الحسن يخرج عن صمته..ويخاطب دولا خليجية: من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة


اخبار البلد- أكد سمو الامير الحسن أن للأعلام الرسمي دورا مهما في المرحلة القادمة في اطار الرسالة الوطنية التي لا بد من تصويبها.

وقال في مقابلة مع برنامج ستون دقيقه بثها التلفزيون الأردني مساء اليوم الجمعة ان دوري اليوم ليس الحديث عن الماضي بقدر ما هو تشخيص عشريه قادمة من الزمن.

وعبر سموه عن شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الاردنية ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون المؤسسة الرسمية الاردنية من انني استطيع اليوم ان التقي مرة اخرى بعض الوجوه القديمة التي كانت موجودة حتى في مراحل التاسيس ايام جلالة الملك الحسين رحمه الله ومحمد كمال المؤسس للتلفزيون وكذلك دار الاذاعة المجاورة ايام وصفي التل وصلاح ابو زيد.

 وقال سموه ان الربيع العربي قام لاسباب واضحة من بينها النمو السكاني حيث يعادل سكان الوطن العربي اليوم اوروبا بكاملها لكننا لا نجد في اوروبا مشكلة في الامن الاجتماعي ولا في النمو السكاني ولا في الانتاج، فمشكلتنا اليوم هي كيف نؤنسن اولوياتنا لذلك ان الاوان ان نتحدث في اطار الربيع العربي عن الاقليم العربي من جديد، فنحن ورثة رسالة وورثه نهضة عربية وعندما نرى ثوره هنا وثورة هناك فكأنما الاسلام وطني والعروبة وطنية فهذه مغالطة في حق هويتنا المشتركة.

 واضاف عندما يجتمع 20 او 30 شابا ويطالبون بأسم الشعب اقول من خولهم ومن كلفهم وعندما نتحدث عن الاردن تحديدا فان لهؤلاء الشباب فهم حقيقى للمشكلات التي يمكن من خلالها التعامل معها ان لم يغيروا مصيرهم، هل لنا ان نقرر مصيرنا كاردنيين، فاليوم نتحدث عن ازمة التربية والتعليم واقول في هذا المجال ان العاطلين عن العمل من المتعلمين 25 بالمائه وهذا يفوق العاطلين عن العمل بين الاميين وهم 9 بالمائه، فالامية ليست عيبا، الامية المتعلمة هي العيب، واعتقد ان اعادة النظر بالعملية الجراحية لمستويات التعليم لربطها باحتياجات السوق امر اساسي في بلد نستضيف فيه كما يقولون ما يقارب 800 الف الى مليون وافد غير اردني، واذكر هنا انه في سنة 1992 كان المفروض ان يكون عدد الاردنيين 5ر2 مليون، اما اليوم فانه نتيجة استضافتنا لاعداد كبيرة من الناس فان كل فرد من هؤلاء يكلفنا بحدود 16 دينارا يوميا بحسب تقدير البنك الدولي.

واضاف نحن محتارون في مصطلحات اليوم الدوله ، النظام ، السلطة ، الحكومة ، الولايه العامة الى اخر ذلك ، وهنا علينا ان نكون واضحين مع بعضنا فالمهم لنا جميعا هو الوطن ، لذلك علينا ان نكون ذلك التكامل الثلاثي وعلى رأس الهرم بطبيعة الحال دستوريا رمز البلاد وقائدها جلالة الملك، ومن ثم الولايه العامة باذرعها الثلاث المعروفه التنفيذية والتشريعية والقضائية والضلع الايمن بطبيعته هو الاقتصاد، فعندما يقال لنا لماذا لا تنظمون القطاع الخاص فهل ننظمه لصالح المستثمر الاجنبي ام لصالح اولوياتنا، فنحن بحاجة الى مزيد من المعلومات الموثوقة ومزيد من التعاون ، اما الضلع الايسر وهو المهم جدا اليوم فهو الضلع الانساني لهذا المثلث من نقابات واتحادات وجامعات ودور الاعلام والاندية والمنظمات غير الحكومية فان فعلنا هذا المثلث يكون ذلك لصالح الوطن والصالح العام، وهذا هو فهمي المتكامل للولاية العامة ولكن الرعوية والمزاجية في اختيار مشاريع خارج اطار واضح ينمي من قدرات الاردن الانتاجية لن يبقينا طويلا.

وقال سموه أعتقد ان مشكلتنا هي ضعف الحاكمية بمعنى ضعف مجالس الحوار مع الناس واذا كان المطلوب اليوم تواصل الحوار مع الناس وبناء المواطنة بغض النظر عن كونك شرقي او شمالي او جنوبي، مسلم ام مسيحي فأن مفهوم المواطنة هو استثمار للامن الحقيقي الامن الذي يبدأ بفهم الانسان لواجباته ، فما المطلوب؟ انتخابات محلية بطبيعة الحال مطلوبة ولكن عندئد هل يترك للانسان الحرية ، وهنا لا بد من ترتيب الاولويات للمواطن فقصة النمو السكاني الان فاجعة حقيقية في الاردن اضافة الى الوافدين لذلك ان الاوان لتفعيل المواطن كشريك في تقرير مصيره.

 واوضح سموه : نحن نتحدث عن ملك هاشمي وريث رسالة، والرساله تعود الى نهاية القرن التاسع عشر عندما التف احرار العرب حول رساله النهضة العربية فالشريف حسين بن علي ومن ثم فيصل الاول في معركة ميسلون عام 1920 نحن اتينا الى هذه الديار قبل عام 1922 ولم نأت طامعين في عقد تضامن مع الشعب الاردني كما يقول بعض النقاد لهذه المسيرة فجلالة الملك تولى بكل مسؤولية وبكل محبة فكرة تطوير الدستور الاردني لان دستور عام 1952 ليس بالضرورة صالحا لكل زمان ومكان.

وأضاف سموه في هذا السياق كان املنا عقد سلسلة من اللقاءات في الجامعات الاردنية لتوضيح الدستور والتغييرات التي حصلت فيه بحيث لا تبقى على مجموعة نقاط معينة يعتبروها خلافية مثال ذلك موضوع الحكومة المنتخبة فهذه من حق جلالة الملك بطبيعة الحال حتى في اطار الدستور القديم اما فيما يتعلق بالاحزاب السياسية ، عودوا الى ميثاق 1991 الذي ساهم في صياغته الطيف السياسي بالكامل من اقصى اليمين الى اقصى اليسار وهنالك بطبيعة الحال الوحده الوطنية والديمقراطية التي كانت امرا اساسيا لجميع الاردنيين بغض النظر عن اصولهم.

وقال من يطالب اليوم بكلمة حق يراد بها باطل او مكسب في ان نعترف بالاحزاب فهناك اعتراف ضمني لا بد ان يتحول الى واقع نتيجة لقيام هذه الاحزاب، ومن يقول في اطار الدستور ان جلالة الملك دستوري او غير دستوري فاسمحوا لي ان اقول ان في هذا المحيط العربي حقيقة الزعامة الدستورية سواء كانت رئاسية ام ملكية او في كثير من دول العالم موضوع مقارنة ودراسة مقارنة تدلنا على ان المسيرة الاردنية تجعلنا من اقدم الدول المستقلة في العالم فلماذا ضعف الثقة بالنفس الا اذا كانت لفتح الطريق امام كل طماع في ان يصل الى السلطة.

 واشار الى ان هناك حاجة للائحة حقوق وواجبات لانه لا بد من مقدمة للدستور فنحن نعيش في بلد لليوم تصدر القوانين وتتبعها الاسباب الموجبة فلماذا وجود الدستور وبهذا المفهوم علينا ان ندرك انه منذ 1952 وليومنا هذا دخل الاردن كسائر دول العالم في التوقيع على جملة معاهدات دولية لابد ان تنعكس التزاما بما يناسب ثقافتنا والشريعة الاسلامية التي هي احدى مصادر التشريع ولا بد لنا ان تحدثنا عن دولية الدستور الاردني ان نحمى مليكنا فاذا كان الملك رئيسا للسلطات ورئيسا لكل ما يعنى في الدفاع عن هذا الوطن وقائدا للجيش فلا يعنى ذلك اننا لا نؤكد عمليا التزامنا بالقوانين الدولية فنحن نحترم حقوق الانسان ولا نحتاج الى احد ليذكرنا بها . وقال بدل ان نطالب بعرض قضية اوضاع سجوننا وكيفية ادارتنا للحريات العامة على البرلمان الاوروبي من الافضل ان نطالب باقامة محكمة دستورية عربية او محكمة جنائية عربية في الفترة القادمة فلماذا لا نعرب دورنا كاقليم كي لا نبقى نحن العرب مهمشين.

 وبالنسبة للحديث عن الصحة والتربية والتنمية الاجتماعية فهي رزمة متكاملة فعندما دخلنا في عملية تطوير وزارة التربية والتعليم قلنا بصراحة امام الجميع ان عملية التربية اهم من وزارة التربية وان تفعيل مقدرات الوطن تعنى ايجاد فرص الحياة للمعلمين والمرشدين الزراعيين والمرشدين الصحيين حول المناطق الجديدة التي هي جاذبة بحكم وجود مدرسة ثانوية او مدرسة شاملة.

 واوضح سموه ان دخل المواطن الاردني يوزع على اولويات ذات اهمية كبرى وهي مسقبله من خلال مستقبل ابنائه وفي المقابل علينا ان نعترف ان سبع دول في هذا الاقليم هي الاكثر انفاقا على السلاح والتسليح فهنالك وهم بان المنطقة غنيه بالنفط ونحن نعلم تماما بان فاتورة النفط نستطيع ان ندفعها اذا كان عندما نوضح كيفية ترشيد استخدام الطاقة والغاز متسائلا عن الحوار والتواصل بين المسؤلين والمواطنين اذ كان علينا ان نؤسس مكتبا للارشاد للاجابة على متطلباته اليومية مع تاسيس وزارة الطاقة.

 وقال سمو الامير الحسن ان جلالة الملك عبدالله الثاني واشقاءه جميعا يستمعون الى الناس ويعرفون صوت الانسان المعوز ويصلون اليه ولكن لا يكفي ان نتحدث عن الرغبة الملكية فاذا كانت رغبه كل فرد من الاسرة المالكة ستتحول الى خطه فلا بد ان نعتمد التخطيط ضمن اولويات واضحة فهنالك فجوة ليس في التنمية المستدامة لكن في الذاكرة المؤسسية فنحن بلد مؤسسات بحسب الاحصائيات التي اجريت على الدول العربية بعد الربيع العربي من قبل مؤسسة دولية فان الاردن اكثر دولة في المجموعة العربية اعتماد او تقديرا لمؤسسات الدولة رغم كل ما قيل ويقال .

 واضاف ان الاردن له خلق مميز ونحن نعرف بعضنا تماما رغم كل شيء فالاردن بلد صغير واذا تحدثنا عن دور القانون فقد أن الاوان ان تكلف جهة تستطيع ان تطور نظام نزاهة متكامل بمعنى اخر نريد ان نعرف ما هو دخلك قبل ان تدخل عمليا للحياة العامة وان نعرف ما هي موازتتك ونعرف موازنة مؤسستك وهذا الموضوع يحتاج الى العودة الى الفكرة الاساسية التي وردت في الميثاق الوطني فعندما نتحدث عن ديوان للمظالم فيجب ان يكون على مستويين الاول فردي والثاني عام وقد آن الاوان ان نخرج من الحيز الضيق الذي هو ديوان المحاسبة وديوان المظالم وهيئة مكافحة الفساد وننظر بشكل متكامل الى معرفة مقاييس نمو النزاهة في الاردن قبل ان نسمعها من الاجانب .

 واشار الى ضرورة ان يكون للمجالس النيابية ثقافة في اطار تنفيذ مهامها اذ ان كثيرا من الدول لا ترى غضاضة من ان يسأل المرشح عن خبرته في ادارة الصالح العام قبل ان تنظم الانتخابات.

وقال سموه عشائرنا مع شديد الاسف تتآكل نتيجة للتنافس والتنافس الشخصي ومع ذلك فالمشكلة ليست في الذين بدأوا بل في الذين لم يبدأوا فعندما يتحدث بعض النواب يقولون لي المعلمين تارة ومشروع البوتاس وغيره اقول هل يدركون ذلك انا لا ادعي الكمال ولكن اقول ان الاوان في ان تكون هنالك لجان متخصصة تمثل ذلك المثلث هذه هي رسالتي اليوم التي هي القطاع الرسمي والقطاع الخاص والقطاع المدني معا يبنون هذا الوطن.

واعتبر سموه ان اغتيال الشخصيات هي مرحلة اولى من مراحل زعزعة الاستقرار في البلد او في اي بلد، فعمليا الدعوه للتغيير كما راينا في بلدان عربية اخرى لا تؤدي بالضرورة الى الاستقرار ، فبالنسبة للتجريح يجب على مسؤولينا ان لا يندفعوا الى اشعال المعارك الجانبية، اما ما يتعلق بالتشريعات فاعتقد ان هنالك توجه معينا لدى الدولة ولكن اقول ان الحوار الوطني الثلاثي امر مهم لان الاعلام هو اقتصادي وهو تنموي وامنى فان الاوان حقيقة ان ندخل هذه المحاور ونتعامل مع الموضوعات وليس مع الشخوص .

ودعا الى تذكر تاريخنا وان نهضتنا كانت للدفاع عن هويتنا العربية المتنوعة فالجد المؤسس لم يأت الى معان عام 1922 الا بعد معركة ميسلون 1920 فالتركيز يجب ان يكون على الاهم في تكويننا النهضوي وهو ان نتذكر اننا قوميون واننا جزء من هذه الامة فالاردن يستطيع حقيقة ان يكون قدوة ولكن هوجمنا لاسباب كثيره من بينها خصوصية البحث الفلسطيني الاسرائيلي فاليوم لا يوجد خصوصية مع احترامي للجانب الفلسطيني ويعلم الجانب الفلسطيني انني احاول باستمرار في كل تصريح وفي كل لقاء ان اذكر باضرار المستعمرات واهمية تقرير المصير.

 وقال سموه من يضمن عمليا عقلية من هو يمين الحكومة الحالية فقد ضعنا حقيقة بين اطراف المعادلة المتطرفين من كل جهة والنظره العقلانية لمستقبل الاقليم داعيا الى معالجة تلك الامور من خلال لقاء عربي اقليمي - ولا اتحدث بالضرورة عن اسرائيل - ولكن اقول في موضوع المياه ربيع عربي بلا مياه لنتحدث مع تركيا والعراق وسوريا في مرحلة قادمة وقد ان الاوان لنتحدث عن مبادرات تتجاوز مع احترامي مبادرة الرباعية وان نتبنى فكرة مؤتمر هلسنكي لهذا الاقليم لنتحدث عن الامن الاساس والظرفي والانساني نتحدث عن الاقتصاد والاجتماع انسنة الاقتصاد ونتحدث عن المحافظة على توجه اهل الضاد في احترام رسالتهم وتأديتها كما يجب.

 وتطرق سموه الى موضوع رسالة عمان واصفا اياه بالموضوع المهم جدا وانه لا بد من الترويج ولا بد ايضا من تأسيس سلطة معنوية وفكرية في القدس ، والموضوع الذي يتحدثون عنه الجسر المؤدي الى ساحة الحرام الشريف فهو ليست قضية جسر ايل للسقوط ولكن بطبيعة الحال استبدلوا الجسر لترتيبات اخرى قد نجد عمليا تبريرا للتدخل في منطقة ذات اهمية كبرى بالنسبة للمسلمين ولفكرة التعايش بين اتباع الديانات ، وعلينا ان نتحدث عن مؤتمر القدس في الضمير وليس في المهرجانات فنحن بحاجة الى دراسة موضوعية لمعرفة اهمية الاماكن المقدسة ليس فقط القدس ولكن الخليل والناصرة وغيرها فنقول ديار مقدسة لكننا مقصرون حتى في التذكير في الخطاب الاسلامي الشورى.