"الاتحاد الوطني": حق العودة والتعويض مقدس غير قابل للتصرف




اخبار البلد_ أكد حزب الاتحاد الوطني الأردني على قدسية حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، باعتبار ذلك قضية الأحرار في الأردن وكل بقاع الأرض.
وقال رئيس الحزب الكابتن محمد الخشمان، خلال احتفالية نظمتها القوى الوطنية في مخيم البقعة تحت رعاية "الاتحاد الوطني"، إن "حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين حق مقدس، غير قابل للتصرف".
وبين الخشمان، في كلمة ألقاها خلال احتفالية "حق العودة"، أن "الحق العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة ثابت من ثوابت الأردن الوطنية، وكذلك حقيقة ماثلة أمام الإنسانية جمعاء".
وشدد الخشمان أن "الأردنيين جميعا اتبعوا سنة الهاشميين في الانتصار للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيلها ولأجلها".
واستذكر الخشمان شهيد الهاشميين على ثرى زهرة فلسطين (القدس)، وقال "لقد طافت روح الملك المؤسس، المغفور له بإذن الله الملك عبد الله الأول، فوق هذه البقعة، بفكره القومي - العروبي، ليروي هذه الأرض بدمه دفاعا عن حياض عربي أبيّ".
ورأى رئيس "الاتحاد الوطني" أن "سلف الهاشميين حمل لواء الدفاع عن فلسطين، وأورثه لخير خلف، ديدنهم في ذلك الدفاع عن الحق الفلسطيني، والانتصار له في ميادين القتال، وعلى منابر الحق والدبلوماسية".
وعرض الخشمان للجهود التي قادها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – في كافة المحافل لتثبيت الحق الفلسطيني، ليحمل لوائها من بعده جلالة الملك عبد الله الثاني – عزز الله ملكه – في ديمومة، لم ينقطع وصلها بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وزاد "لقد أوثق الهاشميون عرى العلاقة الوجدانية بين الأردن وفلسطين، وأسسوا لعلاقة شعبية باتت أنموذجا تضرب عميقا، لتتجلى في وحدة وطنية، تحفظ للمهاجرين والأنصار تنوعهم الثقافي، في نسق وحدوي بغاياته واستراتيجياته".
"أرض المحبة والسلام، وموطن التسامح والإخاء"، قال الخشمان في وصفه للأردن وفلسطين، مستعرضا تاريخا طويلا من العلاقات بين البلدين، سمته الدفاع عن هذه الأرض وقدسيتها.
وشدد الخشمان على "حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض، وكذلك تقرير المصير، دون أن ينتقص ذلك، أو يتناقض، مع أردنيتهم"، عارضا لإسهاماتهم في بناء الأردن ونماءه.
وأكد الخشمان "كلنا أردنيون بالحقوق والواجبات، دون النظر إلى تعدد المنابت والأصول، باعتبار ذلك القاعدة الصلبة لقوة الأردن واستقراره وازدهاره".
واعتبر الخشمان أن "الحل العادل للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، واسترداد الحق المسلوب، والعودة إلى الديار المحتلة، والتعويض عن سنوات الحرمان من الوطن التي عاشها اللاجئون".
وأعرب الخشمان عن ثقة الأردنيين كافة بالقيادة الهاشمية، الساعية إلى تحقيق السلام العادل والمشرف، الذي يتطلع له الجميع، حيث لا بديل عن فلسطين الأرض والشعب".
ونبه الخشمان إلى "ما يحاك ضد الأردن وفلسطين من مؤامرات، غايتها النيل من البلدين والشعبين"، مستنكرا "الوطن البديل، وزعم دعاته"، ومؤكدا أن "كل فلسطين هو البديل الوحيد".
وانتقد الخشمان "تلهي العرب عن قضية الأمة المركزية، وفقدانهم الوسيلة إلى استعادة الحق المسلوب"، داعيا إلى "تسيير قافلة إلى مكة المكرمة، لتعتصم بحرمها، وتنتصر بالله – جل وعلا – في دعاء موصول، رجاؤه استرجاع الحق، وتحرير ما اغتصب، بعد إخفاق منيت به كل مشاريع الساسة أمام صلف الصهاينة وحلفائهم".
وفي جدية معهودة، أعلن الخشمان "تسيير قافلة إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، وإحياء سنة الدعاء والابتهال إلى جلال الله لرفع الظلم عن الفلسطينيين واستعادة الحق العربي المسلوب".
وسلمت فعاليات مخيم البقعة الوطنية العلم الفلسطيني إلى الخشمان، بعد أن طوقت عنقه بالكوفيتين الحمراء والبيضاء، في رسالة سياسية لا معنى لها سوى أن الوحدة الوطنية هي الطريق إلى أردن قوي وفلسطين حرة، وأن أمانة الصمود والتحرير لا يحملها إلا أحرار هذه الأمة.
وفي كلمة سبقها وقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء، قال القيادي في حركة فتح الفلسطينية حاتم سلامة "كلنا أردنيون لأجل الأردن، وفلسطينيون لتحرير فلسطين".
وقال سلامة إن "حق العودة أمر مقدس، لدى الأردنيين واللاجئين الفلسطينيين"، مبينا أن "اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ليسوا شركاء في الأرض، بل مقاتلون على اهبة الاستعداد للدفاع عن الأرض الأردنية".
وبين سلامة أن "كل الأردنيين، مهما تعددت منابتهم وتنوعت ثقافاتهم، عون لرفعة الأردن يدا بيد مع جلالة الملك عبد الثاني، وشركاء في معركة تحرير فلسطين".
وزاد "نقف خلف جلالة الملك في خطواته لاسترجاع الحق الفلسطيني، كما نحن خلفه في خطى الإصلاح ومحاربة الفساد في المملكة".
وأكد سلامة أن "اللاجئين الفلسطينيين في الأردن يسيرون على خطى جلالة الملك عبد الله الأول، الذي استشهد على عتبات الأقصى، متشبثين بحق التحرير والعودة إلى أرض فلسطين من النهر إلى البحر".
وثمن سلامة جهود حزب الاتحاد الوطني الأردني في التخفيف عن الأهل في فلسطين المحتلة، مشيرا إلى تكفله بعلاج أطفال غزة المصابين خلال العدوان الإسرائيلي، وكذلك نقله لحجاج الأراضي الفلسطينية عبر شركة الأردنية للطيران إلى الملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.
وذات اتجاه، ذهب القيادي في جبهة التحرير الفلسطينية نياز أبو رزق، خلال كلمة له، عرض فيها للدور الوطني الذي قدمت فيه العشائر الأردنية الغالي والنفيس انتصارا للفلسطينيين.
وقال أبو رزق إن "التاريخ يسجل للعشائر الأردنية وقفتها ضد بريطانيا عند إصدارها وعد بلفور المشؤوم"، عارضا لرسالة بعثت بها إلى حكومة لندن، أبلغتها فيها رفضها لذلك الوعد، وانضمامها إلى شعب فلسطين في الدفاع عن وطنه.
وقدم أبو رزق شهادة ميدانية من حرب عام 1967، بطلها قائد آلية عسكرية في الجيش العربي، دمر ثلاث دبابات إسرائيلية، وحينما نفذ عتاده، استخدم سلاحه الأبيض وأكمل القتال إلى أن لقي الشهادة.
وشدد أبو رزق على حميمية العلاقة التي تربط الأردني بشقيقه الفلسطيني، مؤكدا أن "التمسك بحق التحرير والعودة هو الصخرة التي ستتحطم عليها كل مؤامرة تحاك ضد الأردن وفلسطين".
وأعلن أبو رزق "رفض اللاجئين الفلسطينيين لكافة المشاريع والمبادرات الانهزامية، التي تحول دون استرداد الحق الفلسطيني كله".
وتمسك أبو رزق بـ "المخيم"، الذي اعتبره "وصمة عار في جبين العالم، الذي يلتزم الصمت حيال آخر احتلال في العالم"، مؤكدا "الحق الفلسطيني في وطن مستقل وحر".
وفي استنكار كلي، قال عضو اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة محمد يوسف إن "ما عرفته فلسطين لم يعرف تاريخ البشرية نظيره، حيث تعمد حكومة انتداب إلى تمكين أقلية من ارض جاءت إليها على متن السفن، لتصير – تاليا – كيان عنصري – إحلالي، وتطرد شعبا جذوره ضاربة في ارض فلسطين".
واعتبر يوسف أن "حق العودة هو أصل الصراع مع العدو، ودعاة التوطين ونصرائهم ملوثة أيديهم بالتطهير العرقي والعنصري للفلسطينيين".
وأوضح يوسف أن "حق التعويض هو حق تكميلي لحق العودة الأساسي، فالأوطان لا تقدر بمال مهما كثر".
وجدد اللواء الفلسطيني المتقاعد ماجد حيمور، القيادي في حركة فتح، تمسك أبناء مخيم البقعة بالسير على خطى جلالة الملك، في الإصلاح ومحاربة الفساد.
وبين حيمور أن "أبناء المخيم شريك في بناء وتماسك النسيج الوطني والوحدة الوطنية، إلى جانب تمسكهم بحق العودة إلى الأراضي الفلسطينية، وعدم التنازل عن الدولة الحلم".
وفي الشأن الفلسطيني، دعا حيمور الفرقاء الفلسطينيين إلى انجاز المصالحة الوطنية، والتوقف عن التخندق السياسي، باعتبار ذلك المقدمة لتحرير الوطن الفلسطيني".
وفي الأثناء، ألقى الطفل معتز العلمي كلمة زهرات وأشبال حزب الاتحاد الوطني الأردني، التي أكد فيها على أن "الأردنيين كافة يسيرون على نهج جلالة الملك عبد الله الثاني بتمسكهم بحق العودة وتقرير المصير، وعدم السماح لأي جهة بالمساس به".
وعاهد العلمي "شهداء الجيش العربي وشهداء فلسطين بمواصلة النضال حتى إنفاذ حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ثرى فلسطين".
وبدوره، أكد رئيس المركز العربي للتنمية وحقوق الإنسان المحامي أمجد شموط، في كلمة خلال الاحتفالية، على "قدسية ارض فلسطين، وعدالة قضيتها، مشددا على ضرورة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، باعتبارها الطريق إلى السلام والاستقرار في المنطقة".
وحذر شموط من "مؤامرة الوطن البديل، التي يتعرض لها الأردن"، مؤكدا وجوب "مواجهتها عبر الوحدة الوطنية، وسعي الأردنيين كافة إلى تمكين حق العودة وإنفاذه".
وتخلل الاحتفالية، التي شهدت مشاركات من مختلف فعاليات مخيم البقعة، وحضرها النائب عن لواء عين الباشا عبد الله جبران، ومتصرف اللواء، قصائد شعرية للشاعرين جمال أبراش، الذي وقع أول مجموعاته الشعرية خلال الحفل برعاية الخشمان، وكذلك الشاعرة خولة المعاني.
وتغنت قصائد الشاعرين بالوحدة الوطنية والعلاقة الأردنية – الفلسطينية، فيما جلدت أخرى الذات لضياع فلسطين وسط الزحام على ماديات الحياة.
وتسلم الخشمان درع أبناء مخيم البقعة وفعالياته الوطنية، وكذلك لوحة فنية لقبة الصخرة المشرفة محاطة بالكوفيتين الحمراء والبيضاء، اللتان حاكتهما نساء وفتيات البقعة.