المعتكفون في (الأقصى)

أخبارالبلد - مشاهدات هذا الحمق الاسرائيلي والتجبر على المعتكف الفلسطيني في (الأقصى) يضعنا أمام هول الشقة بيننا وبين هذا الكيان الذي خرج عن طوره وبلغ درجة اللاعودة, قلوبنا تنزف وعقولنا تشتت في آلية تعامل هذا الكيان مع إنسان يؤدي صلاته في رحاب مقدساته, صرنا نشعر بالخجل والخذلان أمام اطفالنا ونحن نشاهد بحضورهم هذا العجز العربي الذي لا يوصف في كل معاجم اللغة وكلمات العربية, حلمنا أن تكون فلسطين درة الحب العربي والإهتمام الإنساني لما تمتلك من مقومات الروحانية والبهاء الإنساني, لكن عجزت البشرية أن تقول كلمتها بحق الشعب الفلس?يني الباقي وبحق الكيان الغاصب الذاهب إلى نهايته القريبة جداً.

يصب هذا الكيان تدهوره الداخلي وخرابه على ابناء الشعب الفلسطيني, يرتب هذا الكيان مراسم سلام الوداع والرحيل بإذن الله خلال الفترة القريبة, شاهدنا بأم أعيننا أنه لن يدوم ويغادرنا لأنه جسما غريبا في أرض ليـست له ولا يمت لجغرافيتنا بأي شيء، لهذا نجده كما يقال يأكل بداخله وانفجاره الداخلي بدأنا نشاهد مقدماته.

كـيان.. كل يوم يقدم لنا قناعات أنه لن يستمر في البقاء في أرض فلسطين، ولن نتجانس معه أو نتقارب رغم السعي الكبير من قبل قادة العالم, منذ عشرات السنين وترسم الخطط ليندمج هذا الجسم الغريب في بقعتنا العربية, لكن لم تجدي نفعا هذه الخطـط بل العكس كل يوم يثبت لأبناء هذا الكيان وبشهادتهم انهم في طريق العودة لتلك الأمكنة التي قدموا منها.

يثبت هذا الكيان انه النقطة السوداء في مسيرة البشرية وعلامة فارقة في تدهور القيم الإنسانية والحضارية, يزداد تعجب الشعوب الحية لهذا التعنت والعنف من كيان غاصب على مصلين ومعتكفين في مساجدهم, وأماكن العبادة هي الأمان والأطمئنان وعنوان لنقاء النفس البشرية والذهاب بها لقيم الحق والعدل, لهذا يذهب قطعان المستوطين بحماية جيش مهزوز لحماية هؤلاء الخارجين عن الإنسانية, إن كان المتعبد والمصلي والمعتكف لم يسلم من شر المستوطنين فأين سيجد الفلسطيني الباحث عن الأمن مكان يشعره براحته وممارسة عبادته؟.

ننتظر من قياداتنا اليوم قبل الغد أن تتكاتف وتعلنها صراحة امام العالم بأكمله أن هذا الكيان قد بلغ من التعدي مبلغ لن نستطيع ان نبقى ننتظر فقط الإدانات والتصريحات البعيدة عن الألم والتعب الفلسطيني, قرار عربي عاصف يضع العالم امام مسؤوليته الإخلاقية والدينية ليضع لهذا الكيان حدا, لم يعد بعد هذا الهجوم البربري سكوت امام اطفالنا ونسائنا وشعوبنا, نحن أقوى بكثير من هذه التدابير العالمية ونمتلك المقومات التي تجعل العالم يدرك حجم التحرك العربي إن أراد أن يبدل هذا الحال.