الحركة الاسلامية: لا لمشاركة سياسية تحت القبضة الأمنية

اخبار البلد-عصام مبيضين-شارك عدد كبير من المواطنين عصر أمس في مهرجان "الإصلاح منهج الأنبياء" الذي دعت اليه الحركة الإسلامية وعدد من الشخصيات الوطنية؛ بالرغم من المطر والبرد الذي لف الساحة المجاورة لفندق (الريجنسي) بالقرب من دوار الداخلية.
المهرجان شهد خطابات رفعت من سخونة الأجواء، وألهبت مشاعر الحاضرين، على الرغم من برودة الأجواء.
وتحدث في المهرجان المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد، وقال: إننا نستظل أفياء ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ونجد أنفسنا بين ربيعين ربيع ميلاد رسول البشرية، وربيع إعادة ميلاد الأمة من جديد بعد أن غاب ذكرها، وسقطت أعلامها في السنوات الماضية. واليوم تنهض من أجل الإصلاح، ويقوم نخبة من الشباب والشعب في الساحات والميادين بالتحرك لأجل رفعة الأمة والشعب". وأوضح سعيد أن هدف الحراك الشعبي منذ أن انطلق هو "إصلاح النظام، فهذا هو منتج الحركة الإسلامية مع إجماع من أبناء الأردن من الشمال والجنوب من أجل تحقيق مطالب الحركة المتمثلة بإصلاح نظام الحكم، وأن يكون الشعب مصدر السلطة، ولا يتحقق ذلك بدون أن تكون الحكومة برلمانية منتخبة تشكلها الأغلبية النيابية التي تأتي من خلال انتخابات نزيهة، ويشكل حكومة برلمانية منتخبة، وتحت إشراف قضائي ولجنة مستقلة تُشرف على الانتخابات النيابية، بعيدا عن تدخل وإملاءات الأجهزة الأمنية، وبالتالي يحاسبها الشعب، وتكون مسؤولة أمام الشعب.
وأضاف سعيد أن "الحركة الإسلامية لن تستأثر بالسلطة، بل سيتم الإصلاح بمشاركة كل القوى الحية من الأحزاب والعشائر ومختلف المكونات في المجتمع"، وأكد سلمية الحراك، "فبعد عام من انطلاق مئات المسيرات لم نلجأ إلى العنف؛ لأن نهج الحركة الحوار والتحرك السلمي، "وجادلهم بالتي هي أحسن""، وحدد سعيد عددا من المواقف للإخوان المسلمين كشرط للمشاركة في الانتخابات البرلمانية والبلدية: "أولها: حكومة برلمانية وإلغاء مجلس الأعيان، والكشف عن مظاهر الفساد كلها وتقديم الفاسدين والمفسدين إلى المحاكم، واستعادة الأموال العامة المنهوبة وأراضي الدولة".
وطالب مراقب عام الإخوان المسلمين بـ"رفع أيدي الأجهزة الأمنية عن الشعب وقرار الشعب"، مؤكدا "لا مجال لمشاركة سياسية تكون فيه الأمور للمخابرات العامة أو للأجهزة الأمنية". وحذر سعيد من وجود مخططات صهيونية معدة للنيل من أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهدم المسجد الأقصى.
وانتقد سعيد سفك الدماء في سوريا، قائلا: "بعد عام من الأحداث في سوريا لا زالت تسفك الدماء، ويقتل الشهداء، ويوضع آلاف المعتقلين في السجون السورية". وأعلن سعيد وقوف الحركة الإسلامية مع الشعب السوري وجيشه الحر، مدينا ممارسات النظام السوري القمعية ضد شعبه الأعزل.
وطالب سعيد بالوقوف الى جانب المعلمين وتحسين دخلهم وإخراجهم من الفاقة والعوز، فعلى عاتقهم يتم تخريج الأجيال والقادة والعظماء. وأعرب سعيد عن تقديره لتحويل الفاسدين للقضاء، مؤكدا أن السلطة المطلقة التي منحت للمسؤولين هي من جعلت منهم فاسدين.
عريف المهرجان المحامي حكمت الرواشدة قال إن الفساد نخر مؤسسات القرار في الأردن وسيطر الفاسدون. وقال: بينما يتم محاكمة محمد الذهبي مدير المخابرات السابق على اختلاس الأموال العامة وغسيل الأموال واستغلال المنصب، يطرح سؤال: ماذا عن إرادة تزوير الناخبين في انتخابات عام 2007.
ممثل العشائر الأردنية/ممثل حراك بني حسن فوزي الشديفات شدد على سلمية الحراك، مطالبا بالإسراع بمحاربة الفاسدين واسترداد مقدرات الوطن.
وحذر الشديفات من استمرار التسويف والمماطلة، وقال إن المواطنين مهما قدموا من تضحيات فإنهم مستمسكون بمطالبهم الإصلاحية، ولن يقبلوا بإصلاحات جزئية أو يتوقفوا عن المطالبة بالإصلاح.
وأفاد: «مع أننا نطالب بالإصلاح انطلاقا من المصالح الوطنية العليا؛ إلا أننا نؤكد أيضا أنه فريضة شرعية لا تقبل التأجيل، لأن الفساد مؤذن بالدمار والبوار، لأن ما يعانيه بلدنا هو الحصاد المر لمسيرة الفساد وتقاعس المواطنين أو العجز في إمكانياتهم عن تحقيق الإصلاح المنشود".
عضو هيئة مكافحة الفساد المستقيل عبد الرزاق بنى هاني قال: أيادينا على قلوبنا مما يجرى من حولنا، الفاسدون تغلغلوا في مفاصل الدولة المهمة في جنح الظلام نهبوا أموال الناس وطعام الفقراء وأدوية الأطفال والمسنين.
وقال بنى هاني: "لا يمكن لمن تربوا في بيوت الهوى في مواخير واشنطن أن يكونوا مصلحين في المملكة الهاشمية"، وأضاف: "عملت كثيرا في قضايا الفساد في الأردن التي أوشكت على إسقاط الدولة، وعلمت أنهم حاولوا شراء الكثير من الذمم حتى يصبحوا فاسدين مثلهم".
وشكك بني هاني بنوايا الحكومة بمحاربة الفساد، وأن ما يتم هو محاولات تجميلية تحت شعار محاربة الفساد. وكشف بني هاني عن 3 من عينات المفسدين التي تابع قضاياهم، الأول كان راتبه بسيطا، والآن يملك الملايين، والثاني كان يتيما لا يملك دينارا واحدا، والآن يملك الثروات الطائلة، والثالث كان لا يملك ثمن فرشاة أسنان والآن يملك الأموال الطائلة.
وأضاف بني هاني: لا بد للعقلاء من تقديم النصيحة لأصحاب القرار في الأردن لأجل محاربة جادة للفساد.
بدورها قالت ممثلة "أردنيات من أجل الإصلاح" أميمة الأخرس إن الاردنيين يسعون من أجل إصلاح نظام الحكم، وأن يكون الشعب مصدر السلطة، عبر حكومة برلمانية منتخبة تشكلها الأغلبية النيابية التي تأتي من خلال انتخابات نزيهة، ويشكل حكومة برلمانية منتخبة وأن تشمل انتخابات مجلس الأعيان.
وهتف المشاركون في المهرجان الذي تخلله فقرات إنشادية لفرقة الفجر الفنية هتافات عدة من بينها: "اسمع يا ساكن رغدان، رسالتنا من عمان، بدنا إصلاح النظام"، "الشعب يريد إصلاح النظام"، "يا بهجت سليمان.. ارحل ارحل من عمان"، "يا فاسد وين راح تروح.. مصيرك ورا القضبان". "مطالبنا شرعية بدنا كرامة وحرية.. وإصلاحات جذرية".
ودعا المنظمون في ختام المهرجان إلى المشاركة في الفعالية التي تنظمها الهيئة الأردنية للإصلاح يوم الجمعة المقبلة بالانطلاق من المسجد الحسيني وصولاً إلى ساحة النخيل للتأكيد على المطالب الإصلاحية.