مريض الكلى هل يصوم؟ وهل الصيام يرفع الكرياتينين؟

أخبار البلد - تعد الكلى من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان؛ لدورها في تنقية الدم وتخليص الجسم من السموم والفضلات، كما تعتبر العضو الأول والمسؤول الرئيسي عن تنظيم مستوى ضغط الدم في الجسم، إذ تعمل على استشعار أي تغير في نسب الأملاح، والمعادن، والماء، والاستجابة لهذه التغيرات بردود الفعل الملائمة، بالإضافة إلى دورها في عملية إنتاج كريات الدم الحمراء، وفيتامين د، لذلك لا بد من فهم العلاقة بين الصيام ومرضى الكلى.


تقلل إصابة الكلى بأي مرض من قدرتها على أداء وظائفها أو يفقدها عملها بشكل كامل، وعادة ما يكون لهذا الأمر تأثير كبير على حياة المريض وعلى الأنشطة المسموح لهم ممارستها، مما يجعل مريض الكلى بحاجة ماسة إلى رعاية وعناية خاصة؛ للسيطرة على وضعه والحفاظ على سلامته، نظراً لتراكم السموم، والشوائب، والسوائل في جسم المريض مما ينتج عنه خلل كبير في جميع الوظائف الحيوية في الجسم، فضلاً عن الارتفاع الكبير في مستوى ضغط الدم. ولسوء الحظ، فإن أمراض الكلى بمختلف أنواعها ومراحلها أصبحت من ضمن الأمراض الأكثر انتشاراً في وقتنا الحالي.


تقسم أمراض الكلى بشكل عام إلى نوعين:

أمراض الكلى الحادة: التي يصاب بها الشخص بشكل مفاجئ، كنتيجة لعوامل متعددة مثل الخلل في كمية الدم الواصلة إلى الكلى أو بسبب تلف في خلايا الكلى نفسها. وقد تنتج هذه الأمراض بسبب بعض أمراض المناعة الذاتية، أو كأثر جانبي لبعض الأدوية، أو كمضاعفات للحمل عند بعض النساء.
أمراض الكلى المزمنة: التي يصاب بها الشخص لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وتكون ناتجة عن أمراض مزمنة موجودة عند الشخص، وأهمها مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
تقسم أمراض الكلى المزمنة إلى عدة مراحل بحسب تطور المرض وتدهور وظائف الكلى عند المريض. ويستدل على كل مرحلة من هذه المراحل برقم من واحد إلى خمسة بحسب نسبة الترشيح الكبيبي (بالإنجليزية: Glomerular Filtration Rate - GFR) (المقياس العالمي الذي يستدل به على كفاءة الكلى لأداء بوظائفها)؛ لتسهيل تشخيص الحالة وتحديد الطريقة الأمثل لعلاجها. وتقسم هذه المراحل على النحو التالي:

المرحلة الأولى: تكون قيمة مقياس الترشيح الكبيبي في هذه المرحلة أكثر من ٩٠ مل/دقيقة، وهذه هي القيمة الطبيعية لمقياس الترشيح في جسم الإنسان.
المرحلة الثانية: تكون قيمة مقياس الترشيح الكبيبي في هذه المرحلة من ٨٩ إلى ٦٠ مل/دقيقة.
المرحلة الثالثة: تكون قيمة مقياس الترشيح الكبيبي في هذه المرحلة من ٥٩ إلى ٣٠مل/دقيقة.
المرحلة الرابعة: تكون قيمة مقياس الترشيح الكبيبي في هذه المرحلة من ٢٩ إلى ١٥ مل/دقيقة.
المرحلة الخامسة: مرحلة الفشل الكلوي، وتكون قيمة مقياس الترشيح الكبيبي في هذه المرحلة أقل من ١٥ مل/دقيقة. (6) (7)
لكن هل يعد الصيام لمريض الكلى قراراً صائباً؟

يعد الصيام في رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو يختلف عن الصيام المتقطع، حيث يقتضي على من يريد الصيام الامتناع عن تناول المأكولات والمشروبات ومن ضمنها الأدوية لمدة ٢٩ أو ثلاثين يوماً، بمتوسط عدد ساعات من ١٢ الى ٢٢ ساعة، وذلك بحسب المنطقة الجغرافية التي يتواجد فيها الشخص، لكن هل يعتبر الصيام مفيد لمرضى الكلى؟

هل يؤثر الصيام على الكليتين؟
تنتشر العديد من التساؤلات حول تأثير الصيام المتتالي لمدة شهر كامل على مرضى الكلى، وفيما إذا كان هناك أي آثار سلبية من الصيام على تطور المرض وزيادة الحالة سوءاً، حيث يرغب العديد من المرضى بأداء هذا الركن بشكل طبيعي على أكمل وجه.

أجريت العديد من الأبحاث حول العالم لدراسة أثر الصيام على مرضى الكلى. وتبين في عدد من الدراسات أن صيام شهر رمضان عند مرضى الكلى ليس له أي أثر سواء كان سلبياً أو ايجابياً. ولكن في المقابل؛ كانت نتائج تأثير الصيام على مرضى الكلى في دراسات أخرى، معاكسة لهذه النتائج، حيث تبين أن انقطاع مريض الكلى عن الطعام والشراب وخاصة الماء، لهذه الفترة الطويلة خلال الصيام سينعكس سلباً على تطور المرض وخاصة عند مرضى الكلى من المرحلة الثالثة فما فوق، أي أن تأثير الصيام ومرضى الكلى في هذه الدراسات يعد ضاراً. (1) (2) (3) (4) (5)

الصيام ومرضى حصى الكلى
ينصح مرضى حصى الكلى (بالإنجليزية: kidney stones) بمراجعة الطبيب قبل الصيام، مع ضرورة الإنتباه لشرب الماء بكميات كافية خلال فترة الإفطار، حيث يعتبر شرب الماء بكميات كبيرة، من أكثر الوسائل فاعلية لمنع تكون الحصى وعلاجها عند مرضى حصى الكلى. وإلى يومنا هذا ما زالت الدراسات قائمة حول تأثير الصيام على مرضى حصى الكلى، حيث كانت النتائج متعاكسة في الكثير من الدراسات.(1) (2) (3) (4) (5)

صيام الماء ومرضى الكلى
فيما يتعلق بالنظام الغذائي الذي يطلق عليه صيام الماء (بالإنجليزية: Water Fasting)، الذي يمتنع فيه الشخص عن تناول الطعام والشراب باستثناء الماء فقط لمدة ١١ يوم، فقد أجريت دراسة حول تأثير اتباع هذا النظام على الجسم، ودراسة تأثيره على وظائف الكلى وضغط الدم. ووجد أنه يعمل على إنقاص قيمة مقياس الترشيح الكبيبي، أي التثبيط من عمل الكلى لأداء وظائفها، بالإضافة إلى الزيادة في مستوى ضغط الدم. مما يجعل اتباع مثل هذا النظام عند مرضى الكلى أمراً غير محبب ومحظور، بصرف النظر عن أي آثار ايجابية من الممكن الحصول عليها من هذا النظام، مثل التقليل من الوزن أو مستوى ضغط الدم. مع التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب قبل اتخاذ أي قرار يختص باتباع أي نظام غذائي جديد.(1) (2) (3) (4) (5)

هل الصيام يرفع الكرياتينين؟
أجريت عدة دراسات على الصيام والكلى لتحديد تأثيره على مستويات الكرياتينين، ووجدت زيادة طفيفة في مستويات الكرياتينين عند اتباع الطريقة الجافية (بالإنجليزية: Jaffé's method) في إجراء التجارب المعملية، بينما لم تتغير مستويات الكرياتينين عند اتباع طريقة أخرى.

ختاماً، ما زالت هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات والتجارب حول الصيام ومرضى الكلى، لذلك ينصح دائما مرضى الكلى بما يلي:

استشارة الطبيب حول وضعهم الصحي ومتابعتهم خلال شهر رمضان.
متابعة المؤشرات الحيوية بصورة دائمة، والتوجه إلى الطبيب بسرعة فائقة عند ملاحظة أي مؤشرات سلبية.
زيارة الطبيب قبل دخول شهر رمضان؛ لأخذ النصائح والإرشادات حول النظام الغذائي الواجب اتباعه خلال هذا الشهر، وتحديد المواعيد البديلة لتناول الأدوية والمكملات لضمان سلامته.
استشارة الطبيب حول إمكانية الصيام لأصحاب الكلى الواحدة.(1) (2) (3) (4) (5).