كنوز أردنية مهملة وغير مستغلة... تعرفوا عليها

أخبار البلد - كشف الدكتور محمد الفرجات أستاذ علم الجيولوجيا والمياه والبيئة والاستكشاف الجيوفيزيائي في جامعة الحسين بن طلال معلومات هامة للغاية حول ما تحويه صخور الجبال الشاهقة المحيطة بالعقبة وما لها من فائدة محلية وعالمية على مختلف الصعد.

 

فوائد اقتصادية وسياحية


وقال الفرجات في تصريحات لـ"الغد" بأن الجبال الشاهقة التي يبدأ زوار العقبة برؤيتها قبل الوصول إلى المدينة الساحلية وحولها لها فوائد اقتصادية وسياحية جيدة.

وبدأ حديثه بالكشف عن عمر هذه الجبال مشيرا إلى أنها تعود لـ 600 مليون عام وبالتحديد لفترة ما قبل العصر الكامبري، وهي وفق تصريحاته صخور تسمى بصخور القاعدة أو الركيزة وتتكشف جنوب المملكة جهات العقبة وتعود إلى صخور الدرع العربي.

 

الامتداد للجبال

ولفت إلى أنها تمتد من العقبة إلى جنوب وادي عربة والقويرة ووادي اليتم وتسمى من ناحية جيولوجية "صخور الجرانيت" وهي صخور نارية جوفية حامضية وفق تصنيف الصخور.

ومن صفاتها أنها خشنة الحبات (مرئية البلورات) وتحتوي بلورات معدنية نامية، تحتوي مجموعة من المعادن منها وأبرزها معدن "الفلدسبار" وردي اللون وهو ما يعطيها اللون ما بين الوردي والأحمر، كما وتحتوي معدن الكوارتز وهو ابيض وشفاف مثل الزجاج، اضافة إلى معادن الميكا والذي كمعدن البيوتيت ذات اللون الأسود اللامع.

 

الصخور المخصص للبلاط

وأضاف الفرجات أن هنالك بعض الصناعات تقوم بقص البلاط الجرانيتي المخصص للمطابخ من صخور هذه الجبال، مشيرا إلى أن صخور الجرانيت المتكشفة في تلك المنطقة تعاني من شدة التكسر ووجود الفواصل الناتجة عن العمليات التكتونية مما يقلل من جودتها الاقتصادية.

ولفت إلى أن ما يميز جبال العقبة وجود قواطع نارية قطعت هذه الصخور بشكل افقي أو عامودي وهي تتراوح ما بين صخور قاعدية "داكنة" وحامضية ذات لون "وردي وأحمر".

 

الفتات الجرانيتي الهام

وكشف عن أنه عبر الزمن تفتت أجزاء من هذه الصخور نتيجة عمليات الحت والتعرية حيث أدى ذلك لتشكل ما يسمى "الفتات الجرانيتي" من مختلف الأحجام كرواسب تسير مع السيول والفيضانات وتمتلئ بها بطون الأودية المحيطة بالمنطقة.

ولفت إلى أن من أهم الأودية التي تتجمع بها هذه الرواسب هو وادي اليتم وجنوب وادي عربة حيث تكون بكميات وسماكات كبيرة.

وقال إن هذه الرواسب يمكن أن تستخدم في مليء الخلطات الاسفلتية ذات المواصفات العالية حيث ثبت من الناحية الهندسية على أنها أقسى وأكثر ديمومة من الخلطات الاسفلتية المملوءة بفتات الصخور ذات الأصل الجيري .

 

خلطات اسفلتية ذات مواصفات عالية

ودلل على ذلك بأن الطرق التي تم استعمال هذه الخلطات الاسفلتية في تعبيدها كمناطق القويرة والعقبة صمدت أكثر نسبيا من أي منطقة أخرى .

 

فوائد هامة للغاية

كما لفت إلى وجود فوائد اقتصادية مهمة لهذه الرواسب الواقعة شمال وشرق العقبة وفي جنوب وادي عربة، منها استخراج احجام صغيرة لهذا الفتات واستخدامه في صناعة الدهانات (حجوم طينية) وخلطات الباطون الجاهز المخصص للبناء (حجوم الرمل والحصى).

ولفت إلى أنه من الممكن ايضا أن يتم البحث عن أسواق عالمية لتسويق هذه المواد المتكونة من الفتات الجرانيتي كونها موجودة بكميات هائلة في الأودية المحيطة بجبال القرانيت.

كما ولفت إلى أن هذا الفتات الجرانيتي يتجمع في الأودية والمناطق المحيطة وسفوح الجبال ومخارج الأودية مشكلا ما يسمى "المراوح الفيضية" وغالبا ما تشكل خزانات للمياه الجوفية المحلية ذات الملوحة المناسبة للشرب .

ودلل على ذلك بأن سكان مدينة العقبة كانوا في ستينيات القرن الماضي يعتمدون على مياه خزان وادي اليتم الجوفي لغايات الشرب وذلك قبل إستغلال مياه حوض الديسة.

 

قرية "تتن"

وعلى الصعيد السياحي فقد كشف الفرجات أن الجبال المحيطة بالعقبة لها قيمة سياحية ممتازة حيث تحوي مسارات سياحية بيئية جافة محاطة بجبال الجرانيت ذات الطبيعة الخلابة والتي تعكس طاقة فيزيائية ايجابية ناتجة عن وفرة الحقول الكهرومغناطيسية لتنوع العناصر الكيميائية التي تتكون منها معادن هذه الصخور مما يجعلها محط جذب سياحي على مستوى العالم.

كما وكشف الفرجات عن وجود قرية غير معروفة لدى الكثيرين تسمى قرية "تتن" تقع شرق مدينة العقبة بحوالي 15 كم وفيها بقايا لقرية أثرية يعلوها في المنطقة الجبلية القريبة آبار جوفية ضحلة ما زالت منتجة بكميات قليلة من المياه إلى يومنا هذا .

 

أثر ومعلم تاريخي

ورجح الفرجات بأن تكون هذه القرية هي مدينة الحجاج الأقدم في العالم لوقوعها على مسار الحج القديم قائلا إنها بحاجة لمزيد من الدراسات والمسوحات حتى يتم اثبات هذه المعلومة أو عكسها .

كما قدم الفرجات مقترحا لعمل مسارات سياحية تبدأ من جبال العقبة وصولا إلى قرية تتن الأثرية لتصبح بذلك منطقة جذب سياحي عالمية .

 

مسارات سياحية

كما وكشف عن مقترح لمسارات سياحية حول العقبة تضمنت "مسار الذهب والقرانيت شمال العقبة" و "مسار التنوع الحيوي للبيئات الجافة شرق العقبة" و "مسار التعايش مع الشح المائي قرية تتن" و "مسار التراث والإنسان وأقدم قرية حجاج شرق العقبة" و "مسار الطبيعة وبحيرة الرمال الحمراء المسحورة".