دعوات لشد الرحال للأقصى اليوم


دعت مجموعة من العلماء والمشايخ والفعليات الشعبية في مدينة القدس المحتلة أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة أبناء القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك اليوم لإفشال محاولة اقتحامه ، في حين حشدت سلطات الاحتلال المئات من عناصر الشرطة وجنود الاحتلال منذ صباح الأمس ، قرب باب المغاربة المؤدي للمسجد الأقصى، في مؤشر على نوايا الاحتلال لمنع المصلين من الوصول له اليوم.

حيث قال رئيس المحكمة العليا الشرعية، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ يوسف ادعيس إن هذه الدعوة تأتي ردًا على الدعوة التي أطلقها عدد من أعضاء حزب الليكود لاقتحام المسجد الأقصى اليوم الأحد لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

وحمَّل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية لعدوانها على المدينة المقدسة ومقدساتها.

من جانبها، دعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الأهلي للقدس الفلسطينيين ممن يستطيعون الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، شد الرحال والتواجد المبكر والمكثف في المسجد الأقصى المبارك ، لإحباط وإفشال محاولات اليمين اليهودي الذي دعا لاجتياح المسجد المبارك، والدعوة لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد المبارك.

وقال عضو اللجنة التحضيرية حازم غرابلي: إن الرد الحقيقي والفعلي على هذه الدعوة والدعوات الشبيهة والخبيثة، هو التواجد الدائم والمكثف في المسجد الأقصى ومرافقه، لتأكيد مدى تمسك الفلسطينيين بالمسجد والذود عنه ضد الأطماع والمخططات التي تسعى الجماعات اليهودية لتحقيقها في المسجد الأقصى.

وناشد كافة المؤسسات والفعاليات والقوى الفلسطينية في القدس إلى حث أعضائها وأنصارها وكوادرها للتواجد في المسجد الأقصى وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والتنديد.

من جانبه، وجه رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى المبارك، ناجح بكيرات دعوته للمسلمين من داخل المسجد الأقصى بالقول: "إن الأقصى اليوم في خطر محدق، والاحتلال قرر اقتحامه وإقامة الهيكل المزعوم، وإذا ما فرط المسلمون بالأقصى فلن تقوم لهم قائمة".

وأكد بكيرات أن مئات عناصر شرطة وجنود الاحتلال يحتشدون منذ صباح السبت، قرب باب المغاربة المؤدي للمسجد الأقصى، في مؤشر على نوايا الاحتلال لمنع المصلين من الوصول له اليوم.

وأوضح بكيرات، في تصريحات صحفية أن مئات من أفراد شرطة الاحتلال وما يسمون بـ "حرس الحدود" يحتشدون، وأن حافلات الاحتلال تفرغ الجنود "في ما يبدو نية مبيتة لدى الاحتلال للمواجهة مع المصلين ، وفرض إجراءات صارمة على التواجد الإسلامي في المسجد الأقصى"، مطالبًا بأوسع تحرك فلسطيني ومقدسي لزيارة الأقصى منذ صلاة الفجر والمكوث هناك.

وأشار بكيرات إلى أن قادة ما يسمى بحزب "الليكود" الحاكم في الكيان الإسرائيلي قرروا اقتحام المسجد الأقصى الأحد لأداء طقوس تلمودية، معتبرًا أن هذا الانتهاك ليس بالجديد من قبل الجانب الرسمي لدى الاحتلال في تعمد المساس بالمقدسات الإسلامية.

وبين أن السياسة الإسرائيلية ومنذ عام 2000 اتجهت نحو "توجه رسمي لإلغاء الرمزية الإسلامية للقدس، ومحاولة لتغيير الواقع التعبدي في القدس، من خلال التحريض المتواصل على انتهاك حرمة المسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة".

بدوره قال مسئول ملف القدس في حركة (فتح) حاتم عبد القادر إن الدعوات لاقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل نواب حزب الليكود الإسرائيلي "دليل على التوجه الإسرائيلي الرسمي لاستهداف المسجد والمدينة المقدسة".

ووصف عبد القادر هذه الدعوات بـ"الاستفزازية"، محذرًا من تداعيات خطيرة لها على الوضع في الأراضي الفلسطينية والمنطقة برمتها، خاصة وأن نواب الليكود الذين يعتزمون اقتحام المسجد سوف يدعون إلى بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى.

وذكر عبد القادر أنه تم توجيه نداء إلى المقدسيين وإخوانهم داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى من أجل التصدي إلى هذه المحاولة "الاستفزازية والخطيرة" من جانب أعضاء الليكود الإسرائيلي.

وحمل عبد القادر الحكومة الإسرائيلية مسؤولية كل التداعيات المترتبة على إمكانية اقتحام نواب الليكود للمسجد الأقصى.

كما حمل المسئولية عن ذلك للمجتمع الدولي "الذي يجب أن يتدخل فورًا من أجل إنهاء هذا الاستفزاز والمس بمشاعر المسلمين من خلال هذه الاعتداءات المتكررة على الأقصى".

وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث حذرت قبل يومين من نية أعضاء من حزب "الليكود" الحاكم في "إسرائيل" اقتحام المسجد الأقصى المبارك الأحد بهدف الدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

وقالت المؤسسة في بيان صحفي لها، إن بعض المواقع العبرية التابعة لليمين "الإسرائيلي" نشرت إعلانا في الأيام الأخيرة دعت فيه أعضاء الحزب إلى اقتحام المسجد على رأس وفد سيكون في مقدمته موشيه فيجلين الذي نافس بنيامين نتنياهو على رئاسة الحزب قبل أيام.

وعد عبد القادر أن صدور دعوات اقتحام المسجد الأقصى من قبل نواب في الحزب الحاكم في "إسرائيل" مفارقة تستدعى الوقوف جديًا أمامها "لأن ذلك يمثل توجها جديدا وخطيرا وتصعيدا للموقف الرسمي الإسرائيلي تجاه الأقصى وتجاه إقصاء ومصادرة الحقوق الدينية والتاريخية للمسلمين والمسيحيين على حد سواء".

وتابع "مثل هذه الدعوة الليكودية تنسجم مع التوجه الإسرائيلي بتكريس القدس كعاصمة لليهود في العالم، وبالتالي الاستيلاء أو السطو المسلح على كل المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة".

وبهذا الصدد، ندد عبد القادر بشدة بقرار المحكمة الإسرائيلية العليا القاضي بمنح الحق لليهود في الصلاة بالمسجد الأقصى، عادًا أن ذلك "بمثابة تشريع رسمي فيما يتعلق باستهداف المسجد الأقصى ".