ابنك ليس ظلك ولن يمشي على خطاك

أخبار البلد-

 
أجد قول أحدهم خلف أولادا حتى لا يندثر اسمك ويضيع، وكأنها وصية مبالغ فيها كثيرا وحمالة أوجه، فإنجاب الأبناء والبنات شيء جميل لا يوصف، وهي سنة الحياة، وهو من زينتها إضافة إلى المال، لكن من يخلد اسمك ومن يحفظه أنت وحدك.

وحدك تصنع أو لا تصنع أرثا يحفظ ويصان.

أين هي سلالة الأنبياء؟ أين سلالة يوليوس قيصر والاسكندر المقدوني وهنبعل وصلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد؟ أين هي سلالة أرسطو وسقراط وابن رشد وابن سينا، أين هم أبناء ديستوفسكي وبيتهوفن وشكسبير والمتنبي وأبي العلاء المعري وأبو تمام.؟! أين..وأين...وأين؟!

كثير من الأبناء والبنات كانوا على النقيض تماما من سيرة ومسيرة آبائهم وأمهاتهم، نقيض قد يكون أفضل أو أسوأ.

بعضهم واصل مشوار الأب في حرفته أو صنعته لكنه لم يكن ظل الأب وإنما خط طريقه الخاص ووضع شخصته على هذه المسيرة.

خلفوا أبناء وبنات تفخرون بهم، كونوا، نموذجا لهم ، قدوة يتعلمون منها، صديق وصديقة لك، قاموا بعملية التوجيه والنصح والإرشاد واتركوا لهم حرية الاختيار بعد ذلك.

الأولاد بحاجة إلى نماذج إيجابية أكثر من حاجتهم إلى نقاد وإلى مقلدين أو إلى تقليد أحد.

ورغم أن الجيل الحالي لا ينتظر أحدا لكي ينصحه أو يرشده وربما لا يقبل برأي الوالدين فكل العالم بين يديه عبر التطبيقات والبرامج والهواتف ومنصات التواصل.

لذلك دع/ دعي، ابنك وابنتك يستقلان بشخصيتهما لأنهما في نهاية الأمر سيذهبان بعيدا عنكما ويستقلان بحياتهما، وربما لن ترياهما إلا في المناسبات وفي العطل الرسمية.

هما ليسا ظلا لكما، دعوهما يختاران ملابسهما وأصدقائهما ودراستهم الجامعية، ويختاران شريك حياتهما، راقبا من بعيد، واشتقا لهم، لا بأس، القلب الحنون لا يعوض، أنتما نعمة للأبناء وهم بعض عطركما وعبيركما، أنتما بابان مفتوحان إلى الجنة لا تغلقاه في وجه أبنائكم وبناتكم، إذا جاؤوا بعد فترة غياب يطلبان المساعدة أو المشورة أو الصفح.