خطة "ألف بستة بثلاثين"!

أخبار البلد-

 
عزيزي القارئ إنها ليست خطة ناد رياضي بالرغم من تشابه أجواء اللعب والمراوغة! إنها ليست رقما سرياً لحقيبة دبلوماسية بالرغم من الجهل بالمحتوى! إنها ليست خطة حربية بالرغم من الخسائر المتوقعة! نعم؛ إنها معادلة أساسية حتى تدعو لعقد مؤتمرك العام إن كنت مؤسساً لحزب، حيث يشترط ألف عضو «مش مهم القدرات»، من ست محافظات «مش مهم التوزيع، يمثلهم ثلاثون عضوا لكل محافظة «مش مهم الخبرات».
نعم؛ معادلة أشبه بنقل حالة العشائرية المجتمعية إلى حالة القبلية الحزبية، فتسود في القرار سياسياً، تضعف الرأي والقرار الاجتماعي الموحد، تعيد النموذج المتعارف عليه لما سبقه من أحزاب لم نلمس لها أثرا أبعد من تحقيق غايات فردية.
 

وبالرغم من التأكد أن الإرادة السياسية جادة بإحداث تغييرات سياسية جوهرية في هذا الاتجاه، ويظهر باقتناع النظام السياسي بشراكة المواطن في صناعة القرار السياسي، وتمثلَ بانجاز كل القوانين المتعلقة بالتحديث السياسي، وتأكيدات قولية وفعلية من هرم الدولة نحو ضرورة تعزيز وإنجاح التجربة الحزبية، والتي ستواجه أولى أشكال التحقق من جاهزيتها عبر خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، والذي سيؤكد نجاحها تعزيزاً فعلياً لثقة الأردنيين في فكرة إعادة تشكيل الخريطة الحزبية السياسية في البلاد، وأهمية الانخراط الفعلي للتسجيل في الأحزاب. إلا أن ضبابية الانظمام والتسجيل أو الاستقطاب، ناهيك عن عدم وضوح النهج والبرامج لتلك الأحزاب، فإني أرى أنها تضعف ما تصبو له الدولة حقيقة، مما قد يستوجب وعياً بشكل مختلف في منظومة الاحزاب الحالية سواء حققت معادلة الترخيص أو ما زالت قيد الإجراءات.
وفوق كل ما سبق تبرز على السطح اليوم فقاعة إشكالية نهج كثير من قيادي تلك الأحزاب، والذين اختيروا بالتوافق وليس الانتخاب، بنشرهم وحديثهم للعامة عند الاستقطاب، ان طريق الوصول لتكون رقما مهماً مُوجِهاً متمكناً، أو أن تكون في موقع مستقبلي مهم، يستوجب أن تكون عضوا في حزب!! ولكن جوابي وسأبقى ملتزما به، أنه حتى أكون مهماً متمكناً وجب قبلها ان أكون واعياً قيادياً مؤثراً، عندها أقتنع أن أكون عضواً في أي من هذه الأحزاب وفق برنامج ورؤية ونهج يخدم الفكر والرؤية ضمن حدود الوطن - وأتمنى ذلك قريبا-، ولكن سيكون ذلك عندما أجزم فعلياً أن من في الساحة أصلاً هو قوة تغير إيجابية وطنية مؤسسية سياسية حقاً، وغير ذلك فلن يعنيني أن أكون حزبياً لأكون في موقع ما!
عزيزي القارئ «القادم الحزبي أجمل» فقط إن كان شكل ومفهوم الادارة الحزبية مختلفا لدى الأفراد المؤسسين، وكان الجمع الأكبر ممن لم نعلمهم ولم تتردد سيرتهم حتى الشبع هم من يقودون المرحلة الحزبية، وكانت المرأة وجودا حقيقيا كجزء من معطيات المعادلة وليس لغايات النكهة دوليا، وكان الشباب يقودهم الوعي وليست العناوين وأصحاب المصلحة الفردية، وكان الاختيار ليس لشبيه «الدغري» في المجلس القادم، وكان المحرك رفعة وطن وليس بوقا ينعق ويحرك من خارجه، وكانت الحالة والمعيشة للمواطن أفضل، وغير ذلك «فالقادم أصعب» مع هذا العدد من الأحزاب.