فلسطين في صلب الوضع الإقليمي

أخبار البلد-

 

شهداء في ريعان صباهم تزفهم صفحات فلسطين الواحد تلو الآخر، بالساعات وليس الأيام، تمر أسماؤهم وصورهم أمام أنظارنا، تشدنا أسباب الشهادة فلا نرى إلا احتلالا فاشيا يشبع أطماعه بدمائهم، يلتهم شبابهم وأعمارهم وأحلامهم، عقود القتل والتهجير لم تثبت مزاعم العدو الزائفة المبنية على خرافة الهيكل، والأهم أنها لم تحقق له وطنا آمنا على أرض فلسطين، فشلت كل ترسانته التكنولوجية والعسكرية في تطويع ابن الأرض وإرادته في الدفاع عن حقوقه المشروعة وعدم التنازل عنها ولو كان الثمن حياته.

يمضي الاحتلال في مشروعه مضي المنتصر علنيا، إنما هو في الحقيقة يتذوق وقياداته الهزائم اليومية في ساحات الحرب والمواجهة مع الفلسطينيين فتصبح حكومته راعية لمرتزقة المستوطنين والحامية لهم.

يرفع جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدد قواته في الضفة الغربية بعد أن صرحت حكومة نتنياهو بالذهاب إلى التصعيد، ويبدو أن جنين قد أثرت على قلب المعادلة العسكرية الإسرائيلية لا سيما بعد إعلان سَوق عسكريين إسرائيليين إلى المحاكمة بعد أن أعربوا عن دعمهم وتعاطفهم مع الفلسطينيين.

هناك عاملان جديدان طرأا على الساحة الإقليمية، تتمثلان في إعلان زيلنسكي أن الحياد الإسرائيلي في الحرب الأوكرانية الروسية غير مبرر، وثانيهما بزعم أن الحرس الثوري الإيراني خطط للقيام بهجمات ضد الإسرائيليين المتواجدين في قبرص.

إضافة إلى كل ذلك لا بد أن هناك ارتباطا ما بين إلغاء زيارة وزير الدفاع الأميركي إلى الشرق الأوسط وتصريح وزير خارجية أميركا بلينكن أن فصل التمرد في روسيا لم ينته.

وقد تكون للكشف عن خلية من الحرس الثوري الإيراني في قبرص بتهمة هجوم على منشآت إسرائيلية عواقب لا يمكن التكهن بها خلال الأيام القادمة، يأتي ذلك إثر إبلاغ الحكومة القبرصية بهذا الهجوم المرتقب من مصادر في تل أبيب وواشنطن، ما يشير إلى أن ما يجري داخل إسرائيل ليس بمنأى عن التقلبات المتسارعة في السياسة الدولية.

* صحافية لبنانية