هل الأردن وطن بديل؟ سؤال برسم الإجابة
نعم أيها القُراء المحترمين، من يستطيع أن يشرح لنا ما هو الوطن البديل. أنا كشخص لم أفهم معنى هذه الجملة، والسؤال تم طرحه أثناء جلسة حوارية ولم يستطيع أحد الإجابة الشافية. والسؤال هو: هل إذا تم تجنيس الأخوة الفلسطنيين الموجودين داخل الأردن جميعاً، وخصوصاً إذا تم تهجير الفلسطنيين بالشتات، هل يصبح الأردن وطن بديل بمعنى الجمهورية الفلسطينية؟ علماً أن أحرار الشعب الفلسطيني لا يقبلون بغير فلسطين وطناً لهم. وهل بيع مؤسسات الدولة، وتفكيك أركانها، والمديونية التي ظهرت فجأة تمهيداً للوطن البديل؟ وهل يقبل الأردنيون أصحاب الأرض بضياع دولتهم وهويتهم؟ وهل تضيع تضحياتهم على أسوار القدس، وباب الواد، ومعركة الكرامة، وحرب أيلول الأسود؟ ألم يكن أيلول الأسود هدفه الوطن البديل وتغيير النظام؟ وهل إذا تم انتخاب مجلس النواب وكان العدد بداخله أكثرية من أردنيين من أصل فلسطيني، أصبحنا وطن بديل؟ وهل يقبل الشرق أردنيين بغير الهاشميين حكاماً لهم؟ وهل نتبادل الأدوار ما بين الأردنيون من أصل أردني شرق النهر، ومن يأتون علينا بأن يصبح شرق الأردنيون بيدهم الاقتصاد ومفاتيح الدولة والأخوة الفلسطينيون المجنسين هم عسكر وحراس علينا؟ وهل يصبح الأردنيون الشرقيون ولائهم لغير الهاشميين، ويكون ولائهم لجيوبهم، ومصالحهم، ولا يهم من هو رئيسهم؟ نعم لا تستغربوا هذه الأسئلة فإنها جوهر المشكلة ويتم الحديث عنها، ولكن ليس فوق الطاولة بل تحت الطاولة، لأن الهوية الأردنية تم تذويبها ولم يبق منها سوى الأغاني الوطنية التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع وهي أسمها وطنية ولكنها أغاني مدفوعة الأجر. والسؤال الذي يطرح نفسه كم أخ عراقي موجود عندنا؟ ومنهم من تجنس، وكم أخ مصري؟ ومنهم من تجنس، وكم أخ سوري؟ ومنهم من تجنس باستثناء الشوام الموجودين أصلاً مع بداية تأسيس الدولة، وكم وكم بدون نهاية حتى وصل الأمر بالمطالبة بالحقوق المنقوصة ولماذا لا يتم المطالبة بالحقوق المنقوصة ؟ كل إنسان من البلد التي أتى منها. وهل يوجد عندنا ماء للشرب لتكفي هذه الأعداد؟ وهل يوجد لدينا خدمات صحية لكافة هؤلاء؟ ألم ندفع نحن المواطنون الأردنيين فواتير ليس لنا بها ذنب لا من قريب ولا من بعيد؟ بل ركضنا وراء شعارات خادعة عفا عليها الزمن إلى أن وصل الأمر لتفتيت الوطن، والسؤال هنا هؤلاء جميعاً من جميع بقاع الأرض جاءوا علينا ولكن إذا تغيرت الظروف نحن الأردنيون أين سنذهب؟ ومن يقبل بنا؟ ومن يقبل أن نقاسمه كل شيء بحياته؟ ألم يحين الوقت لنعرف من هو الأردني، ومن هو غير الأردني؟ وبعدها يتم وضع قانون انتخاب وتشريعات لجميع الناس، ونطوي هذه الصفحة من حياتنا ويكون الجميع تحت مظلة القانون والكل أردني والكل ولائه للوطن وليس بداخله عدة ولاءات يستعمل إحداها عند الحاجة وبالزمان والمكان المناسب. لماذا يكون الأردني مطية لكل من هب ودب؟ أليس هذه حقائق وسوف يخرج علينا المنظرين ويقولون هذه فتنة، وهذا تعصب، ويقولون كذلك هذا عبث بالوحدة الوطنية، نعم أنا متعصب جداً لوطني، نعم أنا إقليمي جداً، وأولاً بيتي، ومن ثم بيت أخي، وأنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب. لذلك يجب الإجابة على تلك الأسئلة من الذين يعرفون الإجابة، ومن ثم أصحاب القرار. وإلا سوف تكون النتائج غير محسوبة وتكون عبارة عن النار بالهشيم، وبالتالي فلا يهمني المنظرين والمنافقين والمتاجرين بالأوطان لأصحاب الأجندات وحمالين الحقائب لأنه جاء وقت الحقيقة ولو كانت مُرة.