اقرأ.. قبل أن توقع

أخبار البلد- أخطاء شائعة وعديدة وربما حالات وقصص تروى عن التسرع في التوقيع على أوراق وعقود وكفالات والعديد من المذكرات والتفاهمات بين طرفين أو أطراف مشتركة في المنفعة، وتقع بعدها المشاكل والخصومات والتقاضي والكثير من سوء الفهم والاختلاف، والسبب الجوهري لذلك التوقيع دون القراءة والتمهل في مطالعة البنود بعناية وتدبر؛ غالبا ما تكون العجلة للحصول على النقد وإتمام الكفالة وراء ذلك، ولكن لا يوجد سبب مقنع بعد التوقيع وتحمل مسؤولية ذلك سواء القانونية والشخصية.

لا تنتهي المعاملة المالية والكفالة بمجرد التوقيع، ولكن تكتمل بالتنفيذ والالتزام بشروط التعاقد بين الأطراف المعنية والفترة الزمنية المحددة وفق ما يبرم ويحدد ويتم الاتفاق عليه عند تحرير ما يتم الاتفاق عليه.

من الأمثلة على ذلك كفالة قروض التعليم والتي تتطلب الالتزام بشروط الكفالة أثناء وبعد التخرج وفترة الانتظار حتى براءة الالتزام والتي تحتاج هي الأخرى لإجراءات حسب الأصول، وإلا تمت المطالبة والحجز والتنفيذ.

لفترة ليست قصيرة كانت وما تزال فكرة كفالة أي شخص تعتبر مجازفة كبيرة نظرا لعدم تحمل المكفول وفي بعض الحالات مسؤولية التسديد، فيتم الحجز على ما تم رهنه وبالتالي التصرف به من قبل الجهة التي منحت القرض والتسهيل.

النسيان ونظرا لطول فترة الكفالة للقروض على سبيل المثال وعند التعثر بعد فترة معنية، تجعل الكفيل يقع في ورطة حقيقية أمام قرار قضائي وتتعقد المشكلة بين الأطراف المعنية وتكون التسويات ضمن تفاهمات غير عادلة في بعض الحالات.

عقود العمل والإيجار وحتى عقود الزواج والشروط المنصوص عليها لقراءة قبل التوقيع وخصوصا من قبل الشهود والذين يجب تحملهم المسؤولية بالضرورة؛ الشهادة ليست مجرد توقيع، هي إقرار بأهلية وملاءة المدين وقدرته على الالتزام بما تم الاتفاق عليه.

غالبا ما يتم وبسرعة الإشارة للمدين أو الطرف المطلوب توقيعه عند إشارة معينة وعلى نسخ من العقد، وللأسف يتم التوقيع عند الخانة المطلوبة دون الانتباه لتبعيات ذلك، وعلى الرغم من شرح الموظف المعني مضمون ما سوف يوقع عليه المدين.

كاتب العدل يمنع إتمام عملية البيع والكفالة والاتفاقيات الأخرى إلا عندما يسمع وبشكل مستقل من الطرف المعني موافقته على مضمون ما سوف يوقع عليه ويتنازل أو يكفل وبصوت مسموع، وذلك يرسخ التوثيق قدر والتدقيق لجميع الأطراف.

«العقد شريعة المتعاقدين» عبارة مألوفة ولكنها تحتاج إلى تنفيذ حقيقي عند تحرير وصياغة مجموعة من العقود لغايات وأهداف محددة ومنها ضمنها أيضا الكمبيالات والتي يتم توقيعها وعدم الالتزام بتنفيذ ما حرر فيها من شروط ومدد زمنية لاسترجاعها.

بعض العقود ومنها ذات العلاقة بشركات الاتصالات غالبا ما تكون بخط صغير جدا وغير مقروء ومع ذلك يتم تنفيذه بين الطرفين للحاجة إلى الاستفادة من الاستخدام السريع للعرض المقدم دون الانتباه للتفاصيل الفنية المعقدة وشرح موظف العملاء.

توثق سجلات المحاكم العديد من قضايا النزاع والخلاف نتيجة ما نشير إليه من التوقيع قبل القراءة وأخذ الحيطة والحذر من عواقب السرعة لإنهاء الإجراءات المطلوبة وإتمام المعاملة.

القراءة والاستيعاب من المهارات المطلوبة وربما المفقودة اليوم مع الاختصارات واللغة العامية الدراجة والتي لا تركز على مضمون النص، ويلاحظ الضعف العام لدى المتقدين للمقبلة الوظيفية من تدني مستوى الإجابة على أسئلة المقال وعدم القدرة على صياغة جملة مفيدة وبخط واضح ومقروء.

العودة للقراءة من جديد حاجة ملحة، ليس فقط لمهر التوقيع ولكن لإثبات صحة الرسالة والعهد والوعد في الحياة.

fawazyan@hotmail.co.uk