طفرة الاستيطان والخلط المستمر للأوراق

أخبار البلد- "تصريحات نتنياهو التي ادعى فيها توجيه الحكومة للبدء بتطوير حقل (غزة مارين) خلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته الفاشية اليوم الاحد ترافق مع قرار حكومة الاحتلال تسريع "مراحل النمو الاستيطاني" في الضفة الغربية، وتفويض وزير ماليتها بتسلئيل سموتريتش بالتصديق على ذلك دون العودة للحكومة لتبسيط الاجراءات؛ وهو قرارا احتفى به سموتريتش بالقول: "طفرة البناء في الضفة وجميع أنحاء البلاد مستمرة، كما وعدنا تماما".

فتح الباب لاستغلال حقل (غزة مارين) لم ينجح في تغييب الانتهاكات والاجراءات الاستيطانية للاحتلال التي اعلنت مؤخرا عن بناء 4500 وحدة استيطانية جديدة لتسمين المستوطنات بالتزامن مع دعوة وزير البناء والإسكان في حكومة الاحتلال الفاشية رئيس حزب "يهدوت هتوراه"، الحاخام إسحق غولدكنوبف، لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، خلال تواجده في مستوطنة "بيت إيل" شمالي مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية.

الغاز واستثماره حق فلسطيني صرف لا يعد منحة من الاحتلال؛ ولا يحق لحكومته الفاشية اعاقة الاجراءات من خلال الية خلط الاوراق المستمرة للملفات في الاراضي المحتلة وداخل الساحة السياسية الاسرائيلية والاقليمية؛ لتحويلها الى ضغوط تمارس على الفلسطينيين اقليميا وعلى معارضي نتنياهو في الساحة الاسرائيلية ايضا على امل تغييب الحقائق وخلق حالة من الغموض التي تعيق الحركة وتشل الحركة السياسية والمقاومة.

خلط الاوراق ظهر واضحا في جهود تعزيز صلاحيات وزير الامن القومي ايتمار بن غفير من خلال قانون اقترحه النائب عن حزب "عوتسما يهوديت”، تسفيكا فوغل، يخول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أو المفوض العام للشرطة يعقوب شبتاي باعتقال مواطنين (إسرائيليين) وإبقائهم رهن الاحتجاز دون محاكمة سواء من الوسط العربي في اراضي الـ 48 المحتلة او المواطنين المحسوبين على الكيان من المستوطنين المقيمين في اراضي الـ 48.

قانون يزيده تعقيدا التقارير الإسرائيلية، مساء اليوم الأحد، التي افادت بان قائد منطقة الساحل التابعة للشرطة الإسرائيلية، يورام سوفر، المرشح الأوفر حظا لخلافة المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، في ظل دعم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير علما ان المرشح (يوارم) عرف بعنفه وحماسه في قمع التظاهرات المضادة لمشروع حكومة نتنياهو لتقيد سلطة القضاء؛ كما عرف بعنفه الشديد في التعامل مع العرب الفلسطينيين في اراضي الـ48 ودعمه لسياسات بن غفير.
خلط الاوراق بات فن ادمنه نتنياهو وشاركه فيه اعضاء حكومته واحزاب الائتلاف الفاشي الحاكم بربط المشهد السياسي داخل الساحة السياسية للكيان المحتل بالواقع السياسي والامني لدى العرب في الـ48 والضفة الغربية وقطاع غزة والاقليم.

النتيجة التي يبحث عنها نتنياهو وائتلافه الفاشي هو تحييد معارضيه وفرض حالة من الشلل على الفلسطينيين ودول الاقليم تحول دون السماح بمقاومة سياسة الحكومة الفاشية او تعطيلها والرد عليها.

تكتيك نتنياهو بالخلط المستمر للأوراق يتسم بقدر كبير من البراعة والخبث؛ فعمليات خلط الاوراق المتواصلة للإيهام بحراك مستمر تأتي لتعزيز مكانة حكومة نتنياهو والحفاظ على ائتلافه الفاشي والسيطرة على الموارد. في الضفة والقطاع في الان ذاته.

تكتيك رغم براعته سيبقى عاجز عن تغير الواقع المتغير في الضفة الغربية والمندفع نحو المقاومة المسلحة وتوسيعها؛ او واقع المقاومة الصلبة في قطاع غزة وما تملكه من قوى ضاربة يصعب تجاهلها او تجاوزها.

ختاما.. المقاومة في الضفة والقطاع تمثل حقائق بتطورها وتفاعلها مع طفرة الاستيطان القاتلة يتوقع ان ترسم ملامح المرحلة المقبلة التي يعمد نتنياهو التلاعب بها عبر الخلط المستمر للأوراق لإشباع غريزة البقاء المضطربة لديه.