"آداب الأردنية" تناقش الإصلاح وخطاب التحديث والتجديد العربي في يومها العلمي
أخبار البلد-
رفعت كلية الآداب في الجامعة الأردنية اليوم لواء الإصلاح وخطاب التحديث والتجديد العربي، وذلك في انطلاقة فعاليات الأيام العلمية التي تنظمها الكلية سنويا وتستمر حتى غد الاثنين.
وقال رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، خلال افتتاحه أعمال اليوم العلمي، إنّ الجامعة ستستمر في بناء جيل قادر على الوصول إلى التنمية، وعلى مواكبة ما أطلقه جلالة الملك من أسس تحديث مجتمعنا الأردني، التي تبدأ بالتحديث السياسي والاقتصادي ولا تنتهي عند تحديث التشريعات الإدارية وصولًا إلى أردن الحداثة، ومجتمع تسود فيه قيم العدل والمساواة، تحكمه سيادة القانون، فيحقق لأبنائه الرفاه والحياة الكريمة.
وأكد عبيدات، في معرض كلمته، أن ما يريده الناس اليوم من التعليم ليس كالذي أراده أجدادنا من الجامعات، ما نعده بمثابة دعوة للتغيير وإعادة تشكيل حياة الطلبة وتغيير حال هيئة التدريس والموظفين من خلال النظام التعليمي، مضيفًا أن عقل الجامعة لا يكتمل إلا بتوظيف الخيال النثري والشعري والفكري، مع تعزيز كافٍ للتفكُّر والتأمُّل، إلى جانب تعزيز التخصص المعرفي وتنظيمه حتى نصل لمنتجنا الذي نريد، المنتجِ الإنسانيِّ الرّاقي.
أمّا عميد كلية الآداب الدكتور مهند مبيضين، فقال إن "الأردنية" كانت أول منجزات ما بعد الاستقلال العربي لبلد موارده شحيحة لكن إرادته قوية، فأسهمت في بناء مسيرة علمية غنية ومستمرة، عبر المعرفة والالتزام بالقواعد العلمية لعقلنة المجتمع والسياسة.
وعلى سبيل التحديث، لفت مبيضين إلى أن الكلية بدأت جيلًا رابعًا من الابتعاث، ليكون حلقة الوصل بين المئوية الأولى والثانية، التي لن نألو جهدًا لتكون أكثر نماءً وازدهارًا، لافتا إلى أنه لمزيد من السعي نحو التجديد والعودة للمجتمعات، أن الكلية سنرسل طلابها إلى الواقع الحي رفقة أساتذتهم، لتعيد التفكير بالعلوم الإنسانية والاجتماعية بالشراكة مع الكليات الأخرى والمجتمع.
وجمعت أولى جلسات اليوم العلمي المفكر العربي الدكتور رضوان السيد ورئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية الأسبق الدكتور عبد الناصر أبو البصل والدكتور مهند مبيضين، وذلك برئاسة الدكتور علي محافظة.
وقال السيد إنّ التشخيص الدقيق للوضع الراهن هو تعطل التلاؤم بين النص الديني والنخب الدينية ورجال الدين من جانب، والمتلقي من جانب آخر، وإنّ كل المحاولات الإصلاحية باءت بالفشل لعدم شموليتها، ما أنتج الجماعات الدينية المتطرفة.
وأضاف أن المحاولة المشرقة في العصر الحديث كانت رسالة عمّان السمحاء التي أسست عهدا جديدا من الإصلاح، مؤكدة أن الإسلام ليس دين عنف، بل يتوجه بالحوار للعالم ويمد جسور الشراكة مع الجميع، إذ إنّه دين قائم على الرحمة.
وأشار إلى أننا أمام تحدي القلق الديني الذي يعيشه الفرد والمجتمع، ما يجعل من الضرورة بمكان إحداث تجديد ديني جذري لتغيير رؤية العالم في المجال الثقافي والحضاري، إذ لا نريد أن نخاف من العالم أو نخيفهم لكننا كذلك في واقع الحال، ولحدوث التغيير، وفقا للسيد، بات لا بد من استنهاض الدولة الوطنية وصيانة الدين وتصويب أوضاع العالم.
إلى ذلك، قال أبو البصل إن الإصلاح والتجديد رسالة وحي جاءت للأنبياء، وتبدأ من إصلاح النفس والفرد ثم المجتمع، وإذا أردنا الإصلاح، فلا بد من تشخيص الواقع والانطلاق منه كي لا تضيع البوصلة، على أن يكون إصلاحًا شاملًا، لا مجزوءًا ولا مبتورًا، فتزايد وتيرة الاجتهادات أساءت للإسلام وفلسفته نتيجة تحريفِ المُغالينَ وانتحالِ المبطلينَ وتأويلِ الجاهلينَ.
وقدم مبيضين إيجازًا حول محمد بن علي بن محمد الشوكاني، الملقب ببدر الدين الشوكاني، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة وفقهائها، ومن كبار علماء اليمن، وصاحب المؤلفات العديدة الذي انتهج نهج السلف الصالح في العبادات والمعاملات، والذي حارب وقاوم بكل ما أوتي من قوة التقليد والتعصب للمذاهب، فكان يتبع منهج الاجتهاد، والاعتماد على الدليل في ترجيحاته وآرائه في الفقه أو الأصول.
واليوم العلمي، الذي شهد حضورًا واسعًا من المفكرين والمثقفين الأردنيين والعرب، وإقبالًا لافتًا من الطلبة ومندوبي وسائل الإعلام، يناقش في جلساته التي تستمر ليومين، مفهوم الدولة في مسارات التنظيم الفكري، و وفلسفة الإصلاح والتحديث العربي، ودور الفلسفة في التغيير والتحول الديمقراطي في الأردن، والإصلاح وفق رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.