واللهْ لأربّيكْ

أخبار البلد- منذ زمن بعيد بعيد لم أسمع أحدًا يقول لي: واللهْ لأربّيكْ.. ياه كم كنتُ أسمعها في البيت والشارع والمدرسة.. وهي لا علاقة لها بالتربية المحمودة.. بل هي تهديد بإنزال العقوبة عليك طولًا بعرض من كافة جهات جسدك المحاصرة أصلًا بتربيات بحاجة إلى تربية..!
ورغم أن وزارة «التربية» أخذت على عاتقها حكاية التربية فوضعت «تربيات» المناهج.. تربية إسلامية وتربية اجتماعية وتربية وطنية وتربية فنيّة وتربية مهنية و و و .. وأطلقنا على معلّم المدرسة «المربّي الفاضل»؛ إلّا إنك لو قلت لأي أحد: واللهْ لأربّيكْ.. أو أنت بحاجة تربية. لقال لك إحدى جملتين: أنا مربّى من دار أبوي أو من دار أهلي.. ولا يقول لك: أنا مربّى من مدرستي ولا من صفّي ..!
وسؤالي الآن: متى ينتهي دور التربية؟ ولا أقصد وزارة التربية.. هل ينفع مثلًا أن يقول لي أي أحد وأنا بهذا العمر: واللهْ لأربّيكْ..؟ وهل تصلح مع أمثالي أي تربية من اليوم وطالع..؟.
رغم أن التربية الفنية والمهنية كانت من الحصص المقررة علينا في المدارس وتنزل علامتها على الشهادات إلّا أننا خرجنا جيلًا لا يحترم الفن وينظر نظرة العيب «للمهني».. مسؤولية من هذه؟ ورغم أننا لم نقل: تربية تاريخية؛ إلاّ أنه مربّى على تاريخ الطخ وتاريخ كل الورطات الكبرى والصغرى لمن حوله وحول الذين حوله إلى رابع جد.. ودليل ذلك الجملة الشهيرة: اعرف مع مين بتحكي؟ وهي توازي اعرف عدوّك.. فلا نحن عرفنا جناب المتكلّم ولا اقتربنا من الحدود الدنيا لشواطئ معرفة أعدائنا..!
كم أحتاج لمن يربّيني من جديد.. بشرط جديد.. أن تكون تربية بأسلوب جديد لا غبار عليه من أدران أصحاب الكليشيهات الجاهزة الحافظين بلا نطق صحيح ولا فهم لما يحفظون..!
أبحث عمّن يربّيني..