تداعيات الاقتتال الداخلي على الاقتصاد السوداني

أخبار البلد ــ دخلت الاشتباكات المسلحة في السودان شهرها الثالث والتي بدأت في 15/4/2023، وقد قدر لها في البداية من كلا طرفي النزاع انتهائها لصالحه في فترة زمنية وجيزة ولكنها طالت وتجاوزت حساباتهم مما جعلها تترك اثارا كارثية على الحياة العامة و الاقتصاد في السودان بشكل خاص.

وقد مر على السودان عشرة انقلابات، والصراع العسكري الحالي هو صراع على السلطة والنفوذ والثروة وتحذير الأمم المتحدة من تحول الصراع الحالي الى حرب أهلية تدمر البلاد والبنية التحتية وتسبب شلل كامل في معظم مفاصل الاقتصاد السوداني وتحذير الرئاسة السودانية من الخشية لانتقال الحرب من ولاية الخرطوم الى ولايات السودان الأخرى وجر السودان للفوضى الشاملة وتضع الاقتصاد أمام كارثة تتمدد الى دول الجوار ، بعد أن كان على وشك توقيع الاتفاق الاطاري بنقل السلطة من المكون العسكري الى القوى المدنية السودانية ، حيث يعوم السودان على بحر من الثروات الطبيعية ويعد ثالث أكبر منتج للذهب في افريقيا وتتجاوز احتياطياته من الذهب 1550 طن ودخلها السنوي من المعدن الأصفر 2 تريليون دولار وتعد دول الخليج من أكبر الأسواق المستوردة للذهب من السودان ، وعانى 30 عاما من العقوبات وكبدته خسائر بنحو 500 مليار دولار.

وفيما يلي أبرز التداعيات للاشتباكات الدائرة رحاها على الاقتصاد السوداني وفق مجريات الأحداث والتقارير الاقتصادية والمنظمات الدولية :-
 
1- توقف الايرادات والتمويل ، حيث تقدر الايرادات التي تخسرها الدولة بمبلغ 35 مليون دولار يوميا ، وقد بلغت الخسائر المحققة في الاقتصاد ثلاثة مليارات دولار حسب اخر اعلان صدر بتاريخ 17/6/2023.

2 - الاستثمارات الخارجية المتوطنة في السودان تواجه مصيرا مجهولا ، وتساؤلات عن واقع هذه الاستثمارات وتوجهات المستثمرين.

3-  انقطاع الكهرباء والمياه وتعطل للمطارات وتوقف حركة التجارة في الموانئ والمعابر في السودان

4- تفاقم المعاناة الانسانية ووضع انساني متدهور وخروج معظم المستشفيات من الخدمة لنفص الامدادات الدوائية والمستلزمات الطبية والعلاجية ونقص الطعام والمياه والكهرباء في العاصمة وانقطاع خدمات الانترنت

وحسب منظمة الصحة العالمية فان الاشتباكات خلفت أكثر من ثلاثة الاف قتيل وستة ألاف مصاب، والتحذيرات من حدوث تلوث بيئي نتيجة الجثث الملقاة في الشوارع والطرقات ، وعدم قدرة المنظمات الانسانية والاغاثية على العمل في ظل استمرار الاشتباكات وعدم توفر الضمانات الأمنية لممارسة مهامها.

وحسب الأمم المتحدة  فان 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف السكان يحتاجون للمساعدات الانسانية و المجاعة تهدد قطاعا واسعا من السودانيين بسبب الحرب وخاصة فئة الحرفيين والعمال الذين انقطع عملهم اليومي وباتوا بدون دخل، والوضع في السودان يتحول الى أزمة اقليمية بوتيرة سريعة ، وأن     2،2 مليون نزحوا منذ بدء النزاع و توزعوا بين أقاربهم والمباني الحكومية والمساجد والقرب من الحدود والعبور الى الدول المجاورة بحثا عن الأمن والأمان والغذاء ، وموسم الأمطار يهدد بكارثة انسانية محتملة على النازحين السودانيين في الحدود مع تشاد وتدفق اللاجئين اليها  ينذر بكارثة ، و المجاعة تهدد قطاعا واسعا من السودانيين بسبب الحرب  وخاصة فئة الحرفيين والعمال الذين انقطع عملهم اليومي وباتوا بدون دخل، ومغادرة حوالي 14 ألف شخص من الرعايا الأجانب المقيمين في السودان  من خلال عمليات اجلاء واسعة  النطاق عائدين الى بلدانهم، وتحتاج الأمم المتحدة الى ثلاثة مليارات دولار للاغاثة الانسانية  وان استمرار الاشتباكات يؤثر على قدرة المنظمات الغذائية على تقديم الدعم، ومفوض الأمم المتحدة لحقوق الانسان يصف  الوضع في السودان بالمفجع  وفبه تضاعف الام مرضى السرطان ، ومنظمة الصحة العالمية بتاريخ 16/6/2023 تناشد المجتمع الدولي توفير 145 مليون دولار لتأمين الرعاية الصحية لضحايا النزاع بالسودان  ، والسفارة الأميركية في الخرطوم تقول أنه صراع طويل الأمد ومعاناة انسانية واسعة النطاق.

6- الاشتباكات تسببت باغلاق المحال التجارية والبنوك والشركات والمصانع وطالها الهجوم والاعنداءات عليها وتعرضها للنهب والسرقة، و طوابير طويلة من السودانيين يصطفون أمام المخابز ومحطات الوقود.

وحالات انفلات أمني تثير الرعب بين سكان الخرطوم والحلول الشعبية للأمن بالخرطوم وسط تصاعد العنف والجريمة ومواطنون  يتسلحون لحماية أنفسهم من السرقات.
   
7- انقطاع دخل المواطنين الذين يعملون بأجر يومي ( عمال المياومة ويشكلون شريحة كبيرة ) ، وعدم قدرة المواطنين من الوصول الى أموالهم في البنوك ، وعدم قدرتهم على استخدام نظم الدفع الألكتروني والتطبيقات الذكية لانقطاع الانترنت، والقطاع المصرفي مرشح لمواجهة شح السيولة والنهب والسرقة وخاصة من فئة عدم المقتدرين على السداد.

8- فقدان القدرة على دفع المرتبات حتى الجيش وقوات الدعم السريع لم تصرف رواتبهم منذ ثلاثة أشهر  ، وتراجع  الصادرات والواردات، وانتشار الغلاء وفقدان السلع الرئيسية.

 9- هذه الحرب ربما تقود الى قيام بنك السودان المركزي بدمج البنوك وانشاء كيانات كبيرة للصمود وسعر صرف الجنيه السوداني تجاوز السعر الرسمي بمستويات قياسية، و اعفاء محافظ البنك المركزي السوداني من منصبه  في ظل الأزمة الاقتصادية وأزمة السيولة وتعيين أحد نوابه محافظا جديدا.

10- عدم قدرة الدولة السودانية على ادارة ثرواتها التعدينية والحيوانية والزراعية بما يدر عليها عوائد، وعدم وجود مشروع قومي لاستغلال واستثمار تلك الثروات.

 200 مليون فدان أراضي صالحة للزراعة .

- يمتلك نحو 130 مليون رأس ماشية .

-  متوسط انتاج السودان من الأسماك يصل الى 42 ألف طن سنويا .

يمتلك 5 ملايين طن من النحاس.

- أكبر منتج للصمغ العربي ويشكل 80% من الانتاج العالمي.

- 75% من حقول النفط تقع في دولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في العام 2011.

11- النزاعات بين القبائل في السودان وعددها 570 قبيلة واحتكار الموارد ، وموجات العنف القبلي أودت بحياة الالاف، وانتشار المخدرات والبطالة وسط الشباب السوداني زادت من حدة الخلافات القبلية ، وفي استطلاع للرأي تم اجراؤه فقد أظهر أن التنوع القبلي يؤثر ايجابيا بنسبة 13% من المستطلعين ويؤثر سلبيا بنسبة 80% من المستطلعين ولا يؤثر بنسبة 7% من المستطلعين.

12- اعلان وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا عن تخصيص مبلغ 245 مليون دولار مساعدات للسودان والدول المجاورة، وفي مؤتمر الأمم المتحدة الذي عقد في جنيف بتاريخ 19/6/2023 لتمويل خطة الدعم الانساني في السودان تم الاعلان عن تعهد المانحين بتقديم 1،5 مليار دولار ، كما تعهدت السعودية بتقديم 100 مليون دولار ودولة قطر 50 مليون دولار.

13-  فقدان القدرة على دفع المرتبات حتى الجيش وقوات الدعم السريع لم تصرف رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، وتراجع  الصادرات والواردات ، وانتشار الغلاء وفقدان السلع الرئيسية.

14- وحسب التقارير الاقتصادية ، فان 17% من السيولة داخل النظام المصرفي قبل الحرب والباقي خارج النظام ، والحكومة ليس لديها موارد مالية ولا القدرة على دعم المواطن.

15- حرق مكتبة جامعة أم درمان الأهلية قد يكون عملية ممنهجة لطمس ذاكرة البلاد بحسب رئيس الجامعة .

16 - تحذيرات دولية من خطر تجدد الحرب العرقية في اقليم دارفور ، والاقليم شهد في عام 2004 واحدة من أسوأ الحروب العرقية في القارة الافريقية وهو بين ذكرى مشؤومة وحافة كارثة جديدة والعنف فيها بمثابة تذكير مشؤوم بالابادة الجماعية وفق الخارجية الأميركية ،  والأمم المتحدة تقول أن دارفور يتجه نحو كارثة انسانية ويجب ألا يسمح العالم بها .