البهلوانيون أحرار والذهبيون يحاكمون
اخبار البلد_ يمكن إختزال مشهد الفساد في الاردن بشخصيتين تمثلان طريقتين مختلفتين بالأسلوب والهدف ، الشخصية الاولى وهو الشيخ باسم ابراهيم حسين عوض الله البهلوان شيخ الطريقة البهلوانية في الفساد والأفساد ، وأما الشخصية الثانية فهي الشيخ محمد عبداللطيف الذهبي شيخ الطريقة الذهبية .
فالبهلوانية طريقة تختار أتباعها البهلوانيين وفقاً لمواصفات خاصة تصب في النهاية في مصلحة الهدف الذي يسعى لتحقيقه شيخهم باسم البهلوان ، وتلك الطريقة تقوم على مبادئ مشبوهة وهي أن الوطن والمواطن والمبادئ والاخلاق وفلسطين بل وقضايا الامة الاسلامية كلها لا تعني سوى أرقام في المصارف ودولارات في جيوبهم ، ومن مبادئها ايضاً الغاية تبرر الوسيلة مما يجعل رموزها لا يمانعون بل يتفاخرون بالتعامل مع العدو الصهيوني ، ومن مبادئها ايضاً عش في الاردن جسداً وإنهب ثرواتة ولكن قلبك يجب أن يكون في واشنطن .
تمتاز هذة الطريقة بنفوذ أتباعها وتحكمهم بقائد السفينه ، وبسيطرتهم على مفاصل الدولة وخاصة الأقتصادية منها ، ويسعى أتباع هذه الطريقة الى تحقيق فكرة ( الوطن البديل ) وإلغاء حق العودة من خلال دعم حالات التجنيس ، والدعوة لعدم سحب الارقام الوطنية والضغط على الحكومة الاردنية بمقولة " أصحاب الحقوق المنقوصة " لتعيين فلسطنيين يحملون الجنسية الاردنية في مراكز أمنية وعسكرية حساسة في الدولة وأخرها تعين مروان عوض فلسطيني يحمل الجنسية الاردنية رئيساً لمجلس إمناء جامعة مؤتة التي تحوي شقاً عسكرياً ، وهو ما حدث من تعين لقائد الجيش الحالي مشعل الزبن ومدير الدفاع المدني السابق الحمادنه ، وكذلك سعى شيخ هذه الطريقة الى إستقطاب شخوص إردنية تمتاز بضعف الشخصية وقلة المهارة والمناورة مثل صلاح البشير وأمين خليفات وغيرهم للتغطية على الاقليمية المقيتتة التي تمتاز بها هذه الطريقة ، وأتباع هذه الطريقة لا يؤمنون بالأردن اولاً بل فتح أولاً الدولار أولاً ، وقد عرّت وثائق ويكليكس رموز هذه الطريقة باسم البهلوان وطاهر المصري بالشكل الذي ينطبق مع وصفنا لأهداف هذه الطريقة ومبادئها .
أتباع هذه الطريقة في إزدياد لشعورهم بقوة ونفوذ شيخهم البهلوان الذي دمر الاردن وحطم إقتصاده وخلخل بنيان الدولة الاردنية ، وسعى لتحطيم سمعة ونفوذ جهاز المخابرات العامة - وبالتالي تحتطيم رمز الاردنيين وفخرهم المتمثل في هذا الجهاز - ، وأغرقنا بالمديونية وباع مؤسساتنا وسرق ثرواتنا وزرع الفتنة بين شعبنا ، وتآمر على قضية الامة - فلسطين - وبالرغم من كل ذلك يُسمح له بمغادرة الأردن ، لماذا باسم وليس غيرة يغادر الاردن ويأخذ كل الوقت الكافي من أجل تصفية ممتلكاته وأعماله في الاردن ؟ حتى وإن أزرنا الله عز وجل بتوفيقه وحوسب وحوكم البهلوان لا نجد من أمواله المنقولة وغير المنقولة لنتحفظ عليها غير" جوزين جربات " تركهما على حبل غسيله القذر . الاردنييون يقولون ما كان ليكون للبهلوان من هذا النفوذ لولا أن شجرة الدر من أتباع الطريقة البهلوانية ومن داعميها . ومن أهم اتباع هذه الطريقة وإن إختلفوا مع البهلوان على المستوى الشخصي لكنهم يتفقون بالنهج والهدف ، سمير الرفاعي وطاهر المصري وصلاح البشير وعماد فاخوري وشريف الزعبي وفواز الزعبي – طبعاً الوزير السابق وليس النائب - ونادية السعيد وتيسير الصمادي وهالة لطوف وجعفر حسان وصبيح المصري ومجدي الياسين وأيمن عودة وسهير العلي ومروان دودين وسوزان عفانه .
أما الطريقة الذهبية فهي طريقة محدودة التأثير والنفوذ ، يرتبط فسادها بفكر شخصي دون العمل وفق مخطط منهجي أو مؤسسي ، فأتباع هذه الطريقة أشبه بالحججاج ابا يوسف الثقفي فتح – بإذنه تعالى – الكثير من الامصار ونشر الاسلام في كثير من البلدان وبالرغم من سوداوية أفعاله إلا أن في بعضها جانباً مشرقاً ، لذلك كثر كارهوه وقل محبوه ، فأتباع الطريقة الذهبية بالرغم من تراكم ثرواتهم بوسائل غير مشروعة إلا أنهم لا يملكون أجندة خارجية ضد الاردن ، كما ان لهم مواقف ترفض التوطين ومشروع الوطن البديل . ومن اتباع هذه الطريقة العسكريين في قضية موارد .
ونظرا لعدم نفوذ أصحاب الطريقة الذهبية فإن أتباعها محدودين ، وشيخ هذه الطريقة محمد الذهبي سيحاكم لعدة أسباب أولها سطوة شيخ الطريقة البهلوانية ورغبة شجرة الدر في الانتقام منه لمعارضته تجنيس الفلسطنيين ، وعدم تجاوبه لتطلعاتها في تعين أصحاب الحقوق الممغوصة في دائرة المخابرات العامة ، وكذلك محاكمة دائرة المخابرات العامة الاردنية من خلال محاكمة قادتها وبالتالي وضع تاج فخر الاردنيين وإعتزازهم المتثل في هذا الجهاز في وضعية الدفاع بدلا من وضعية الهجوم ، وذلك لتمرير الاجندات البهلوانية في الاردن دون ممانعة ، لكنني أثق في قدرة الادارة الحالية لجهاز المخابرات العامة في إحتواء هذه المؤمرات والاهداف البهلوانية المشبوهة .
وعلية يمكن القول أن البهلوانيين أحرار فنوفذهم كبير أكبر من أن يستطيع الادعاء العام أن يتصرف معها ، بينما الذهبيون يحاكم شيخهم أمام الادعاء العام المدني بالرغم أن كل التهم الموجهه اليه كانت أثناء وظيفتة كمدير لدائرة المخابرات العامة وبالتالي يجب يحاكم امام مدعي عام المخابرات العامه ، وهل سيُكفل الذهبي ؟ أعتقد لا كما حدث مع المعاني ؟ بالرغم أنهم لن يفروا من البلد ، بينما البهلوان باع كل شئ وطار يا صوراني ، وإذا كانت قضية الذهبي بغسيل الاموال فملك محطات البزين في الاردن غسل أموال ، وكلنا تحترمه ونفتخر بة لأن أمواله في الاردن ، وإن كانت قضية الذهبي تجنيس عراقيين فإن وزراء داخلية ونواب إستفادوا من هكذا حالات ومجلس الوزراء صاحب الولاية العامة بالتجنيس ، المهم أتباع الطريقة الذهبية يحاكمون بينما أتباع الطريقة البهلوانية أحرار .
hussamabc@yahoo.comالدكتور حسام العبدلات