هل يجوز رمي "المنشفة" في السياسة وأثناء القتال؟

أخبار البلد-

 
في مباريات الملاكمة، حين يشعر المدرب أن ملاكمه يوشك على التعرض لأذى كبير يلجأ إلى رمي المنشفة البيضاء (towel ) أو الفوطة أو البشكير على أرضية الحلبة فيعلن الحكم انتهاء المباراة بخسارة هذا الملاكم.

وهي خسارة مريرة بالطبع لأنها تعني الاعتراف بالهزيمة قبل أن تعلن رسميا.

المنشفة هنا هي رسالة إنقاذ وطوق نجاة إجراء اضطراري لتجنب إصابات قد تهدد حياة اللاعب، ويصعب علاجها مستقبلا.

الاستمرار في القتال هنا لا أمل منه في الفوز، فقط ستبقى تتلقى المزيد من الضربات المؤلمة دون هد ودون أي بارقة أمل في الانتصار أمام خصم قوى البنية وقوي اللكمات وعنيد.

في الرياضة من الجائز أن تلقى المنشفة وهي كناية عن رفع الراية البيضاء.

لكن في حالات القتال في مواجهة العدو رمي المنشفة خيانة، في مواجهة العدو خيار الاستسلام غير مطروح أبدا. لا أحد يحب الموت لكن إذا كان هو الخيار الوحيد للعيش بأمان وبكرامة فلا بأس به.

النظام الرسمي العربي الرسمي ألقى بالمنشفة واستسلم، العدو تجاهل المنشفة لأن هدفه إذلالهم وليس هزيمتهم فقط، فالهزيمة واقعة لكن النصر الحقيقي في كسر عنفوانهم وأنفتهم.

ربما في حياتنا الاجتماعية نحتاج أحيانا إلى أن نلقي بالمنشفة، أو أن يلقي أحدهم المنشفة بدلا عنا كطوق نجاة، خصوصا في العلاقات الإنسانية المتعبة للقلب وللروح والتي اعتادت الناس على وصفها بـ"علاقة سامة".

القتال مع معرفتنا بأن الخسارة واقعة لا محالة هو نوع من التعذيب والعناد الذي سيكلفنا الكثير من المشقة والمعاناة. وربما في أثنائها قد نفقد أو نغفل عن أشياء كثيرة أفضل بكثير من التي واصلنا القتال من أجلها لكنها لم تكن تستحق تعبنا.

إذا منعك الكبرياء من رمي المنشفة دع غيرك يلقيها عنك، وأنجو بنفسك، أو واصل حتى تخسر. أنت صاحب القرار.