إسدال الستار على أكبر وأعقد قضية احتيال مصرفي في بريطانيا
أخبار البلد-
أصدرت محكمة بريطانية حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً وأربعة أشهر على العقل المدبر لموقع الويب الذي ساعد المجرمين على الاحتيال على الضحايا على مستوى العالم بقيمة تتجاوز 100 مليون جنيه إسترليني، بعد أوسع تحقيق في الاحتيال على الإطلاق بواسطة شرطة لندن.
وأسس تيجاي فليتشر، 35 عاماً، وأدار عملية احتيال مصرفي معقدة تسمى iSpoof، تم إسقاطها العام الماضي في أكبر عملية احتيال في المملكة المتحدة، حيث مكّن الموقع المجرمين من الظهور وكأنهم يتصلون من البنوك ومكاتب الضرائب لخداع الضحايا.
وكجزء من عملية الاحتيال، تمكن المحتالون الذين يستخدمون iSpoof من إخفاء المكالمات الهاتفية بحيث يبدو أنها من مؤسسة موثوق بها، ثم متنكرين كموظفين في تلك الشركات أو الهيئات، يقومون بالاتصال بالناس بشكل عشوائي وتحذيرهم من أي نشاط مشبوه على حساباتهم. وتم تشجيع الضحايا على الكشف عن المعلومات الأمنية، ومن خلال التكنولوجيا، ربما تمكن المجرمون من الوصول إلى ميزات مثل رموز المرور لمرة واحدة لتصفية حسابات الأشخاص المالية.
وتظاهر المحتالون بأنهم موظفون من البنوك بما في ذلك باركليز، سانتاندير، إتش إس بي سي، لويدز، هاليفاكس، فيرست دايركت، ناتويست، نيشن وايد وتي إس بي.
وأقر فليتشر، من ويسترن جيتواي في شرق لندن، بالذنب في أربع تهم تتعلق بالاحتيال الشهر الماضي.
وقالت القاضية سالي كاهيل ك. سي إنها كانت «تجربة مروعة» لجميع الضحايا.
وأردفت: 100 مليون جنيه استرليني من الخسائر العالمية كان تقديراً متحفظاً ويمكن أن يكون الرقم أكبر.
ضحايا
وفي المملكة المتحدة وحدها، ضاع 43 مليون جنيه إسترليني وخسرت إحدى الضحايا 3 ملايين جنيه إسترليني. كان المتوسط المفقود من بين 4785 شخصاً أفادوا بأنهم مستهدفون بالاحتيال العملي هو 10000 جنيه إسترليني.
وحقق موقع iSpoof نفسه حوالي 3.2 ملايين جنيه إسترليني من عملة البيتكوين المشفرة، وانتهى الأمر بـ «حصة الأسود» مع فليتشر، وفقاً للمدعي العام جون أوجاكوفوه.
وتأتي القضية في الوقت الذي حددت فيه المملكة المتحدة هذا الشهر استراتيجية احتيال وطنية لتقليل معدلات الجريمة المتصاعدة عبر الإنترنت بحلول عام 2025، بما في ذلك المكالمات غير المرئية و«انتحال الأرقام»، عندما يغير المحتالون هوية المتصل لإخفاء هويتهم.
ويمثل الاحتيال 40 % من جميع الجرائم في إنجلترا وويلز العام الماضي، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني.
وأقر Fletcher of Western Gateway في لندن بالذنب في أربع تهم جنائية بما في ذلك واحدة من صنع أو توفير مواد لاستخدامها في الاحتيال.
أدوات
وأخبر المدعي العام جون أوجاكوفوه أن فليتشر كان مؤسس ومدير موقع ispoof.cc، الذي تم حذفه، والذي قدم للمجرمين أدوات رقمية تمكنهم من الظهور كموظفين في البنك للاحتيال على ضحاياهم.
واستمعت المحكمة إلى أن المحتالين سيخفون هوية المتصل الخاصة بهم لجعلها تبدو كما لو كانوا يتصلون من شركة أو مقرض حقيقي مثل باركليز وإتش إس بي سي ولويدز. كان موقع الويب يضم 44459 مشتركاً ويتقاضى اشتراكاً شهرياً يتم دفعه بعملة البيتكوين.
وتلقى فليتشر شخصياً عملة بيتكوين بقيمة مليوني جنيه إسترليني من عملية الاحتيال، وعندما تم القبض عليه، تم العثور على سيارة لامبورغيني، وسيارتي رينج روفرز وساعة رولكس بقيمة إجمالية قدرها 360 ألف جنيه إسترليني.
700 يوم
وشمل «التحقيق الشامل والمعقد» أكثر من 700 يوم من وقت الشرطة في ما وصفته شرطة العاصمة في لندن بأنه أكبر تحقيق احتيالي على الإطلاق.
واستخدم المجرمون أدوات الويب للاتصال بالعملاء المطمئنين والحصول على معلومات تسمح لهم بإفراغ آلاف الحسابات المصرفية، كما قيل للمحكمة.
وقال أوجاكوفوه: «تجاوز إجمالي الخسائر التي تكبدها الضحايا 43 مليون جنيه إسترليني، وبلغت الخسائر المقدرة عالمياً ما لا يقل عن 100 مليون جنيه إسترليني»، مضيفاً أن رسوم الاشتراك التي دفعها المستخدمون بلغت 3 ملايين إسترليني.
واستمعت المحكمة إلى تفاصيل توضح أن إجراء فليتشر قد مكّن «الاحتيال على نطاق صناعي» في الفترة بين نوفمبر 2020 ونوفمبر 2022 التي تغطيها التهم.
كما استمعت المحكمة إلى فليتشر، الذي صدر بحقه 18 حكماً سابقاً، وعبر عن ندمه على أفعاله وقال إنه تلقى «نشأة مؤسفة» في دور رعاية، فضلاً عن مشاكل صحية. كما أمضى بعض الوقت في العمل في المجتمع بما في ذلك مبادرات مكافحة التنمر في المدارس.
وقالت كيت أندرسون، نائبة رئيس النيابة العامة في دائرة الادعاء الملكية: «اشترى المجرمون من خلال الموقع الخدمات التي قدمها فليتشر لارتكاب عمليات احتيال على نطاق صناعي، مما أدى إلى خسائر إجمالية تزيد على 43 مليون جنيه إسترليني للضحايا في المملكة المتحدة وحدها».