تحالف مصري تركي مرتقب بعد قطيعة دبلوماسية لمدة 10 سنوات
أخبار البلد - علقت مجموعة من الخبراء على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المرتقبة إلى تركيا بعد عودة العلاقات بين البلدين بتسمية سفراء القاهرة وأنقرة بعد قطيعة دامت لـ 10 سنوات.
وأضاف الديهي أن القمة المرتقبة ستعكس الكثير من التفاهمات المصرية التركية بشأن القضايا الإقليمية وازمات المنطقة خاصة التعاون الاقتصادي، بين البلدين خاصة في مجال الطاقة وإمكانيات التعاون المشترك في هذا الملف، فضلا عن الملف الليبي وإمكانيات دعم المسار للسياسي لحل الأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار.
وأوضح الخبير في الشأن التركي، أنه من المؤكد سيعمل قادة البلدين على تعزيز الاتفاقيات الثنائية في المجال الاقتصادي بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين البلدين.
وفي السياق ذاته، قال هاني الجمل، المحلل السياسي المصري، إن هذه الزيارة ستكون الأولي للرئيس السيسي إلي تركيا وستكون زيارة تاريخية لضخ دماء دافئة في شرايين العلاقات المصرية التركية الكلاسيكية والتي انهت ثالث مرة من تجميد العلاقات الدبلوماسية المصرية التركية في العصر الحديث.
وأضاف الجمل أن الزيارة ستعد خطوة لتصفير المشاكل بين الطرفين والمضي قدما في إيجاد رؤية متقاربة مع الملفات الساخنة التي ادت الي هذه الخصومة الدبلوماسية الأخيرة التي استمرت لحوالي 10 سنوات وكأنها كلمة السر في اذابة البرودة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتابع: "تأتي هذه الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لتركيا بعد رفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفراء وكأنه احتفالا بالذكرى العاشرة الثورة30يونيو والتي كانت سببا في هذه القطيعة وكان مشهد المصافحة التاريخية بين الغريمين في ذلك الوقت وهما الرئيس السيسي والرئيس أردوغان على هامش كأس العالم لكرة القدم قطر2022هي صفحة جديدة في العلاقات التاريخية بين البلدين الكبيرين على المستوى الإقليمي وترسم ملامح التوافق فى المرحلة المقبلة القائم على قدر كبير من التنسيق و التفاهم لمستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية الجديدة وإيجاد صيغة جديدة بين الطرفين خاصة في القضايا الشائكة".
وحول دلالة هذه الزيارة، قال الجمل: "لن تقتصر فقط على الارتقاء بالتمثيل الدبلوماسي وحسب ولكن تنحسب أيضا على الاستغلال الأمثل للقدرات البينية التي تتمتع بها كل دولة في مسارها الإقليمي وتضع دعائم حل بعض الأمور الشائكة و زيادة التقارب في أزمة ملف الطاقة وترسيم الحدود البحرية من أجل الاستفادة من التواجد التركى في منظمة غاز شرق المتوسط وأن تكون هذه الخطوة تمهيداً لعودة العلاقات بين تركيا واليونان وقبرص وتشكيل محور اقتصادي جديد في منطقة شرق المتوسط لما تتمتع به هذه البلدان من موانئ طبيعية على مسار التجارة العالمية وهو ما يصب في مصلحة تركيا من أجل إنهاء الخصومة مع تركيا واليونان والتي حاولت مصر بعد أحداث الزلزال الذي ضرب تركيا ان تنمي هذا المسار".
وأضاف:" ستركز الزيارة بشكل كبير على رفع مستوى التجارة البينية بين الدولتين وذلك بعد تأثرهما بشكل كبير بالأحداث العالمية الراهنة فضلا عن التأكيد علي أن هناك صياغة جديدة القوي الإقليمية في المنطقة متمثلة في مصر وتركيا وإيران والسعودية في ظل عالم تغيب القطبية الإحادية والمضي نحو عالم ثنائي او ثلاثي الأقطاب".
وقال إن الزيارة أيضا ستعمل على حلحلة الأمور في الازمة الليبية والتي تتمتع كل دولة منهما بوضع جيوسياسي داخل ليبيا وهو ما قد يكلل النجاح بإجراء الانتخابات في ليبيا في العام المقبل بعد الجهود الكبيرة التي احرزتها مباحثات 6 +6، والمعنية بدعم المسار السياسى في ليبيا.
كما أكد الجمل أن الزيارة ستعمل على تصفية المنطقة الرخوة أمنيا والتي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية التي اتخذت من الشمال السوري مرتعا لها وتؤثر بشكل كبير على العمق الاستراتيجي المصري والتركي على السواء وان دعم مصر للنظام السوري وترتيب العديد من اللقاءات بين الجانب التركي والسوري برعاية روسيا قد يعجل بهذه الخطوة ومن ثم ازدهار طريق التجارة البينية بين تركيا ومصر كمان كان سابقا في اتفاقية " الرورو"، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتفيد به أيضا دول الخليج العربي من توريد المنتجات التركية إليها عبر الموانئ المصرية.
ونوه المحلل السياسي المصري إلى أن الزيارة التاريخية المرتقبة ستحل مشكلة سد النهضة الأثيوبي بفضل التدخل التركى لدى إثيوبيا ، حيث من الممكن مساعدة مصر في حل أزمة سد النهضة لما تتمتع به تركيا من علاقات جيدة مع الجانب الإثيوبى وهو ما قد يؤثر بشكل أفضل بعض الشئ في المفاوضات المصرية السودانية الإثيوبية حول أزمة سد النهضة التي ازدادت تعقيدا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها السودان
وأضاف: "أن هذه الزيارة ستساهم في توحيد الرؤية تجاه القضية الفلسطينية ومحاولة إيجاد مسارات للحد من الانتهاكات الإسرائيلية للاماكن المقدسة والسعى نحو إقرار مسار حل الدولتين والذي تجمد بسبب تجمد عمل الرباعية الدولية إبان الحرب الروسية الاوكرانية وذلك لأنها تأتي قبيل زيارة الرئيس التركي الي إسرائيل كما كان معلن قبل اقتحام اسرائيل مخيم جنين والذي وضع اسرائيل في موقف عدائي مع الكتلة العربية والإسلامية واعتقد انها قد تؤثر في شكل ومضمون الزيارة التركية لإسرائيل".