تطمينات بيرنز لحلفاء أمريكا ودعوات أونيل للتمرد

أخبار البلد-

 
لم تمض ايام على فضيحة تسريب الوثائق الامريكية التي اعدتها وكالة المخابارت الامريكية (CIA) لوزارة الدفاع الامريكية البنتاغون حتى خرج مدير الـ"CIA" وليام بيرنز ليعلن على الملأ بأن  الولايات المتحدة لم تعد الدولة الكبرى الوحيدة على الساحة اليوم، إلا أن ما يميزها -بحسب ادعائه- تحالفاتها خلافاً لروسيا والصين التي لا تملك هذه التحالفات التي يفخر في بها وليام بيرنز.
افتخار بيرنز بحلفاء اميركا صيغة بدت اعتذارية غير مباشرة؛ كون الوثائق المسربة ركزت على تقارير وعمليات تجسس قامت بها وكالته (CIA) على حلفاء بلاده التي تستعين بهم لمحاصرة الصين وروسيا.
تصريحات بيرنز الى جانب كونها محاولة اعتذار غير مباشرة لحلفاء اميركا، جاءت على الأرجح لاستباق معلومات وتسريبات جديدة تؤكد طبيعة الصراع الدائر في الساحة الدولية التي ستكشفها الوثائق المسربة قريبا؛ إذ يُتوقع ان يُنشر منها المزيد في ظل حديث عن تسريبات ووثائق لم يظهر منها إلا رأس الجبل الجليدي فقط.
بيرنز اكد ان النظام الدولي يتغير، وأشار الى ان التكنولوجيا المتطورة ساحة الصراع مع الصين؛ ما يعني ان الوثائق ستحوي المزيد من التفاصيل المتعلقة بالجهود الامريكية لمحاصرة الصين في هذا المجال، خصوصاً ما يتعلق بالجيل الخامس من شبكات الهاتف والذكاء الاصطناعي التي حققت فيها الصين نمواً مضطرداً ونوعياً بات منافساً لسلعها التقليدية منخفضة التقنية، والمكونات التكنولوجية التي اعتادت الصين تصديرها.
حديث بيرنز عن مكانة القوة الامريكية في العالم جاء على عكس ما أراد لها، ولم تقدم رسائل طمأنة للحلفاء والشركاء، بل انضمت لدعوات كبير الاقتصاديين السابقين في بنك جولدمان ساكس "جيم أونيل" الذي صاغ الاسم المختصر (BRIC) لمجموعة دول الهند والصين وروسيا وجنوب افريقيا والبرازيل، بدعوته كتلة "البريكس" إلى توسيع وتحدي هيمنة الدولار الأمريكي كوسيلة لمكافحة الآثار المزعزعة للاستقرار التي تُحدثها هيمنة الدولار في ورقة بحثية نشرها في مجلة جلوبال بوليسي جورنال بعنوان "يلعب الدولار الأمريكي دورًا مهيمنًا للغاية في التمويل العالمي"؛ إذ يرى أونيل أن هيمنة الدولار عبء على الدول ذات الديون المقومة بالدولار، فسياسة واشنطن النقدية تزعزع الاستقرار كسياساتها الجيوساسية والاستخبارية.