د. احمد ابو غنيمة يكتب: هل ضحى أجدادنا ليُشتموا وأحفادهم !!!

حين قدم الهاشميون إلى معان في بداية العشرينيات من القرن المنصرم، كانت ثلة من أبناء الاردن في استقبالهم، ومن هؤلاء كان أجدادي وأجداد كثير من الأردنيين ، الذين وجدوا في الهاشميين في تلك الفترة المنقد والمخلص لهم من سطوة وسيطرة حزب الاتحاد والترقي الذي تقلدوا مقاليد الحكم في الدولة العثمانية إثر خلع السلطان عبد الحميد الثاني في العام 1909م.

حين نهض اجدادنا وشمروا عن سواعدهم لبناء الأردن ونهضته بمعية الهاشميين وتحت قيادتهم ، كانت نياتهم خالصة لله وللوطن ولرفعة الشعب وخدمته، فكان الواحد منهم يجوب البلاد شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً ليبني غرسأ وطنياً هنا او هناك، فالمعلم والطبيب والصيدلي والمهندس وغيرهم من أصحاب المهن كانوا يعملون في كل مناطق الأردن مهما بعُدت المسافات عن أماكن سكنهم او قربت، كانوا يبنون الوطن ويهيئون الأنسان الاردني ليعيش حرأ كريماً في وطنه الذي احب وعشق !!!!!
وكما كان كان الاجداد في عطائهم لوطنهم وشعبهم، كان الأباء في تفانهيم في بناء الوطن ورفعته، فكانت النهضة العمرانية والتعليمية في اوجها في الستينات والسبيعنات من القرن المنصرم، كانوا الركيزة الأساسية في النهضة التي اصبحت عليها بلادنا الحبيبة، بحيث أضحى المواطن الاردني موضع التقدير والإحترام في كل الدول العربية والاجنبية ، فكان لهم دور كبير في تنمية العديد من الدول العربية التي استقدمت الكفاءات الأردنية وشاركت أبناء بلدها في مشوارها التنموي الذي وصلت فيه إلى اعلى الدرجات، وكان لأباءنا دور كبير في نهضة تلك الدولة وتقدمها صناعيا وعلمياً.
وها هم الاحفاد، على خطة الأجداد والآباء، يكملون المسيرة التي بدأها الاوائل، من بناء للوطن وحرص عليه، فكانت نسبة المتعلمين في الأردن من اعلى النسب في العالم، وأصبحت الكفاءات الأردنية من أفضل الكفاءات في دول العالم، منهم العالم والطبيب والمهندس والمحامي والمهني والمتقني والمعلم والممرض والصيدلي وغيرهم من أصحاب المهن التي ترفد السوق الاردني والأسواق العربية وبعض الدول الأجنبية والمؤسسات الدولية بخبراتهم المتميزة.
وحين يهب الاحفاد ليحاربوا الفساد ويطالبوا بمحاسبة من تطاول على جهد اجدادهم وآبائهم ، إنما تكون هبتهم للمحافظة على إرث الاجداد والآباء، من ان يكمل يسرقها أو يقضي عليها الفاسدون الذين ابتلي بهم الاحفاد دون غيرهم، فحين نرى المؤسسات والشركات التي أرسى دعائمها الاجداد وحافظ عليها الآباء تُباع على بياض وتُسرق جهاراً نهاراً ويتطاول المسؤولون على مقدرات الدولة من أراضي ومؤسسات وشركات للقريب والحسيب والنسيب، كان لزاماً علينا نحن الاحفاد ان نهب هبة رجل واحد لنحافظ على ما تبقى منها إثر تطاول البعض من المسؤولين عليها من الذين تسلموا مواقع المسؤولية ولم يكونوا يستحقونها !!!!
محاسبة الفاسدين ورؤيتهم وراء القضبان واحداً تلو الاخر هو رد الجميل المتواضع الذي نقدمه خجولين لاجدادنا وآبائنا، لسكوتنا عقداً من الزمن على اولئك الفاسدين والمفسدين الذين عاثوا فساداً وخرباً ونهباً لوطننا الحبيب !!!!
يا أجدادنا ويا آباءنا ،
انتم لم تقصروا في المحافظة على وطننا الحبيب طوال ثمانين عاماً ، ونرجو ان تعذرونا لتقصيرنا نحن الاحفاد ، فقد سمحنا بتقصيرنا وغفلتنا لعقد من الزمن بضياع ما انجزتم في ثمانية عقود.
يا أجدادنا ويا آباءنا ،
نطمئنكم،،،،
بان غفوتنا قد زالت وان صحوتنا قد بانت،
فليشهد التاريخ ان احفاد الأردنيين الشرفاء سيستعيدون ما انجزتم مهما هددونا وتوعدونا ، فتلك انجازاتكم انتم ولن نسمح لاحد بان يتمادى في التطاول عليها او التشكيك بتاريخكم وما انجزتم وقدمتم لأردننا الحبيب.