كتاب من الجبن وذيل فيل.. أغرب مقتنيات المكتبات حول العالم

أخبار البلد - عند الحديث عن المكتبات ودور المخطوطات والأرشيف العالمية، فإن أول ما يفكّر فيه الناس هو الكتب والوثائق التاريخية المهمة، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن المكتبات الكبرى حول العالم تضم أحيانا بعض أغرب المقتنيات التي لا تخطر على بال أحد.


1- رماد شاعر بريطاني شاب

كان الشاعر البريطاني الشاب بيرسي بيش شيلي يبلغ من العمر 29 عاما فقط عندما غرق بعدما علق قاربه في عاصفة شديدة عام 1822.

وفي تذكار يعود إلى العصر الفيكتوري الذي كان يقدّس الموت والحداد، تيمنا بملكته فيكتوريا التي امتد حدادها على زوجها طوال فترة حكمها تقريبا، وجعلت من الحزن صيحة رائجة؛ جُمع ما يمكن وصفه بأنه نوع من تذكارات الموتى للشاعر الراحل.

ففي كتاب عتيق، تم تجميع عدد من الرسائل والوثائق التي تصف وفاة شيلي وحياته، كما يوجد داخل البطانة الأمامية للكتاب خصلة من شعره يُعتقد أنها قُطعت بعد وفاته، مع خصلة شعر من أرملته ماري شيلي.

كما تحتوي البطانة الخلفية للكتاب ذاته على مواد يُقال إنها من رماد بيرسي، تم جمعها من موقع حرق جثمانه بعد الوفاة. ويقبع الكتاب التاريخي الغريب في المكتبة البريطانية حتى اليوم.
2- لوح مدرسي فرعوني
تضم المكتبة البريطانية كذلك لوحا تاريخيا يعود إلى عصر الفراعنة.

وبعبارة تقول "اقبل نصيحة الشخص الحكيم، فليس من الصواب أن تصدق كل صديق لك"، وجّه معلِّم مصري قديم قبل ألفي عام أحد طلابه لكتابة تلك المقولة اليونانية في ألواح بالشمع كواجب منزلي.

وفي اللوح الذي تتكرر فيه أخطاء إملائية عدة، يتضح نقل الطالب العبارة اللاتينية التي نقشها المعلم في أعلى اللوح، وكيف حاول التلميذ نسخها مرات مع وجود الكثير من الأخطاء.

3- حيوان خلد محنّط
تضم إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأميركية عددًا من أهم الوثائق والمخطوطات التاريخية، بما فيها إعلان الاستقلال والدستور ووثيقة الحقوق الأولى التي كُتبت مع تأسيس الولايات المتحدة.

لكن الغريب أن المركز التاريخي يضم أيضا حيوانا محنَّطا، إذ تم اكتشاف حيوان الخلد الصغير المُحنّط للمرة الأولى عام 2005 من قبل أحد أفراد فريق العمل الذي كان يفرز ملفات التقاعد المعتمدة لشهادات أرامل الحرب الأهلية الأميركية.

وفي الرسائل، وجدت رواية بين زوجين تقول إن المخلوق الجوفي الغريب وجد طريقه إلى خيمة جندي الاتحاد جيمس جيه فان ليو، الذي (لسبب غير معروف) قام باصطياده.

وبعث الجندي الحيوان المحنّط مع رسالة بريدية بعنوان "إلى زوجتي العزيزة"، وهي البريد الغريب الذي لا يزال محفوظا في مركز السجلات الأميركي حتى اليوم.

4- ذيل فيل
العنصر الأكثر طلبا في مجموعة جامعة "تافتس" (Tufts) الرقمية والأرشيفية هو ذيل الفيل؛ إنه ذيل فيل سيرك يُدعى جامبو، تم التبرع بجلده المحشو للجامعة من جانب بي تي بارنوم الوصي المؤسس للجامعة.

وأصبح جامبو -الذي بلغ ارتفاعه 3.4 أمتار، ووزنه 5 أطنان- تميمة الجامعة ورمزها الجالب للحظ. ومن ثم أصبح جميع الطلاب تقريبا يرغبون اليوم في رؤية ذيل الفيل، وهو الجزء الوحيد الذي تبقّى من الحيوان، فأثناء تخزينه في أرشيف الجامعة احترق باقي الجسم في حريق بارنوم هول عام 1975، ولم يفلت منه إلا الذيل.

ورغم أن ذيل جامبو هو الجزء الوحيد المتبقي من الجسم، فقد قام شخص من قسم ألعاب القوى في الجامعة بوضع رماد الفيل في وعاء لزبدة الفول السوداني.

ويستخدم هذا الرماد حتى الآن في احتفالية "مرور الرماد" كلما تم تعيين مدير ألعاب القوى الجديد في الجامعة الأميركية، ضمن تقاليدها السنوية الغريبة.

5- أقنعة الموت
تضم مكتبة ولاية فيكتوريا في مدينة ملبورن الأسترالية مجموعة صغيرة من "أقنعة الموت"، وهي عبارة عن قوالب جبسية مصنوعة لنسخ وجه الشخص بعد موته.

أشهر أقنعة الموت التي تم نسخها وتخليدها في المكتبة قناع نيد كيلي، اللص وقاطع الطريق سيئ السمعة في أستراليا، وصُنع بعد فترة وجيزة من شنق كيلي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1880، وتم عرضه للجمهور.

لاحقا تمت دراسة القناع أيضا لمعرفة إذا كانت نتوءات جمجمته تتوافق مع الميول الإجرامية الفسيولوجية؛ وهو العلم الذي يُعرف بعلم فراسة الدماغ، ويُعد زائفا في العصر الحديث، ولا يعوّل عليه.

6- كتاب مصنوع من الجبن
في جامعة ميشيغان الأميركية صُنع كتاب من 20 شريحة من الجبن بعنوان "بين دينزر" (Ben Denzer)، وهو عمل فني ناقد للتشكيك في مفهوم تعريف الكتب الورقية.

ومع أن هذا المشروع الفني غير قابل للقراءة، بخلاف الكلمات القليلة الموجودة على الغلاف الخارجي، فإنه يُحسَب رسميا على أنه كتاب. وتمتلك حاليا 6 مكتبات نسخة منه، بما في ذلك جامعة أكسفورد الأميركية.

ورغم أن صفحات الجبن المغلفة بالبلاستيك ستدوم فترة طويلة نسبيا، فإنها ستتحلل أسرع بكثير من الصفحات الورقية المعتادة، لذلك هناك وقت محدود لرؤية هذا الكتاب.