اعتصامات المعلمين

أيها الأخوة المعلمون
قال الشاعر: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
[التعليم رسالة]
إن المعلمين هم مربوا الأجيال وصناع الرجال الذين يبنون صروح المجد ويمهدون الطريق لإعزاز الأمة، وهم حماة الثغور في هذا الزمان ، لأن واجبهم عظيم ومهمتهم أمانة ورسالة وليست مجرد وظيفة يراد بها متاع الدنيا الزائل، فهي مهمة قد اضطلع بها الأنبياء والرسل وحاملوها من بعدهم هم ورثتهم؛ إذ هم الذين يرفعون عن الناس الجهل وينقلونهم من الظلمات إلى نور العلم والإيمان والمعرفة.
وحسْب المعلمين شرفاً أنهم ممن ينشرون الفضائل ويحاربون الرذائل، ويرسون الدعائم التي عليها تبنى الحضارة التي لا زوال لها، ودورهم اليوم في نهضة الأمة دور محوري، لأن الأبناء الذين تعقد عليهم آمال الأمة هم الآن بين أيديهم يبنون شخصيتهم ويصنعون فكرهم ويرسخون العقائد في قلوبهم، ويرفعون من هممهم ويوجهونهم التوجيه الصحيح في الحياة.
فالمدرس قبل أن يكون معلما هو موجه ومربي، وعليه يتوقف صلاح المجتمع وفساده، فإذا قام بواجبه في التربية والتعليم، سعد في الدنيا والآخرة ونال فضلا لا حد له، وإذا كان الأمر على العكس من ذلك فأهمل المعلم واجبه، واتجه الطلاب نحو الانحراف، واعتنقوا المبادئ الهدامة، وساءت أخلاقهم ، فإن المعلم سيشقى والأمة ستشقى من بعده، وكان عليه وزر كل من تبعه وكان سببا في ضلاله.
[التعليم مسؤولية]
وإن التعليم مسؤولية عظيمة ، والمعلم راع في مدرسته، وهو مسؤول عن رعيته، عن قيامه بواجبه في التربية والتعليم، فمن المعلمين من هو مجزي عن عمله خير جزاء من الله تعالى الكريم ومن قِبل الناس بالثناء الجميل، ومنهم من هو مقصر قد أساء إلى نفسه وأمته وباء بما يبوء به المقصرون من الخزي والعار والندامة.
إن المعلم إذا لاحت له هذه المعاني أدرك أن واجبه الأول هو التربية، وهذا الواجب أعظم خطرا من واجب التعليم وهو الأهم لأن تربية النشء لازمة لكل فرد، أما العلوم فكل فرد فيكفيه أن ينال منها شيئا بحسب جهده وقدراته.

أيها الأخوة المعلمون باسمي وباسم أبنائنا وبناتنا الطلبة وأولياء الأمور ونحن منهم
إنني ادعوكم إلى ما يلي :

فتح باب الحوار مع المسؤولين برفع مذكرة إلى وزير التربية والتعليم لدعوته إلى لقاء جماعي مع الإخوة المعلمين في هذه المحافظة الأبية لعرض وتوضيح أسس الهيكلة في الوزارة وبيان توجهات الوزارة بهذا الخصوص و إزالة ما فيها من لبس لدى البعض ومذكرة احتجاج تعرض مطالب المعلمين.
احترام الرأي والرأي الآخر بما يخص إضراب المعلمين وعدم اتهام من لا يعتصم ويضرب ويقوم بواجبه تجاه ابنائنا الطلبة ويقتنع بوجهة نظر مغايرة يتهم انه مخرب أو مندس يريد شق الصف وتفريق الكلمة والحكم على النيات فالمطالبة بالحق مطلب مشروع ولكل سبيله.
لنكن واقعيين وننظر إلى عظم الأمانة التي تشرفنا بحملها ولنظهر للجميع إننا قادرين على تحمل هذه المسؤولية وان النظرة المادية ليست الدافع الرئيس لحمل هذه الرسالة وأننا إذا لم نعطى منعنا.
مراعاة الظروف التي تمر بها الدولة الأردنية من ظروف مالية اقتصادية صعبة وهي تسير في خطى الإصلاح الاقتصادي والسياسي ومحاربة الفساد وان نقف إلى جانب الوطن بدل أن نكون عبئا عليه وان لا نكون ممن ساهم في تعطيل هذه المسيرة.
تحكيم الضمائر والعقول والنظر بعين البصيرة تجاه أبنائنا الطلبة ومراعاة مصيرهم وما سيكون حالهم إذا ما استمر هذا الأمر وكللنا أصحاب حكمة ورأي سديد.
إيقاف جميع الاعتصامات بشتى الأشكال وان ننتظر لحين تشكيل النقابة لتكون الممثل الشرعي الوحيد لتحقيق مطالبنا.
أيها الأخوة المعلمون بالله عليكم ندعوكم أن لا نكون ممن ينكرون الجميل للوطن فلقد قدم لنا الكثير ولنقل لأنفسنا أولا ماذا قدمنا للوطن ولأبنائنا الطلبة أناشدكم الله أن نعود لمدارسنا وليقم كل منا بما يمليه عليه ظميره وحكمته تجاه أبنائنا وبناتنا فلذات أكبادنا إنهم ينتظرونكم على مقاعدهم لينهلوا من معين العلم عندكم فنحن امة إقرأ .

اللهم لا تحاسبني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون
والله من وراء القصد

أخوكم المعلم : أسامه خلف ابوالخيل الشوابكة
محافظة مادبا / مدرسة غرناطة الأساسية