أبناؤنا الطلبة والعطلة الصيفية

أخبار البلد - ها هي العطلة الصيفية لأبنائنا الطلبة قد بدأت دون ان نرى برامج حقيقية وآلية جديدة تساعدهم على قضاء عطلتهم التي تستمر لأكثر من شهرين.


وكنا كتبنا في وقت سابق ان مسؤولية وضع البرامج والتنفيذ تقع على عاتق وزارات التربية والثقافة والشباب ومؤسسات المجتمع المدني من خلال التشارك والتنسيق فيما بينهم في إيجاد برامج جديدة تحاكي الواقع وتناسب التطورات التي حدثت على المجتمع في السنوات الاخيرة .

فلا يعقل ان يبقى ما يقارب المليون طالب وطالبة من مختلف الاعمار يتسكعون في الشوارع او حبيسي المنازل يقضون اوقاتهم بين مواقع التواصل والشوارع دون إجراء او آلية تصقل مواهبهم وتوجههم إلى اتجاهات صحيحة يفيدون بها مجتمعهم ووطنهم وتنعكس ايجابا على نموهم وتفكيرهم .

هناك قضايا وأمور يحب ان تضعها الجهات المسؤولة صوب أعينها في التعامل مع هذه الفئات ذات الأعمار والتطورات الفسيولوجية والسيكولوجية المختلفة التي تحتاج إلى آلية علمية تراقب هذه التغيرات وتراعي الميول والرغبات ايضا.
ولا بد ايضا من إدخال مفاهيم جديدة على هذه البرامج في حال وجودها طبعا، تتماشى مع التطورات ومنظومة التحديث السياسي بهدف توعيتهم ليكونوا شبابا فاعلين في المشاركة السياسية وعناصر بناء في الوطن مستقبلا .

فهؤلاء الطلبة هم مستقبل الوطن وبناته وهم من سيتبوأون مواقع المسؤولية مستقبلا في إدارة البلاد وشؤنها فلا بد أن يتشبعوا قيم الولاء الوطن وقيمته وكيفية المحافظة عليه على وما حققه آباؤهم واجدادهم من إنجازات .

فلا يحوز ان نتركهم يعيشون الفراغ والملل وكبت طاقاتهم وقتل امكانيتهم وطمس إبداعاتهم ومواهبهم دون مراقبة، الامر الذي سيعزز لديهم الخوف من المستقبل ويدفعهم إلى امور قد تضر بهم وبمجتمعهم .

نعم نحتاج الى برامج شاملة يشرف عليها خبراء ومختصون في مختلف المجالات والعلوم واصحاب خبرة في التعامل مع هذه الفئة ذات الميول والرغبات والامزجة المختلفة تراعي العمر والبيئة الاجتماعية، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع التطورات التي حدثت على المجتمع شريطة أن تشمل الوطن كله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وان تصل هذه البرامج إلى جميع الأماكن بما فيها البوادي والارياف والفئات المحرومة من التعليم ، وان يبدأ العمل فورا دون تأخير حتى لا نضيع الوقت على أبنائنا تحت حجج ومبررات .
والله من وراء القصد