وسقط جزار سوريا
وسقط جزّار سوريا :
أجل إنها الحقيقة التي لا مراء فيها ، ولا يمكن للغرابيل أن تحجبها ، ولا للأكف أن تمنعها ، ولا للأيدي أن تردها ، ولا للبروج المشيدة أن تصدها ، إنها نهاية كل ظالم متسلط متجبر ، وكل دكتاتوري أفاك اثيم ، وإنها سنة الله في كونه ، وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، جزاؤهم في الدنيا الخزي والعار ، وفي الآخر إلى تلظّى ، تشوي وجوههم النار .
ولله قوس لا تطيش سهامها ......... ولله سيف لا تفلّ مقاطعه
فبعد أن شمّرت سواعد سوريا الأحرار ، وبعد أن هاجت كرامة الأشاوس الأخيار ، وبعد أن انفجر بركان غضب الأبطال ، في كل منزل ودار ، وبعد أن اضطرم لهيب النار ، وحمي الوطيس على المتسلط الجزار ، وبعد أن تمادى الظالم في غيّه واسعبد العباد ، وخرب البلاد ، ونشر لوثة الفساد ، فقتل وشرد ، واعتقل وتمرد ، لا يردعه دين ولا أخلاق ، وبعد أن شرب الكأس من دماء الشرفاء والمساكين الأبرياء ، فقتل الأطفال والشيوخ والنساء ، واستباح الحرمة ، وتمادى في غيه وفجوره وطغيانه ، بعد كل هذا وأكثر من هذا ، نعم أيها السادة ؛ لقد طاش بفرعون الصغير الغرور ، وأخذته العزة بالإثم ، وتعدى على حدود الله وسنة رسوله ، ورمى الشعب السوري الأبي عن قوس الجبروت والبغي ، بغيا وظلما وزورا وبهتانا وعدوانا وإفكا كبيرا ،هبّ أبناء سوريا الأبية ، ووقفوا على أمشاط أرجلهم هبة رجل واحد ، بوجه الظلم والطغيان ، وأصروا على قلعه من جذوره ، ومن يسانده من المارقين ، الذين يقتاتون على دماء الشعوب ، ويحيون على اجساد الفقراء ، هبوا وهبوا وهبوا : وها هي اللحظة الحاسمة تلوح في الأفق ، وها هي شمس النهار تطلع من مشرقها ، وها هو النصر المبين يلوّح براية العز والفخار والسؤدد والانتصار ، للتخلص من الجزار ، الذي طالما استعبد العباد ، وخرّب البلاد ، ونشر لوثة الفساد ، وإني أرى الشمس بنورها تكشف دياجير الظلام .
أجل يا يرعاكم الله ، لم يبقَ لدينا أدنى شك في انمحاء الظلمة وانقشاع الغيمة ، وسقوط الجزار سقوط هُبل ، وتحطمه كتحطم الجلمود المنحدر ، لقد انكشفت سوأته ،وبانت عورته ، وبدت عورته ، وظهر كذبه ، وبان حقده ولؤمه ، فإلى جهنم التي لا تبقي ولا تذر ، عليها تسعة عشر ، إلى الدرك الأسفل من النار ولهب نار مؤصدة في عمد ممدة ، فقد حمي الوطيس ، على كل ظالم خسيس ، فالمواجهات ظروس ، بين شعب حرّ أبيّ أعزل ، وطاغية جزار مجرم بائس ، من رحمة الله يائس ، لا يرعوي ولا يخجل ، يذبّحُ أبناء شعب أعزل ، ويستحيي نساء قوم كرام ، أجل ، كرام ، ونعم الكرام ، فلقد امتدحهم رسول الله ودعا لهم فقال : " اللهم بارك لنا في شامنا " .
وأيمُ الله : إنها أفاعيل يندى لها جبين الشرفاء ، وتهتز لها الجبال ، وتتقطع لها الأوصال ، ولا يرضى على فعلها من في قلبه ذرة إنسانية .
ولكن مهلا ، رويدا ، فإنّ للجبار جولة ، ثم تزول زوال فرعون والنمرود ، وإنّ للطواغيت صولة ، ثم تدول ، ليبزغ فجر الحرية ، وتزول وحشة غربة في سواد القلب سوداء ، وتندثر موحشات السجون ، وخاويات البطون ، وليعلم الذين تجروا وتكبروا ، أنها سوريا ، أجل سوريا التي منها تنفست أرواحنا ، ومن طينتها جبلت أبداننا ، ومن مائها ، الدم في عروقنا وأعراقنا ينحدر .
أجل يا أحرار العرب ، لا أخال عربيا شهما ، لديه مسكة من شرف وكرامة وإنسانية ، يشاهد ما يجري في سوريا ، من سفك للدماء وهتك للاعراض وتدمير للمنازل على رؤوس ساكنيها الأبرياء ، على آكل لحوم البشر ، وشارب الدماء النقية الزكية ، ثمّ لا تأخذه الحميّة حميّة الشرف والكرماء .
نعم يا يرعاكم الله ، لقد شمّر الاحرار ، حماة الديار ، وأبناء الدار ، من شعب سوريا الأطهار ، فعقدوا البيعة وأبرموا الميثاق ، لاستئصال شأفة المارق ، وتقويض أركان ظلمه وجبروته وبغيه ، وهدم عروشه ، التي قامت على دماء الشعب البريء الاعزل ، وعلى جثث الفقراء والمساكين والمعوزين ، نعم سيقوض عروشه ، وإنه فاعل بإذن الواحد الجبار ، وإنّ الله على نصرهم لقدير ، لأنّ سنة الله اقتضت أن تدافع عن الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، وإنه سبحانه تعهد بإجابة دعوة المظلوم وليس بينها وبين حجاب .
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدر ..... فالظلم مرتعه يفظي إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه ...... يدعو عليك وعين الله لم تنم
ولذا فليعلم الجميع : أن دولة الظلم زائلة وإن طالت ، وإنّ البناء إذا قام على أساس فاسد ، وإنّ أركان الحكم إذا قامت على قواعد الظلم والجور والحقد واللؤم ، كان على الله حقا هدمها وتقويض أركانها .
أجل يا أحفاد الصحابة والتابعين ، اهدموا الجدار ، وأقيموا الجدار ، فإنّ تحته كنز لكم ، كنز الحرية ، والكرامة والشرف والإباء ، يا من صبرتم طويلا ، اقتلوا طالوت الصغير ، اقتلوا فرعون الحقير ، قبل أن يرهقكم طغيانا وظلما ، لقد كاثر طغيانه الحصى عند جمرة العقبة ، لقد آن أوان التغيير ، فإلى تقرير المصير ، ولو على أسلات الرماح أجسادنا تسير ، أو على أفواه المدافع نفوسنا تطير ، فهذا شرف التحرير .
فإمّا حياة تسر الصديق ... وإما مماة يغيض العدا
فقوموا قياما ، اكسروا القيود ، وحطموا المعتقلات ، واكشفوا الظلمة وانشروا السلام ، فها هو جزار سوريا يتهاوى في جرف هار ، ويرقص رقص الذبيحة ، ولم يبق إلا سويعة من نهار .
الدكتور محمود سليم هياجنه
أجل إنها الحقيقة التي لا مراء فيها ، ولا يمكن للغرابيل أن تحجبها ، ولا للأكف أن تمنعها ، ولا للأيدي أن تردها ، ولا للبروج المشيدة أن تصدها ، إنها نهاية كل ظالم متسلط متجبر ، وكل دكتاتوري أفاك اثيم ، وإنها سنة الله في كونه ، وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، جزاؤهم في الدنيا الخزي والعار ، وفي الآخر إلى تلظّى ، تشوي وجوههم النار .
ولله قوس لا تطيش سهامها ......... ولله سيف لا تفلّ مقاطعه
فبعد أن شمّرت سواعد سوريا الأحرار ، وبعد أن هاجت كرامة الأشاوس الأخيار ، وبعد أن انفجر بركان غضب الأبطال ، في كل منزل ودار ، وبعد أن اضطرم لهيب النار ، وحمي الوطيس على المتسلط الجزار ، وبعد أن تمادى الظالم في غيّه واسعبد العباد ، وخرب البلاد ، ونشر لوثة الفساد ، فقتل وشرد ، واعتقل وتمرد ، لا يردعه دين ولا أخلاق ، وبعد أن شرب الكأس من دماء الشرفاء والمساكين الأبرياء ، فقتل الأطفال والشيوخ والنساء ، واستباح الحرمة ، وتمادى في غيه وفجوره وطغيانه ، بعد كل هذا وأكثر من هذا ، نعم أيها السادة ؛ لقد طاش بفرعون الصغير الغرور ، وأخذته العزة بالإثم ، وتعدى على حدود الله وسنة رسوله ، ورمى الشعب السوري الأبي عن قوس الجبروت والبغي ، بغيا وظلما وزورا وبهتانا وعدوانا وإفكا كبيرا ،هبّ أبناء سوريا الأبية ، ووقفوا على أمشاط أرجلهم هبة رجل واحد ، بوجه الظلم والطغيان ، وأصروا على قلعه من جذوره ، ومن يسانده من المارقين ، الذين يقتاتون على دماء الشعوب ، ويحيون على اجساد الفقراء ، هبوا وهبوا وهبوا : وها هي اللحظة الحاسمة تلوح في الأفق ، وها هي شمس النهار تطلع من مشرقها ، وها هو النصر المبين يلوّح براية العز والفخار والسؤدد والانتصار ، للتخلص من الجزار ، الذي طالما استعبد العباد ، وخرّب البلاد ، ونشر لوثة الفساد ، وإني أرى الشمس بنورها تكشف دياجير الظلام .
أجل يا يرعاكم الله ، لم يبقَ لدينا أدنى شك في انمحاء الظلمة وانقشاع الغيمة ، وسقوط الجزار سقوط هُبل ، وتحطمه كتحطم الجلمود المنحدر ، لقد انكشفت سوأته ،وبانت عورته ، وبدت عورته ، وظهر كذبه ، وبان حقده ولؤمه ، فإلى جهنم التي لا تبقي ولا تذر ، عليها تسعة عشر ، إلى الدرك الأسفل من النار ولهب نار مؤصدة في عمد ممدة ، فقد حمي الوطيس ، على كل ظالم خسيس ، فالمواجهات ظروس ، بين شعب حرّ أبيّ أعزل ، وطاغية جزار مجرم بائس ، من رحمة الله يائس ، لا يرعوي ولا يخجل ، يذبّحُ أبناء شعب أعزل ، ويستحيي نساء قوم كرام ، أجل ، كرام ، ونعم الكرام ، فلقد امتدحهم رسول الله ودعا لهم فقال : " اللهم بارك لنا في شامنا " .
وأيمُ الله : إنها أفاعيل يندى لها جبين الشرفاء ، وتهتز لها الجبال ، وتتقطع لها الأوصال ، ولا يرضى على فعلها من في قلبه ذرة إنسانية .
ولكن مهلا ، رويدا ، فإنّ للجبار جولة ، ثم تزول زوال فرعون والنمرود ، وإنّ للطواغيت صولة ، ثم تدول ، ليبزغ فجر الحرية ، وتزول وحشة غربة في سواد القلب سوداء ، وتندثر موحشات السجون ، وخاويات البطون ، وليعلم الذين تجروا وتكبروا ، أنها سوريا ، أجل سوريا التي منها تنفست أرواحنا ، ومن طينتها جبلت أبداننا ، ومن مائها ، الدم في عروقنا وأعراقنا ينحدر .
أجل يا أحرار العرب ، لا أخال عربيا شهما ، لديه مسكة من شرف وكرامة وإنسانية ، يشاهد ما يجري في سوريا ، من سفك للدماء وهتك للاعراض وتدمير للمنازل على رؤوس ساكنيها الأبرياء ، على آكل لحوم البشر ، وشارب الدماء النقية الزكية ، ثمّ لا تأخذه الحميّة حميّة الشرف والكرماء .
نعم يا يرعاكم الله ، لقد شمّر الاحرار ، حماة الديار ، وأبناء الدار ، من شعب سوريا الأطهار ، فعقدوا البيعة وأبرموا الميثاق ، لاستئصال شأفة المارق ، وتقويض أركان ظلمه وجبروته وبغيه ، وهدم عروشه ، التي قامت على دماء الشعب البريء الاعزل ، وعلى جثث الفقراء والمساكين والمعوزين ، نعم سيقوض عروشه ، وإنه فاعل بإذن الواحد الجبار ، وإنّ الله على نصرهم لقدير ، لأنّ سنة الله اقتضت أن تدافع عن الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، وإنه سبحانه تعهد بإجابة دعوة المظلوم وليس بينها وبين حجاب .
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدر ..... فالظلم مرتعه يفظي إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه ...... يدعو عليك وعين الله لم تنم
ولذا فليعلم الجميع : أن دولة الظلم زائلة وإن طالت ، وإنّ البناء إذا قام على أساس فاسد ، وإنّ أركان الحكم إذا قامت على قواعد الظلم والجور والحقد واللؤم ، كان على الله حقا هدمها وتقويض أركانها .
أجل يا أحفاد الصحابة والتابعين ، اهدموا الجدار ، وأقيموا الجدار ، فإنّ تحته كنز لكم ، كنز الحرية ، والكرامة والشرف والإباء ، يا من صبرتم طويلا ، اقتلوا طالوت الصغير ، اقتلوا فرعون الحقير ، قبل أن يرهقكم طغيانا وظلما ، لقد كاثر طغيانه الحصى عند جمرة العقبة ، لقد آن أوان التغيير ، فإلى تقرير المصير ، ولو على أسلات الرماح أجسادنا تسير ، أو على أفواه المدافع نفوسنا تطير ، فهذا شرف التحرير .
فإمّا حياة تسر الصديق ... وإما مماة يغيض العدا
فقوموا قياما ، اكسروا القيود ، وحطموا المعتقلات ، واكشفوا الظلمة وانشروا السلام ، فها هو جزار سوريا يتهاوى في جرف هار ، ويرقص رقص الذبيحة ، ولم يبق إلا سويعة من نهار .
الدكتور محمود سليم هياجنه