يا أبيض يا أسود ... لكن ؟

وفق ما أصدرته دائرة الإحصاءات العامة عن عدد السكان الكلي في الأردن تبين أن العدد 6 مليون وسبعمئة ألف مواطن .. وليس هذا الشأن في مقالي فأنا لا أهتم بالحساب لأنني أكره الرياضيات ولم أشعر ذات يوم بأنه المادة المحببة إلي لأن ليس لدي شيء أحتسبه لا بداية الشهر ولا نهايته ومع ذلك نحن مضطرون لا ستخدام الحساب والعد ولأول مرة أشعر بخطورة العدد الذي سأقوم بطرحه حيث هذه العملية أصبحت ملحة لطرحها فاليوم والبارحة وأمس وقبله مشغولين بقضية الشارع الأردني التي تغفل عنها الحكومة وتعمه في سباتها العميق الكل ينظر إلى قرعة غيره ولا ينظر إلى قرعته .... وخاصة ما هي إلا أشهر قليلة وتتم الانتخابات
ومن هنا لا يهم الحابل أو النابل أو إن كان بعيرنا نائم وبعير غيرنا قائم ..... العملية الحسابية والمعادلة السكانية التي تقول بأن عدد طلاب المدارس مليون وسبعمئة ألف طالب ... والمعلمون يفوقون المئة ألف .... والمحصلة بأن أكثر من مليوني مواطن غير الموظفين الذين لهم أطراف في العملية من اداريين ومراسلين وآذنه ... ؟إلخ هؤلاء يبيتون الآن في كمن يتخبط عشواء ولا نعرف إلى متى سيبقى حالهم معلقا على هذا الحال ؟ إلى متى ننتظر قرار حكومي يبتر الحال ويحل الأمر الذي بدائله المقترح تطبيقها سيكون محالا ؟؟؟
لماذا تشويه صورة التعليم بالأردن على هذه الشاكلة ألسنا من أكثر دول العالم فيها متعلمون ؟ ألسنا من أقل دول العالم أميه ؟؟ ألسنا من أكثر الشعوب ثقافة ؟؟
ومع كل ما تقدم من دراسات فبت على يقين بأننا نناقض ما كانت عليه الدراسات فالشعب المثقف يسير بخطى واعية راسخة ضمن منهجية راقية لتعكس الصورة الحقيقية للثقافة التي نعتنا بها ...أما الآن فيا للأسف صرنا كما يقول المثل صرنا بين الحانا والمانا وبين تخبط الحكومة ضاعت الحانا ...
من المسؤول؟؟ لا أجنح المعلم ولا الطالب الذي لا حول له ولا قوة ؟
ومن متى يخاطب رئيس وزراء المعلمون على ما كان عليه أمس لم يكن متوقع منه أن يخاطبهم ببرودة أعصاب في حين هم على أعصاب من جمر بانتظار الخيط الأبيض من رئيس الوزراء وهذا مما لا يليق بأن تستهان مسامع الآخرين .. رئيس حكومة الأصل أن يتخذ إجراءا صارما ومنصفا وحكيما وعادلا خاصة وأنه قاضي قبل أن يكون رئيسا ليس من منطق القول أن تختصر القول عليهم بقولك بصدد مطالبهم حيث أوجزت وقلت :
( لا حل لأن الميزانية ستختل ))
أنا متأسفة دولة الرئيس من أنني جلست أمام شاشة التلفاز لأسمع كلام يصدر من قاضي قبل أن يكون رئيسا ....
أنا نادمة وعبت عليك ما سمعته ... من لا حل
أنا ليس لي ناقة ولا جمل . ظننت بأنك ستظهر اللون الأبيض من الأسود وتفصل القول لا أن تدع الأمور معلقة وتقول أن لدينا خطة وبدائل أي بدائل ستحل مشكلة ثلث السكان ولم تقم بعرضها وتركتها لاجتهادات المحللين ...
لا أرى أنك فصلت القول ... وأخيرا أقول لنفسي أنا أسفة لأنني لم أسمع منك ما تمنيت سماعه فكان الأولى أن تفصل وتقطع القول بالقول لا أن تبقي الأمور معلقة وأن تدعنا بأفواه العالم كاللبانة .... لا يمكن أن تخفى عند المضغ ولا بد من أن تظهر لها علامة

كان الله مع طلبتنا المساكين الذين أصبحوا ضالين طريقهم يثيرون التساؤلات :ماما بكرى دوام ؟
وللأسف ما من إجابة ...
أولادنا أصبحوا مشردين يضعون الحقائب على قارعة الطريق ينظرون ماذا سيحل بهم غد أو بعض غد ... وأما المعلمون وإن كان لكم حق يستحق فلا بد من التحكيم عند قاضي أكبر من الحكومة ليقضي بحالكم وحال أولادنا أتعرفون من هو هذا القاضي .... الضمير ....
علما بأننا نعي ما تعانونه ولا تنسوا بأنكم ورثة الأنبياء نتمنى على الحكومة النائمة أن تستيقظ من سباتها العميق ....
raniaabokriek@yahoo.com