ما يحدث في بلدنا عيب ومهزله
المتابع لما يحدث لدينا هنا في الاردن من اعتصامات واضرابات لكل من هب ودب وخاصة من موظفي القطاع الحكومي هو عيب ومهزله بكل المقاييس مع احترامنا الشديد لهؤلاء ومطالبهم العادله فاضراب المعلمين قد دخل اسبوعه الثاني وطلابنا يفترشون الطرقات والشوارع لان المعلمين يرفضون اعطاء الحصص المعتاده بحجة مطالبتهم ببعض العلاوات ومع اننا مع تحسين وضع المعلم ورفع مستوى معيشته ولكن ذلك لا يتم بالاضراب وتعطيل اهم مرافق الدوله الاردنية وتشريد طلابنا الى الشوارع وخلق ازمة في البلد نحن بغنى عنها مع علم هؤلاء ان الوضع العام حساس جدا وعلى مفترق طرق وان الموازنه العامه تئن تحت وطأة العجز وعلى راي المثل القائل (اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع ) واعتقد جازما ان الحكومه لا يمكن ان تبخل على اهم موظفي الدوله بعلاوات او زيادات ولكن كما يقولون اليد قصيره والعين بصيره وهم يعرفون انه لا يمكن تحقيق كامل المطالب دفعة واحده وكان الاجدى بتلك الفئة ان تجلس للحوار مع الحكومه للوصول الى حل وسط يرضي جميع الاطراف ولا يعطل الحياه العامه فلا يجوز للمعلمين وهم بناة جيل المستقبل من ابنائنا والفئه المحترمه في المجتمع ان تبقى في وضع عناد وركوب الرأس ضد اي حل مرضي مع الحكومه لانه وببساطه لا يجوز للمعلم ان يضرب خلال ساعات الدوام الرسمي فهذا الوقت من حق الطالب وليس المعلم ويستطيع المعلمون الاضراب بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي .
صوره اخرى من المهازل التي بتنا نراها في هذا الوطن المسكين هو قيام موظفي جامعة مؤته باغلاق الابواب ومنع دخول الهيئه التدريسية وذلك لمطالبة الحكومه ببعض العلاوات فكيف بالله عليكم تغلق ابواب جامعه وهل شاهدنا مثل هذه الصوره البشعه باي دولة في العالم وكأن الجامعه هي ملك خاص لتلك الفئة التي اصبحت تملك قرار فتح او اغلاق ابواب الجامعه وصوره اخرى شهدناها في احدى المحافظات الجنوبية عندما تم منع رئيس الجامعه من دخول حرم الجامعه واقامة اعتصام امتد لاكثر من اسبوع بحجة ان رئيس الجامعه غير مرغوب فيه ،ثم مشهد اخر لموظفي الاحصاءات العامه مضربون عن العمل وقيلهم موظفي الضمان الاجتماعي والاغرب من كل ذلك اعتصام موظفي ديوان الخدمه المدنية مطالبين باقالة رئيس الديوان .
صور ومشاهد مخزية ومهازل اصبحنا نراها كل يوم في مجتمعنا لم نعتد عليها ولكن يبدو ان تأثير الربيع العربي قد غيرنا ولكن بشكل سلبي وليس ايجابي او يبدو اننا نفهم الحرية بالمعنى المقلوب وليس المعنى السامي والمحترم للحرية .
المطلوب من الجميع موظفين ومواطنين ان نكون عند مستوى المسؤولية الوطنية النابعه من ولائنا وانتمائنا لهذا البلد المعطاء فحب الاردن ليس بقدر ما يعطينا بل بقدر ما نعطيه والاردن ليس بالبقره الحلوب التي نبقى نعتني بها ونطعمها ما دامت تزودنا بالحليب وبعد جفاف الضرع نبيعها بارخص الاثمان الى احد الجزارين لتصبح بعد حين على موائد الجائعين .