عندما كان المعلم رسولا

عندما كان المعلم رسولا
في وقت كنا فيه ننحني احتراماً وتقديراً لأساتذتنا الأجلاء ، لم ندرك ان يوماً سيأتي يفقد فيه المعلم هيبته وأحترامه ليس بين طلابه فقط بل حتى لدى أولياء الطلاب ، كان زمانناً نفاخر به ابناءنا الآن وهم بالطبع يستمعون باستغراب غير مصدقين ، فهيبة المعلم وبفعل يديه من أفقدها الأحترام والمكانة التي كانت ، لكنها باقية وبأحترام عظيم لذلك الجيل القديم الذي لا زلنا نحتفظ له بذكريات مهيبه وجليله كبر عظمتهم وكبرياءهم ، فمن كان لا يدب في قلبه الخوف إذ شاهده معلمه بعد الدوام يلعب تاركاً واجباته البيتيه ، بينما الآن يدخن الطالب واستاذه معاً بل ان المعلم يستعير السيجاره من الطالب ، وستبقى هذه الصورة التي اخترتها لمقالي باقيةً في أذهان الاردنيين إذ وصل بكم الامر لتصوير طالب طفل للسخرية منه واللعب بمشاعره وكرامته
والآن يعمق المعلم جراحه إذ يصر على عدم احترام أولياء الطلبة من ابناء الشعب الأردني بحجة أنصافه مالياً ، متناسياً ان فاتورة الدرس الخصوصي لساعه واحده تعادل فاتورة الكهرباء لشهر كامل ، وينجر وراء ألسنه اصطفتها جهلاً بغير عقلانيه لتصدر عبارات الشد والتهديد هي ابعد ما تكون الى الرشد والحكمه ، ولا تمت بصلةً الى قول الشاعر الكبير احمد شوقي الذي ما كان سيكتبها او ليستشعرها بعد هذا الموقف لفئةً من معلمي الأردن الذين وضعوا شرف المهنة خلف ظهورهم ليطالبوا بحقوق متناسين حق الوطن عليهم وحق المجتمع والطلبه وذويهم ، مستغلين ظروف الوضع العربي ليفرضوا باسلوب لوي الذراع وهم يدركون الأوضاع الاقتصاديه التي تمر بها خزينة الدوله .
حقاً قف للمعلم ووفه التوبيخا كاد المعلم ان يكون هزيلا ، اوصلتم المجتمع الى حاله من الأحتقان ضدكم بعدما كان يقف الى جانبكم والى مطالبكم والتي بالفعل تحققت بنسبه عاليه ، لكن الطمع افقدكم رشدكم واصطفيتم من بينكم من ليس رشيدا لا بارك الله بكم .