روسيا والغرب.. هل تنذر الخطوط الحمر حقيقة بصدام مباشر؟
أخبار البلد ــ مرة أخرى، تضع روسيا خطأ أحمر أمام الغرب، قائلة على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، إن إرسال مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا خطأ أحمر وتجاوزه سيؤدي إلى اصطدام مباشر.
وكان لافروف قال في تصريحات صحفية من جاكرتا، الخميس، إن وجود طائرات "إف-16" في أوكرانيا سيشكل تهديدا "نوويا" لموسكو.
واعتبر أن حديث الجيش الأوكراني عن عدم استخدام هذه الأسلحة المتطورة ضد الأراضي الروسية، ضمانات لا تساعد.
فهل يمكن أن تؤدي طائرات "إف-16" إلى صدام مسلح بين الغرب وروسيا أم أن الأمر مجرد تهديدات؟
يقول الباحث السياسي الروسي، يفغيني سيدروف لـ"سكاي نيوز عربية" إن تزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف- 16" سيكون أحد آخر الخطوط الأحمر الأخيرة بالنسبة إلى روسيا.
وأضاف أن الأمر "يمكن أن يؤدي إلى اصطدام مباشر لأن هذه الطائرات تستطيع أن تحمل رؤوسا نووية، ويشكل هذا خطرا، حتى إذا لم يعرف الطرف الآخر (أوكرانيا) بأن هذه الطائرات قادرة على حمل أسلحة دمار شامل".
وقال إن هذه المقاتلات لا تستطيع الإقلاع والهبوط من المدارج الأوكرانية، ومن المرجح أن تقلع من المطارات في رومانيا أو بلغاريا وهما عضوين في الناتو.
وتعتبر روسيا، بحسب سيدروف، إقلاع الطائرات من هاتين الدولتين خطرا مباشرا عليها، وسوف تكون مضطرة للتحرك ضدها وإسقاطها.
وفي هذه الحالة، ستكون المادة الخامسة من ميثاق الناتو ملزمة فأي هجوم روسي سيكون بمنزلة "عدوان على الحلف بشكل عام"، وهذا سيناريو بالغ الخطورة قد يدفع إلى اصطدام عسكري مباشر، وفق الباحث السياسي الروسي.
تهديدات روسيا بلا قيمة
في المقابل، يرى الخبير في السياسة الخارجية والأمن القومي الأميركي، بليز ميستال، أن تهديدات روسيا فقدت قيمتها.
وأضاف ميستال لـ"سكاي نيوز عربية" أن روسيا وضعت العديد من الخطوط الحمر مع كل سلاح جديد يرسله الغرب إلى أوكرانيا.
وتابع: "في بداية السنة، وضعت روسيا خطا أحمر إذا سلم الغرب الدبابات إلى أوكرانيا، ثم سلم الغرب الدبابات إلى أوكرانيا ولم نر ردة فعل من الروس".
وأردف: "لا مصداقية للروس حينما يضعون هذه الخطوط الحمر، إذ يبدو واضحا أنه ليس لديهم الرغبة أو القدرة لفعل أي شيء".
وقال إن أوكرانيا ليس لديها أسلحة نووية لتضعها على مقاتلات "إف-16"، إنما وافقت على التخلي عن أسلحتها النووية عام 1994، مقابل ضمانات أمنية من روسيا وأميركا بعدم تعرضها للغزو، لكن روسيا كسرت تلك الضمانات.