الماء في رأس الفـأس
الماء في رأس الفـأس
سيكون للعرب الجدد موقع بإذن الله تعالى في صفحات المستقبل. إيمان يزداد يوما بعد يوم بهذه النتيجة. و كلما تحرك عقرب الوقت أثناء دورانه، كلما تأكدت أنـــا مــزوار محمد سعيد أنّ قول إميه سيزار سيصدق على فلسفة العرب الجدد ذات يوم.
".... ما من بقعة في هذا العالم إلاّ و تحمل بصمة أصابعي، و أثار أقدامي مطبوعة على ظهر ناطحات السحاب، مثلما تتبدى نعومتي من لمعان الأحجار الكريمة....".
إميه سيزار، دفتر العودة إلى البلد الأم.
قَسَمٌ جعل من الإنسان مسؤولا، سار على الطريق المعبّد، و أخذ استراحة عند محطة وقود العلوم و الحكمة مناصفة، أين صلى ركعتين تضرعا لله، و أخذ من الراحة نصيبا متوسطا، فلم تكن أكثر من مسار، بدأ بالخروج و لم ينتهي أبدا. إنها أقل ما قيل و يقال في موضوع الأسير. و رحلة المصير، فهي تركيب ممزوج بين الحدس و الحس، مقترنــا بالهوى و الضابط. فسواء جاءت القيمة متأخرة أم مبكرا، فهي جاءت و انتهى، أين لمن الجيّد البحث فيها، و الأخذ بها و منها، فيضيع الحكم و تسيل الأنهار من منابع العواطف و الأحاسيس.
إنها لعبة النزهة، لعبناها عندما كنا صغارا، حين وُصفنـا بالشقاوة الناعمة، لكنها كانت مليئة بالبراءة و المرونة، فهي أسمى من السمو في حده الداني و القاصي، على ناحية التدرج و التكاثف لضمان الصلابة و العظمة.
قيمة الصغر و الصفاء، لا تلزم الأسير على طول المسير، لأنها تأخذ صورا أخرى، فقد تتجلى بوضوح عند تبنيه للقوة و التوحش، فيظهر الجانب الخفي لحب البقاء. فهو يعني السيطرة، و التي تقودنا إلى المعاملة و المساهمة في التجاذب المعرفي، خاصة و أنّ البؤر السوداء عند البشر تبقى في درجة الطابوهات الثابتة، وقد تتحول إلى منعرجات تغيّر و تؤثر على الحياة، فكفانا تجنبا للسواد، و ما علينا إلاّ أن نصنع صداقات مع الغربان، فلطالما عاشت معنا كغيرها من الطيور، و ما يمنعنا من مشاركتها جمال العيش إلاّ تكبرنا و غرورنا اللامحدود، و الذي تولد من قداستنا نحن، فكنا كائنات مقدسة بحق، و على حق، حتى لو لم نعرف الحق الحقيقي، و لم نتحقق من حقيقته.
فكنا نظن أن هؤلاء الذين يجيدون التفلسف هم أسعد الناس، غير أنهم يظهرون لنا أشقياء، فهم يبدون كذلك، لكن حقيقتهم أخرى، و مناقضة تماما، فلهم موقع في هذا العالم، و لهم رقم له قيمة و ليس صفرا على شِمال العدد، و هذا يدل على مساهمتهم في البناء و العطاء بما يستطيعون، فيضمن لهم مكانا في سجل الخالدين، مؤكدين على أنّ أرخص موجود هو الإنسان المستهلك، النائم، الذي يبست مصادر نفعه، فاستحق السقوط من عيون النبلاء، لأنه محا نفسه من دفتر الحياة.
فجوهر مصدر الخوف من الإهانة هو ما يجري في الفؤاد، و خاصة القلب المنهك، أو العقل الجديد و المعطل. و الذي قدم نموذجا مثيرا للجدل عندما أطلق الفشل على خارطة المحركات الإنسانية، و استخدم العلوم و الفلسفات مصدرا لتبرير تأمين السلطة، و قمع التغيير الإرادي.
و لهذا فإنّ الحركة الفكرية الصحيحة، إذا اندلعت بين أوساط العقول اليابسة، يصعب التحكم فيها، أو توقع تداعياتها على الإنسان، و لعل هذا ما جعل الاستبداد الفكري يسارع في إخماد ثورة الفكر الحر، و المبني على الصحيح من الأسس، فتنتج دوامة الصدامات العنيفة.
الاستبداد و الفكر الحر القائم بذاته ضدان لا يلتقيان، حتى و لو استعمل الغصب أو ما يسمى بالإجبار. و بالتالي الحرية مطلوبة كشرط محرّك إذا ما أريد للرغبات النبيلة و المشروعة أن تعرف الحياة الهادئة و الهانئة.
فنماذج اشتغال العملية التفكيرية كثيرة، و إنما هي تصب في اتجاه قابل للشرح، و القادر على العودة بالجانحات من الاعتقادات إلى مساراتها الغير مألوفة.
فالمعروف أصبح مملا، و الطريق الحق صار يخدم البــاطل، أين ظلت السبل، فحُكم على المجرم بالبراءة، و اكتظت الزنزانات بالعلماء. حال قبلتها أنفسنا، و تناسينا أنّ المهانة يمكن تفاديها، فهي لم تكتب علينا إلى الأبد، ما دمنا موجودون و أحياء. فبإمكاننا صنع فكر حيّ، يدور في فلكه الغير متوقع من الأفكار بفكرة واحدة، ألا و هي أننـــا قادرون على فعل أيّ شيء و إقامته من لا شيء.
السيّد
سيكون للعرب الجدد موقع بإذن الله تعالى في صفحات المستقبل. إيمان يزداد يوما بعد يوم بهذه النتيجة. و كلما تحرك عقرب الوقت أثناء دورانه، كلما تأكدت أنـــا مــزوار محمد سعيد أنّ قول إميه سيزار سيصدق على فلسفة العرب الجدد ذات يوم.
".... ما من بقعة في هذا العالم إلاّ و تحمل بصمة أصابعي، و أثار أقدامي مطبوعة على ظهر ناطحات السحاب، مثلما تتبدى نعومتي من لمعان الأحجار الكريمة....".
إميه سيزار، دفتر العودة إلى البلد الأم.
قَسَمٌ جعل من الإنسان مسؤولا، سار على الطريق المعبّد، و أخذ استراحة عند محطة وقود العلوم و الحكمة مناصفة، أين صلى ركعتين تضرعا لله، و أخذ من الراحة نصيبا متوسطا، فلم تكن أكثر من مسار، بدأ بالخروج و لم ينتهي أبدا. إنها أقل ما قيل و يقال في موضوع الأسير. و رحلة المصير، فهي تركيب ممزوج بين الحدس و الحس، مقترنــا بالهوى و الضابط. فسواء جاءت القيمة متأخرة أم مبكرا، فهي جاءت و انتهى، أين لمن الجيّد البحث فيها، و الأخذ بها و منها، فيضيع الحكم و تسيل الأنهار من منابع العواطف و الأحاسيس.
إنها لعبة النزهة، لعبناها عندما كنا صغارا، حين وُصفنـا بالشقاوة الناعمة، لكنها كانت مليئة بالبراءة و المرونة، فهي أسمى من السمو في حده الداني و القاصي، على ناحية التدرج و التكاثف لضمان الصلابة و العظمة.
قيمة الصغر و الصفاء، لا تلزم الأسير على طول المسير، لأنها تأخذ صورا أخرى، فقد تتجلى بوضوح عند تبنيه للقوة و التوحش، فيظهر الجانب الخفي لحب البقاء. فهو يعني السيطرة، و التي تقودنا إلى المعاملة و المساهمة في التجاذب المعرفي، خاصة و أنّ البؤر السوداء عند البشر تبقى في درجة الطابوهات الثابتة، وقد تتحول إلى منعرجات تغيّر و تؤثر على الحياة، فكفانا تجنبا للسواد، و ما علينا إلاّ أن نصنع صداقات مع الغربان، فلطالما عاشت معنا كغيرها من الطيور، و ما يمنعنا من مشاركتها جمال العيش إلاّ تكبرنا و غرورنا اللامحدود، و الذي تولد من قداستنا نحن، فكنا كائنات مقدسة بحق، و على حق، حتى لو لم نعرف الحق الحقيقي، و لم نتحقق من حقيقته.
فكنا نظن أن هؤلاء الذين يجيدون التفلسف هم أسعد الناس، غير أنهم يظهرون لنا أشقياء، فهم يبدون كذلك، لكن حقيقتهم أخرى، و مناقضة تماما، فلهم موقع في هذا العالم، و لهم رقم له قيمة و ليس صفرا على شِمال العدد، و هذا يدل على مساهمتهم في البناء و العطاء بما يستطيعون، فيضمن لهم مكانا في سجل الخالدين، مؤكدين على أنّ أرخص موجود هو الإنسان المستهلك، النائم، الذي يبست مصادر نفعه، فاستحق السقوط من عيون النبلاء، لأنه محا نفسه من دفتر الحياة.
فجوهر مصدر الخوف من الإهانة هو ما يجري في الفؤاد، و خاصة القلب المنهك، أو العقل الجديد و المعطل. و الذي قدم نموذجا مثيرا للجدل عندما أطلق الفشل على خارطة المحركات الإنسانية، و استخدم العلوم و الفلسفات مصدرا لتبرير تأمين السلطة، و قمع التغيير الإرادي.
و لهذا فإنّ الحركة الفكرية الصحيحة، إذا اندلعت بين أوساط العقول اليابسة، يصعب التحكم فيها، أو توقع تداعياتها على الإنسان، و لعل هذا ما جعل الاستبداد الفكري يسارع في إخماد ثورة الفكر الحر، و المبني على الصحيح من الأسس، فتنتج دوامة الصدامات العنيفة.
الاستبداد و الفكر الحر القائم بذاته ضدان لا يلتقيان، حتى و لو استعمل الغصب أو ما يسمى بالإجبار. و بالتالي الحرية مطلوبة كشرط محرّك إذا ما أريد للرغبات النبيلة و المشروعة أن تعرف الحياة الهادئة و الهانئة.
فنماذج اشتغال العملية التفكيرية كثيرة، و إنما هي تصب في اتجاه قابل للشرح، و القادر على العودة بالجانحات من الاعتقادات إلى مساراتها الغير مألوفة.
فالمعروف أصبح مملا، و الطريق الحق صار يخدم البــاطل، أين ظلت السبل، فحُكم على المجرم بالبراءة، و اكتظت الزنزانات بالعلماء. حال قبلتها أنفسنا، و تناسينا أنّ المهانة يمكن تفاديها، فهي لم تكتب علينا إلى الأبد، ما دمنا موجودون و أحياء. فبإمكاننا صنع فكر حيّ، يدور في فلكه الغير متوقع من الأفكار بفكرة واحدة، ألا و هي أننـــا قادرون على فعل أيّ شيء و إقامته من لا شيء.
السيّد