مصر: عصيان مدني في ذكرى تنحي مبارك

في الذكرى الأولى لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك تحت ضغط ثورة شعبية، نظم ناشطون مؤيدون للديمقراطية أمس يوم عصيان مدني في مصر وسط مطالب برحيل المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ ذلك الحين.
وتأتي هذه الدعوة الى الاضراب في الجامعات واماكن العمل للضغط على المجلس العسكري للتخلي عن الحكم وتسليمه على الفور الى سلطة مدنية على الرغم من وعوده بتحقيق ذلك فور اجراء الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها قبل نهاية حزيران(يونيو) المقبل.
وفي بيان مشترك دعت هذه الحركات المصريين الى "دعم الاضراب من اجل التخلص من الحكم الظالم وبناء دولة تسود فيها الحرية والعدالة والكرامة".
وبدأ طلاب الجامعات اضرابهم في الساعة العاشرة صباحا بينما يتوقع ان يتوجه المحتجون الى ميدان التحرير مركز الاحتجاجات خلال الثورة التي انتهت اخيرا بالاطاحة بمبارك في 11 شباط(فبراير) من العام الماضي.
وتنظم هذه الاضرابات ليوم واحد مع احتمال تمديدها بحسب احد مؤسسي هذه الحركات العلمانية الداعية الى الاضراب.
وقال محمد وجدي طالب كلية التجارة في جامعة عين شمس التي بدت خالية تماما من الطلاب، انهم جميعا "مضربون بسبب سوء احوال البلد".
واضاف الشاب (22 عاما) "لا يوجد فرق بين المجلس وحسني مبارك. نريد ان يذهب المجلس الآن وان تجرى انتخابات رئاسية".
وفي جامعة القاهرة تجمع قرابة مائة طالب أمام القاعة الرئيسية وهم يرددون هتافات منها "ليسقط المجلس العسكري" و "الطلاب والعمال ضد الاضطهاد والاستغلال".
وبالرغم من ان الاستجابة لهذه الدعوات بالاضراب والعصيان المدني متواضعة في ظل تباين القوى السياسية في مصر تجاهها، الا ان المنظمين يخططون لاجراء خطوات تصعيدية لاحقا.
وتقف جماعة الاخوان المسلمين التي حصلت على أعلى نسبة اصوات في الانتخابات البرلمانية، ضد دعوة هؤلاء الناشطين الذين يطالبون بنقل الحكم فورا الى سلطة مدنية.
وقال التلفزيون الحكومي المصري ان عمال النقل لن يشاركوا في الاضرابات فيما أكدت صحيفة الاهرام التابعة للحكومة على صفحتها الأولى ان "الشعب يرفض العصيان المدني".
وقال احد اصحاب المصانع "لم نشهد أي آثار للاضراب لاننا خططنا لخفض الانتاج اليوم بسبب قلة النشاط".
وفي العباسية تظاهر عشرات المؤيدين لبقاء الجيش. وقال احدهم "انا مع الجيش" وذلك قبل ان يقاطعه اخر "لا تتحدث اليهم، سوف يسخرون منا".
وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان الجيش سيقوم بنشر قواته الامنية في انحاء البلاد بعد الدعوات لتنفيد "عصيان مدني".
وعشية يوم العصيان المدني، أكد الجيش المصري انه "لن يخضع لتهديدات"، محذرا من "مؤامرات" تستهدف "بث الفتنة بين ابناء الشعب" المصري.
وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى ادارة البلاد منذ سقوط مبارك، في بيان ان "مصرنا الغالية تتعرض لمخططات تستهدف ضرب ثورتنا في الصميم عن طريق بث الفتنة بين ابناء الشعب والفرقة والوقيعة بينهم وبين قواتهم المسلحة".
واضاف المجلس الذي يواجه انتقادات شديدة لطريقة ادارته للمرحلة الانتقالية "اننا في مواجهة مؤامرات تحاك ضد الوطن هدفها تقويض مؤسسات الدولة المصرية وغايتها اسقاط الدولة نفسها لتسود الفوضى ويعم الخراب".
لكن المجلس أكد في رسالته هذه "الى الأمة" انه "لن نخضع ابدا لتهديدات ولن نرضخ لضغوط ولن نقبل املاءات (...) وسنظل امناء على المسؤولية التي حملنا بها الشعب حتى نسلم الأمانة في نهاية المرحلة الانتخابية".
وتظاهر آلاف المصريين أمام مقر وزارة الدفاع المصرية في القاهرة الجمعة الماضي مطالبين برحيل المجلس العسكري عشية يوم "العصيان المدني" وهم يرددون هتافات معادية مثل "الشعب يريد اعدام المشير" حسين طنطاوي القائد الاعلى للقوات المسلحة او "يسقط يسقط حكم العسكر". ومنذ اشهر يواجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم منذ سقوط حسني مبارك تصعيدا في حركة الاحتجاج ضده التي تتهمه بانه استمرار للنظام السابق وتطالب بتخليه فورا عن السلطة.
ووقعت مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن خلال الاسبوع الماضي في شارع قريب من ميدان التحرير وأمام مقر وزارة الداخلية في اعقاب اعمال العنف الدامية التي اندلعت اثر مباراة كرة القدم في استاد مدينة بورسعيد الاربعاء الماضي واسفرت عن سقوط 74 قتيلا معظمهم من التراس او مشجعي النادي الاهلي.
وتشهد مصر تدهورا في الاوضاع الأمنية منذ سقوط الرئيس السابق قبل عام حيث تواجه الشرطة اتهامات بالتقصير في اداء عملها.