الغارديان: تصريحات ماكرون المتهورة تكلف غاليا
أخبار البلد ــ نشرت صحيفة الغارديان مقالا افتتاحيا تناولت فيه تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن العلاقات الأوروبية مع الصين.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي هو الذي دعا منذ أربعة أعوام إلى التعامل بحزم مع الصين، وتعزز الموقف تجاه بكين بسبب سياستها الخارجية، وتصرفها أثناء تفشي فيروس كورونا، ودعمها لروسيا على حساب أوكرانيا.
كما أن حرص ماكرون على اصطحاب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين في زيارته إلى الصين كان دليلا على أنه يسعى إلى توحيد الصف الأوروبي.
ولكن تصريحاته للصحفيين وهو عائد من بكين، حسب الغارديان، هي التي شدت الانتباه، عندما قال إن أوروبا لا ينبغي أن تتصرف كتابع للولايات المتحدة، ولا ينبغي لها أيضا أن تورط نفسها في أزمات لا تخصها في إشارة واضحة إلى أزمة تايوان بين الصين والولايات المتحدة.
وترى الصحيفة أن هذه التصريحات أضرت بدعم الديمقراطية وأغضبت العواصم الأوروبية، إذ وصفها النائب الألماني، نوربرت رتغن، بأنها كارثة بالنسبة للسياسة الخارجية الأوروبية.
وتوضح الغارديان أن السياسة الخارجية الأوروبية ليس مطلوبا منها أن تكون مطابقة للسياسة الأمريكية، كما أن الصين تعرف أن تايوان عند الاتحاد الأوروبي ليست بالأهمية التي هي عند الولايات المتحدة.
ولكن التصريحات كما أدلى بها ماكرون، وهو عائد من بكين، بينما كانت الصين تجري مناورات عسكرية حول تايوان، يجعلها خاطئة.
وتضيف الغارديان أن الدول الأوروبية قد تختلف مناهجها في التعامل مع الصين، ولكن لا ينبغي أن تتناقض فيما بينها. فقد أكدت فون دير لاين أن منع الصين من تزويد روسيا بالسلاح هو الأولوية، وأن دعم موسكو قد يكون نقطة الحاسمة في تحديد العلاقة مع الصين.
ولكن ماكرون، حسب الصحيفة، فضل تقديم الجزرة، زاعما أن الصين قد تستفيد من التعاون مع الأوروبيين. فالمصلحة التجارية كانت هي الدافع لهذا الموقف.
ويرى البعض أن فرنسا قررت السير بمفردها، بينما يرى آخرون أن ماكرون أفلتت منه الكلمات ولم يقدر تأثيرها. ويأتي حرصه على استراتيجية أوروبية ذاتية، من خشية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ولكن تصريحاته كانت، حسب الغارديان، تفتقد إلى الحكمة، وتوقيتها غير مناسب تماما. فقد سارع عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، ماركو روبيو، إلى القول إذا كان الرئيس الفرنسي يتحدث باسم القارة الأوروبية، فإن الولايات المتحدة مطالبة بالانشغال باحتواء الصين وترك الحرب الأوكرانية للأوروبيين.