إسلاميون وأميركا والشريعة
أخبار البلد- تجارب الحركة الإسلامية أو الإخوان المسلمين السياسية خلال عشرين عاما لا تمثل سياقا واحدا، لكنها في جوهرها شهدت تنازل الحركة عن عنصر جوهري في فكرها مثل تحكيم الشريعة والموقف من العلاقة مع إسرائيل، التي لم يتوان رئيس مصر الإخواني في التعامل معها وإرسال سفير مصري إلى تل أبيب ولم يقطع العلاقات أو يغلق السفارات، وأيضا تبنوا مسارات في التحالفات والعمل السياسي كانت رجسا من عمل الشيطان.
قد تكون الأنظار مركزة على دول مهمة مثل مصر وتجارب الإخوان فيها، لكن تجربة إخوان العراق مثلا الذين كانوا تحت اسم الحزب الإسلامي كانت تجربة كفيلة بنقض أركان الفكر الذي قامت عليه الجماعة، وأتحدث هنا عن مسارهم بعد احتلال العراق من قبل القوات الأميركية، يومها دخل الإخوان في المجموعة التي أعطت شرعية لاحتلال أميركا لبلادهم وكانوا في التركيبة التي أسسها المندوب السامي الأميركي بريمر وكان قائد الإخوان أو الحزب الإسلامي أول رئيس للمجلس الانتقالي الذي أسسه الاحتلال الأميركي، وكانوا جزءا من أدوات الأميركان في تلك الفترة رغم أن فكر الجماعة عبر عشرات السنين كان يتحدث عن أن الجهاد فرض عين على كل مسلم إذا تم احتلال شبر من أرض المسلمين، وكانوا دائما يصنفون أميركا عنوانا للشر في منطقتنا، لكن الجماعة ارتضت أن تكون أداة في يدي المحتل بدلا من أن تكون حالة مقاومة للاحتلال، كما كانت خطابات الجماعة عبر العقود.
والتجربة الأخرى كانت في تونس وكان قائدها راشد الغنوشي وهو المفكر المعروف، لكنها تجربة تغيرت جذورها مع تولي السلطة من حيث خلع الثوب الإسلامي للحركة عمليا والعمل كحزب يبحث عن السلطة الكاملة أو مع شركاء دون أن يكون لفكر الحركة الإسلامي حضور في برنامج العمل كسلطة أو الحد الأدنى من البنية السلوكية للحركة.
وفي المغرب كانت هناك تجربة مختلفة حيث حزب العدالة المغربي الذي نجح الحكم في المغرب في احتوائه وأوكل إليه السلطة التنفيذية فكان حزبا خاليا في عمله وبرنامجه من كل الفكر الإسلامي في مجال الشريعة، بل إن الحزب في آخر أيامه في الحكومة قام بقيادة عملية إقامة علاقات مع إسرائيل، وهذا البند إضافة لتحكيم الشريعة هما الأهم في مضمون الحركة الإسلامية منذ أن قامت عام 1928.
وفي تقييم التجارب كان عقد التفاهمات مع الإدارة الأميركية من قبل إخوان مصر الذي أدى لأن يكونوا خيار أميركا في حكم مصر بعد الثورة وفي إطار آخر كان التعامل مع المؤسسات الدولية "الشيطانية!" من قبل الإسلاميين باعتبارها أدوات للهيمنة على المسلمين مثل صندوق النقد الدولي الذي تعاملت معه حكومات الإخوان في مصر وغيرها.
بعيدا عن الخطاب النظري الذي ما زالت بعض جماعة الإخوان تتحدث به، فإن السعي بأي ثمن نحو السلطة وجوهر التجارب في الحكم والتنازل عن جوهر نهج الجماعة خلال عقودها، كل هذا أصبح ما يتم تقييم الجماعة بناء عليه، وليس ما يتم قوله.
وحتى في الدول التي فشل الإخوان في السيطرة فيها على الحكم رغم محاولاتهم التي استخدموا فيها كل الأدوات مثل الأردن وسورية، فإنهم خسروا في بلد مثل الأردن مصداقيتهم أمام مؤسسة الحكم بعد أن كانوا يقدمون أنفسهم رمزا للاعتدال والحرص على الدستور ليتحولوا مع أول حكم الإخوان في مصر إلى وحش يريد التهام السلطة لكن الأمور لم تكتمل كما اعتقدوا ولهذا يدفعون اليوم ثمن الانقلاب على أنفسهم.
والتجربة الأخرى كانت في تونس وكان قائدها راشد الغنوشي وهو المفكر المعروف، لكنها تجربة تغيرت جذورها مع تولي السلطة من حيث خلع الثوب الإسلامي للحركة عمليا والعمل كحزب يبحث عن السلطة الكاملة أو مع شركاء دون أن يكون لفكر الحركة الإسلامي حضور في برنامج العمل كسلطة أو الحد الأدنى من البنية السلوكية للحركة.
وفي المغرب كانت هناك تجربة مختلفة حيث حزب العدالة المغربي الذي نجح الحكم في المغرب في احتوائه وأوكل إليه السلطة التنفيذية فكان حزبا خاليا في عمله وبرنامجه من كل الفكر الإسلامي في مجال الشريعة، بل إن الحزب في آخر أيامه في الحكومة قام بقيادة عملية إقامة علاقات مع إسرائيل، وهذا البند إضافة لتحكيم الشريعة هما الأهم في مضمون الحركة الإسلامية منذ أن قامت عام 1928.
وفي تقييم التجارب كان عقد التفاهمات مع الإدارة الأميركية من قبل إخوان مصر الذي أدى لأن يكونوا خيار أميركا في حكم مصر بعد الثورة وفي إطار آخر كان التعامل مع المؤسسات الدولية "الشيطانية!" من قبل الإسلاميين باعتبارها أدوات للهيمنة على المسلمين مثل صندوق النقد الدولي الذي تعاملت معه حكومات الإخوان في مصر وغيرها.
بعيدا عن الخطاب النظري الذي ما زالت بعض جماعة الإخوان تتحدث به، فإن السعي بأي ثمن نحو السلطة وجوهر التجارب في الحكم والتنازل عن جوهر نهج الجماعة خلال عقودها، كل هذا أصبح ما يتم تقييم الجماعة بناء عليه، وليس ما يتم قوله.
وحتى في الدول التي فشل الإخوان في السيطرة فيها على الحكم رغم محاولاتهم التي استخدموا فيها كل الأدوات مثل الأردن وسورية، فإنهم خسروا في بلد مثل الأردن مصداقيتهم أمام مؤسسة الحكم بعد أن كانوا يقدمون أنفسهم رمزا للاعتدال والحرص على الدستور ليتحولوا مع أول حكم الإخوان في مصر إلى وحش يريد التهام السلطة لكن الأمور لم تكتمل كما اعتقدوا ولهذا يدفعون اليوم ثمن الانقلاب على أنفسهم.