اتساع الشرخ العسكري والسياسي بين موسكو وكييف بعد تفجير سد كاخوفكا
أخبار البلد - تسبب تفجير سد نوفا كاخوفكا بزيادة الشرخ العسكري والسياسي بين كييف وموسكو حيث تبادل الطرفان مسؤولية التفجير، في الوقت الذي اتهمت فيه موسكو كييف باستخدام أسلحة قذرة.
وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن تفجير سد نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون جنوبي البلاد. وفي حين أعلنت كييف إحراز "نجاحات" قرب باخموت إلى الشمال الشرقي، حذرت روسيا من استخدام أوكرانيا "قنابل قذرة".
واتهم الجيش الأوكراني القوات الروسية بتفجير السد، في حين رد الروس -الذين يسيطرون على أجزاء من خيرسون- باتهام أوكرانيا بتفجيره باستخدام راجمات صواريخ.
بدوره قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية "فجرت محطة كاخوفكا الكهرومائية من داخلها خلال الليل".
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن نحو 80 منطقة سكنية يقطنها أكثر من22 ألف نسمة أصبحت مهددة بالفيضانات، وإن العمل جار لإجلاء السكان عبر قطارات إلى منطقة ميكولايف.
من جانبها، قالت هيئة الطاقة الأوكرانية إن محطة نوفا كاخوفكا دُمرت بالكامل، ولا تمكن إعادة بنائها أو إصلاحها، وأضافت أن منسوب المياه في خزان السد يتناقص بسرعة، مما يمثل تهديدا إضافيا لمحطة زاباروجيا النووية.
في المقابل، قال الكرملين إن "أوكرانيا هي التي دمرت سد نوفا كاخوفكا لحرمان شبه جزيرة القرم من المياه"، مضيفا "نرفض بشدة اتهامات أوكرانيا لروسيا بالمسؤولية عن تدمير السد".
أشار الجانب الروسي إلى أن الجزء العلوي من محطة الطاقة الكهرومائية في سد كاخوفكا تم تدميره نتيجة القصف، لكن خزان السد لم يُدمر.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن السلطات الموالية لروسيا في خيرسون أنه تم البدء في عمليات إجلاء للسكان من مناطق عدة في نوفا كاخوفكا بعد تفجير السد.
وقال محافظ مدينة نوفا كاخوفكا الموالي لروسيا إن انهيار السد يتواصل، وإن تدفق المياه خرج عن السيطرة بعد ارتفاع منسوبها إلى 10 أمتار.
في السياق، أعلنت السلطات الروسية حالة الطوارئ في مدينة نوفا كاخوفكا. وقال عمدة المدينة فلاديمير ليونتيف والمعين من قبل موسكو، إن "المياه غمرت المدينة".
وأضاف ليونتيف أن المياه غمرت محطة الطاقة أيضا. وأفاد بتضرر 600 منزل في ثلاث مناطق بسبب الفيضانات العارمة، على الجانب الذي تسيطر عليه روسيا من نهر دنيبرو.
وفي ردود الفعل الأوكرانية، اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أن تفجير سد كاخوفكا يهدف إلى إبطاء الهجوم الأوكراني المضاد. كذلك يعقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعا طارئا لقيادة الأركان لبحث تداعيات تفجير سد نوفا كاخوفكا.
ورأى زيلينسكي أن تدمير سد نوفا كاخوفكا يؤكد للعالم أنه يجب طرد من سمّاهم الإرهابيين الروس من كل زاوية من الأرض الأوكرانية، وأضاف أن الإرهابيين لن يتمكنوا من إيقاف تزويد أوكرانيا بالمياه أو بالصواريخ أو أي شيء آخر.
وحذرت الرئاسة الأوكرانية من أن تدمير روسيا سد كاخوفكا سيؤثر سلبا على الأمن الغذائي العالمي"،
بدوره، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن تفجير القوات الروسية سد كاخوفكا عمل إرهابي يهدد بإغراق ما يصل إلى 80 بلدة أوكرانية، وإنه يجري تقييم العواقب على البيئة والتهديد المحتمل على محطة زاباروجيا للطاقة النووية.
أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، فاعتبر أن تدمير روسيا السد قد يؤدي إلى أكبر كارثة تكنولوجية في أوروبا منذ عقود ويعرض آلاف المدنيين للخطر.
ودعت الخارجية الأوكرانية "لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الهجوم الإرهابي الروسي على سد نوفا كاخوفكا".
في غضون ذلك، أعلنت أوكرانيا تحقيق مكاسب قرب مدينة باخموت (شرقي البلاد) التي شهدت معارك دامية طيلة شهور.
وما زال قطاع باخموت -وفق كييف- "محور العمليات القتالية"، بعد أن كان مسرحا لأطول معركة في هذه الحرب وأكثرها دموية، وقالت موسكو إنها سيطرت عليه أواخر الشهر الماضي.
وأشاد زيلينسكي أمس الاثنين بمكاسب ميدانية حققتها قواته قرب هذه المدينة الإستراتيجية، وسخر مما سماه ردّ الفعل "الهستيري" لموسكو التي أعلنت صدّ هجمات واسعة النطاق.
وكان مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك قال -في تغريدة "ساخرة"- إن روسيا "منشغلة بالفعل بشكل نشط في صدّ هجوم شامل لم يحدث بعد".