الله يبشرك بالخير معالي الوزير!

أخبار البلد-

 
يبشرنا نائب رئيس الوزراء معالي وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان بأنه الأردنيين أخيرا تخلصوا من "ثقافة العيب".

أما الدليل فهو أن أكبر واسطة تصله هي لتعيين شباب كعمال وطن (عمال نظافة في مرحلة قبل التخلص من ثقافة العيب)!!

معاليه يعلق على ذلك بالقول: "ثقافة العيب انتهت والجميع يريد أن يعمل"!!

ويؤكد مرة أخرى، لقد تم تثبيت 2550 عامل وطن خلال الفترة السابقة (لم يحددها).


لكن السؤال هو كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؛ انتهاء ثقافة العيب؟

فهل وصلنا إليها عبر البرامج التثقيفية والتوعوية والمناهج الدراسية ووسائل الإعلام، وعبر نشر ثقافة العمل الحر، ونشر الثقافة الدينية الإسلامية التي تعلي من شأن العمل "اليد العليا خير من اليد الدنيا"؟ وهو ما حدث بالفعل فقد ركزت برامج رسمية عديدة على قيمة العمل.

أم وصلنا إليها عبر الحاجة والاضطرار على طريقة "فمن اضطر غير باغ ولا عاد"؟!

للأسف فإن الطريقة الأولى على ما يبدو لم تنجح، لكن الثانية نجحت. ولكن ما الفرق؟ الفرق أن الآلاف التي تحدث عنها معالي الوزير ربما غالبيتهم انتهوا من ثقافة العيب على "كشوف الرواتب فقط"! أما على أرض الواقع فربما ما زالت ثقافة العيب متغلغلة، والدليل هو مستوى النظافة في بلدياتنا.

"الشغل مش عيب" صحيح، لكن اضطرار الشباب للعمل "عمال وطن" يعني أن الحكومة فشلت فشلا ذريعا في إيجاد تنمية قادرة على استيعاب قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية.

أخيرا، فليس من البساطة الحكم أن ثقافة العيب انتهت بمجرد اضطرار الشباب للعمل عمال وطن، بل المسألة لها شروط أهمها أن يكون الشاب مقتنعا بعمله ولا يخجل من أن يعلن أنه عمال وطن، وكذلك أن يتقبل المجتمع هذا العمل، وإذا تقدم لخطبة فتاة أن لا يعير بأنه مجرد عامل وطن!!