الأردن قادر على الانحياز السياسي
وأردف عباس قائلاً: نعم العالم اليوم يتغير في انحيازه السياسيةشرقاًأوغرباًفي ضوءالتطورات السياسيةوالاقتصادية والاجتماعيةالجديدة, الأمرالذي يجعل لكل دولة من دول العالم حرية الانحياز السياسي وأن تأخذ اتجاهاتها السياسيةحسب ما تقتضي مصالحها الاستراتيجية, فالمكانة السياسية للدولة تتمثل في قدرة الدولة على المناورة السياسية الذكيةلتحقيق برامجها ومساراتها التنموية المستقبلية كافة.
وأكدالأستاذالدكتوررشيدعبّاس أن الأردن رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة التي يمر بها إلاأنه لديه حريةالانحياز السياسيشرقاًأوغرباً في أية لحظة يراها هو مناسبة له,وذلك في ضوءبرامجه التنموية السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وأن قدرته على دراسةخارطة الإقليمالجديدة وتحليلها ليس صعباً على دولة مثل الأردن خاض ويخوض معتركاً سياسياً على مدار قرن من الزمن.
واشاررشيدعبّاس أن الأردنبقيادته الوازنة هو من يقدّر استراتيجية الانحيازالضرورية لهشرقاًأوغرباً, وأن انحياز الأردن السياسيشرقاًأوغرباً متروك لتطورات الأحداث الاقليمية المتسارعة,والتي لا تعني للأردن بأي شكل من الاشكال التخلي عن مسؤولياته الوطنية والقومية والاقليمية على الإطلاق.
منوهاً, أنه لا يوجد اليوم في عالم السياسة صديقدائمأبدي أو عدودائم أبدي,وأن التطورات والمتغيرات الدولية في الإقليم هي التي تفرض في أية لحظة تكون جهة الانحياز السياسيشرقاًأوغرباً, فالاستدارة السياسية للدولةمشروعة وغير محرّمة في الكتب السماوية, وأن مبدأ حساب الربح والخسارة السياسية لهذا الانحياز يحسب في إطار (مستقبل) برامج الدولة على الأقل وليس في إطار حاضرها.
وختم الأستاذالدكتوررشيدعبّاسقوله: أن مسألة الانحياز السياسي للأردن شرقاً أو غرباً, ربما يكون أكثر حساسية من غيره من أي دولة من دول الإقليم, وذلك لكون القضية الفلسطينية (التي لم تحل بعد) هي قضية الأردن المركزية, ومع كل ذلك لدى الأردن أوراق سياسية عدة تجعله قادراً على تحديد جهة الانحيازالسياسي في قادم الأيام.
دمتم بخير.