكالمة وتفاصيلها بحاجة إلى أن يكتب عنها أحد المشتغلين بالأدب، أو المختصين بسيرة ناجي ودرويش.